القاهرة 30 مايو 2023 الساعة 01:55 م

كتبت: رابعة الختام
• محمود علام: السوشيال ميديا أثرت بالسلب على العلاقات الإجتماعية
الطفل مرآة الأخر
• هالة البشبيشي: الشباب مولع بالتنمية البشرية ويرغب دائما في تصحيح مساره
• دينا جلال: يجب أن نكفل للطفل حرية التجربة
في ندوته المقامة بمقر دار الهالة للنشر عن كتابه الأحدث "غرف إدمان" ناقش الدكتور محمود علام اخصائي التنمية البشرية ومدرب التنمية وتعديل السلوك، أهم العادات التي باتت توجه سلوك الانسان وتحرك بوصلته نحو عادات تستهلك وقته دون نتيجة إيجابية تذكر.
قائلا: في الأونة الأخيرة انتشرت عادات إدمانية بالغة التأثير على الفرد والمجتمع، الأمر الذي زاد من الاضطرابات السلوكية والنفسية التي باتت تهدد الكبير والصغير، وقد أدت بعضها لانحرافات سلوكية عند الصغار والكبار، ومنها ما أثر سلبا على البناء الأسري، فبعض الأسر تفككت بالانفصال الجسدي أو الطلاق الفعلي، وهذا ما دفعني لخروج كتاب "غرف إدمان" الصادر عن دار الهالة للنشر والتوزيع للنور، والكتاب ضمن مشروعي الأدبي والثقافي لسلة كتب تتضمن مشكلات أسرية ومجتمعية فارقة أدت لتفسخ علاقات إنسانية كثيرة.
والكتاب مكون من عشر غرف هي على التوازي، إدمان السوشيال ميديا، إدمان الاشخاص والإدمان العاطفي، الطعام الشراهة، الإباحية، العمل، عمليات التجميل، النكوتين، الالعاب الإلكترونية، التريند "هوس الشهرة"، الكذب.
ولذا اخترت عنوان غرف، فكل مدمن لأحد هذه العادات الخاطئة يلجأ لعزلة مجتمعية تجعله يعيش في شرنقة أشبه بغرفة مغلقة على نفسه، لا يرى فيها غيره، وربما لا يرى نفسه أيضا وهذا ما يشكل الخطر الأعظم إذ أن من لا يرى نفسه لن يدرك كمية الأخطاء التي يقع فيها.
معولا على التنشئة المنزلية، ومحذرا الأباء من أن عدم الاهتمام يجعل الكفل يلجأ للغير، خاصة إذا نجح هذا الغير في احتوائه وتقديم الدعم اللازم له، وقد يكون الغير شخصاً أو سوشيال ميديا أو صديق يستغله.
كما أثرت السوشيال ميديا ذاتها في بتر العلاقات الطبيعية كصلة الرحم والتواد والجيرة والتعاطي مع اللآخر والتعاملات المباشرة، بما أثر سلبا حتى على ممارسة العبادات، فما حدث هو إحلال التطبيقات محل العلاقات.
وعن أزمة التعلق بالأشخاص شرحت إحدى الحضور معاناة طفلها بعد فقد أبيه المفاجئ وكم أثر هذا سلبا عليه، فأزمة الفقد تعد أزمة نفسية ربما يمتد أثرها لسنوات.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة دينا جلال إستشاري نفسي وتعديل سلوك بأن الأطفال يجب أن يمنحوا أحقية التجربة، فحب الآباء ليس مبررا لحرمانهم من التجارب، حتى وإن كان بدافع الخوف، فأولى بهم ممارسة الحياة من وجهة نظر مختلفة تحت وصاية الأسرة ولكن بالتوجيه وليس بالمنع الكامل الحاد.
وأوضحت "جلال" أن أكبر أخطاء التربية هو أن تعامل الأسرة طفلها على أنه كبير، بل يجب معاملته كطفل وليس كبالغ، يعيش طفولته بأريحية وأن تكفل له الأسرة حرية التعلم من الأخطاء.
وكشفت الكاتبة والناشرة هالة البشبيشي النقاب عن ولع الشباب بالقراءة في مجالات التنمية البشرية والتدريب الذاتي على التخلص من العادات السيئة، موضحة أن الشباب أصبح لديهم الوعي الكافي بتصحيح المسار والعمل على تكوين مهارات وعلاقات سوية في إطار من التواصل الفاعل والمشاركة المجتمعية والبيئية الفارقة.
وفي مداخلة لأم ثلاثينة أشارت "راجية" إلى أن طفلها البالغ من العمر تسع سنوات يرفض توجيهاتها الصارمة كلما أحكمت سيطرتها عليه، بينما يتجاوب معها كلما منحته قدرا من الحرية والمسؤولية عن أفعاله وتحمل نتائجها.
وأثارت راجية قضية في غاية الخطورة وهي تبادل الأطفال للشتائم فيما بينهم بما يشكل خطرا على الجيل الجديد، ولم تخف رعبها على صغيرها من سماع هذه الألفاظ والتعامل بها.
وتعليقا على كلماتها أشار محمود علام إلى أن الطفل سيتعامل مع المتغيرات المجتمعية شئنا أم أبينا وليس علينا سوى التوجيه والنصح، موضحاً أن الطفل بمثابة مرآة للأخر يقلد الكبار في سلوكياتهم وتصرفاتهم دون قصد منه، مجرد محاكاة للأخر، ويجب على الأم الواعية الإستفادة من هذا الأمر بتوجيه سلوكه بالتقليد الصحيح، وأن تكون هي وأبوه وجميع القائمين على تربية الصغار يكونوا نموذجا يحتذى في كل ما هو إيجابي من سلوكيات وعادات وعبادات وتواصل اجتماعي مع الآخر.
جدير بالذكر أن الكتاب والندوة أحدثا جدلا واسعا فيما يتعلق بكيفية التعافي من العادات الإدمانية، وما يحسب لعلام هو حرصه على تقديم الحلول الناجزة للمشكلات وليس الاكتفاء بعرضها فقط.



|