القاهرة 31 مايو 2023 الساعة 11:12 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافي اللقاء الشهرى لملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان "ثقافة الاستهلاك.. والتعامل مع الأزمات الاقتصادية"، مساء الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
أدارت الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت: إننا نناقش اليوم قضية مهمة يعانى منها العالم كله، إلا وهي الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار المرتبط بالتخضم، وسنحاول من خلال ضيوفنا مناقشة أهم المحاور فى ثقافة الاستهلاك وكيفية التعامل مع الأزمات الاقتصادية، مشيرة إلى أن الثقافة من أهم الإشكاليات خاصة في مصر، ومؤكدة على أنها القاطرة التى تجر ورائها باقي عربات القطار، لذا نحن في حاجة ماسة لما يسمى بثقافة ترشيد الاستهلاك، التي تنعكس بشكل إيجابي على الفرد في كل أمور حياته، وعلى المجتمع ككل.
وقال الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ الجغرافيا والبيئة جامعة عين شمس ومستشار وزيرة الثقافة لشئون البيئة، إن ثقافة الاستهلاك هى العادات والتقاليد التى توارثت عبر أجيال وأجيال، وثقافة الغذاء نتحدث عنها من خلال ثلاث نقاط، أولها ثقافة الشراء التي يجب أن تنحصر في الاحتياجات الفعلية، والثانية ثقافة البيع التي تكمن في عملية الإغراء فى البيع الذى يجعل المستهلك يشتري أكثر من احتياجاته، أما الثالثة فهي ثقافة الاستهلاك التي تتمثل في إهدار وفقد كمية من الطعام دون فائدة أو استخدام.
وأكدت الدكتورة نسرين البغدادي أستاذة علم الاجتماع ورئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية السابق وعضو المجلس القومي للمرأة، على أهمية موضوع الندوة، فنحن نعاني من أزمات على مستوى العالم كله، وأن فكرة الشراء أصبحت لدى المستهلك كبيرة جدا، وفكرة الادخار تكاد تكون منعدمة، كما تعاظمت فكرة التفاخر والتكالب على السلع وظهور من يستغل ذلك لزيادة البيع والمكسب، وقلت كثيرا فكرة إعادة التدوير، مشيرة إلى أن ظاهرة وجود غاريمات التى قضينا عليها تماما في مصر، كانت نتيجة الشراء الزائد عن اللازم، والتباهي والتفاخر والتنافس فيما بينهم على شراء السلع.
من جانبها، أوضحت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكري بجامعة الزقازيق، مقولة "المصرى ابن الأزمات"، وقالت إنه نتيجة لما يعرف بالتغيرات المناخية، عرف المصري القديم كيفية الاستفادة من النيل، واستطاع أن يعيش بسلام بقربه من النيل، كما استطاع أيضا العيش بسلام بعيدا عنه، وتعرض المصري للأزمات عبر العصور، أنجز أجمل ما في العالم وهي شخصية المصري في مواجهة الأزمات، مشيرة إلى أنه تسربت إلينا ثقافة الاستهلاك من الدول الأخرى.
وقال الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط جامعة الفيوم ومستشار وزيرة التضامن، إن هناك غيابا في الفكر الاجتماعي والإصلاح الاجتماعي، الذى لا يقل أهمية عن الفكر الاقتصادى، وهناك تلازم بينهما ويجب أن يسبق الفكر الاجتماعى الفكر الاقتصادى، مشيرا إلى أن هناك نسبة وتناسب بين معدلات الإنتاج ومعدات الاستهلاك، والاستهلاك ظاهرة اجتماعية حقيقية وصحية فى المجتمع فى ضوء معايير معينة، والاستهلاك سلوك للأشخاص وثقافة تغذية، فيجب التكاتف جميعا لمعرفة أنماط استهلاك المواطن وتوعيته، وطرح حوار لتعديل سلوك المواطن في الاستهلاك.
من جهته، تحدث اللواء الدكتور راضي عبد المعطي رئيس جهاز حماية المستهلك السابق وعضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة، عما حققه جهاز حماية المستهلك من خطوات ناجحة وفعالة خلال فترة رئاسته للجهاز، كان منها الاستعانة بالخريجين المتقدمين إلى الخدمة العامة للعمل بالجهاز، الأمر الذى جعل عدد ساعات العمل بالجهاز تستمر طوال اليوم، وإطلاق خدمة "المواطن رقيب" على الواتس آب، وأيضا إطلاق خدمة "سيارات نجدة المستهلك" وغيرها، مشيرا إلى ما تبذله الدولة من جهود فى توفير السلع، وأيضا جهود الأجهزة الرقابية والتنسيق فيما بينهم لضبط حالات الغش والاستغلال التجارى، مؤكدا على أهمية ترسيخ ثقافة الأمانة فى عملية البيع والشراء وعدم الجشع واحترام حقوق المستهلك.
وقد تخلل الملتقى تقديم مجموعة من الفقرات الموسيقية لأشهر الأغانى لكبار نجوم الغناء والفن، منهم "ليلى مراد، عبد الحليم حافظ، سعاد حسني، فيروز "، قدمتها فرقة "تريو الموسيقية" بقيادة الدكتورة مروة عمرو.





|