القاهرة 21 مايو 2023 الساعة 01:07 م

بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
مرت الأيام سريعا كعادتها والتقينا.. هذه هي المرة الأولى التي اكتب لك من هاتفي الخاص من خلال التدوين في دفتر بالهاتف، كما كنت أفعل في بداية مراسلتك.. توقفت لفترة واكتفيت بالكتابة من جهاز الحاسب الخاص، قد يبدو هذا الأمر تافها وإنما له مغزى لدي.. اعتدت أن أكتب لك من هاتفي بعفوية وحماس وحب، في أي مكان وأي وقت، وهذا يعني أنني استجمعت ذاتي التي بعثرتها الحياة وأثقلتها الهموم مؤخرا.. ارتبطت كتابة الجهاز بالتروي والحذر والدقة، رافقتني خلال فترة فراق أمي العصبية، لذا تجدني سعيدة، هذا يعني أن داخلي بدأ يستعيد توازنه.. بدأ يتعافى رغم الوجع والحزن.
لا أخفي عليك فراق أمي أكبر هزائمي وأصعب ألم أصبت به، ربنا لأني رافقتها طيلة أيامها الأخيرة.. كم أتمنى أن أمحو هذه الأيام من ذاكرتي لثقلها!
عزيزي عمر خورشيد..
يقال إن الأيام تداوي أي جراح.. هذا ما يحدث وسيحدث مع الأيام.. دخلت الفرحة منزلنا منذ أسابيع، فقد أنجبت قطتي!
قطط صغيرة كل ما فيها نقي، برئ، ومتناهي الصغر.. رؤيتهم مبهجة خلال مراحل نموهم وتفتح أعينهم، وتوقف ابني عن مناداتهم بأخي القرصان، لأنهم يفتحون أعينهم على مراحل.. تضفي جوا من السعادة لا مثيل لها.. التقط لهم الصور ومقاطع الفيديو كل حين، وأوثق كل تطوراتهم ولحظاتهم المتميزة.
بدأوا تعلم المشي، أعتقد أنهم ينوون الانضمام للصاعقة، يفكرون بالهرب وتسلق جدار بيتهم.. أحبطنا عدة محاولات للهروب، وقمنا بإنقاذ احدهم كان على وشك السقوط أو الانتحار من فوق الوسادة.!
لا أدري لما يتعجلون الفرار من قفصهم المحدود الآمن؟! هل داخلهم بذرة تمرد لا ننتبه إليها أم أن هذا تأثير الحداثة؟! أم تراهم تأثروا بإيقاع العصر ويتعجلون كل شيء؟!
بكل الأحوال سأخبرك بحركاتهم وخططهم المستقبلية.! رغم كل ذلك تظل رؤيتهم وهم يلعبون بعفوية وبراءة هو الشيء الوحيد القادر على محو سنوات الحزن والألم والخذلان..
عزيزي عمر خورشيد..
استمعت لأغنية يا حبيبي في المدينة.. كل أخباري حزينة.. إنني مثل الشراع تاه في بحر الضياع..
اعتدت أن استمع لهذه الأغنية بقلبي، للمرة الأولى أسمعها بعقلي تساءلت: لماذا أدع نفسي فريسة للضياع؟! هل هناك من أو ما يستحق أن نضيع من أجله؟!
لا أخفي عليك في السابق كنت تلك الساذجة التي تصدق هذه الأشياء وتتأثر بها، لكن بمرور الوقت اتضح أن هذه أوهام، اخترعها أحدهم ليروج لمشروع ما يرتبط ارتباطا وثيقا بهذه الأوهام.. دون هذه الأوهام والعزف على أوتار المشاعر لن تباع الكتب، ولن تنتج الأفلام والمسلسلات، ولن تدار مصانع العطور والمكياج والهدايا!
الكل رابح من خلف هذه الأوهام، والخاسر الوحيد طرفي المعادلة المحبين الذين يصدقون هذه الترهات وينساقون وراءها، ويضحون باستقرار قلوبهم وطمأنينة نفوسهم.!
قد يرى البعض رأيي قاسيا أو تجنيا على اسمى المشاعر الإنسانية، لكن الحياة أثبتت أن ما يحدث حولنا لا علاقة له بالمشاعر أو الحب.. ما يحدث هو عبارة عن تلاعب.. مباراة بين طرفين كلاهما خاسر، حتى ولو شعرا بالانتصار والسعادة اللحظية.
عزيزي عمر خورشيد..
رأيت صورة جديدة لك.. يبدو أن معجبيك كثر، يركضون ويفتشون في كل السجلات، يبحثون عن أثرك في كل شيء، في كل حفل، وكل عمل درامي.. هكذا هو الحب.. حب دون مقابل، حب صادق، ناتج عن محبة ومشاعر صافية..
أدام الله عليك نعمه في كل عصر وكل مكان..
لا أخفي عليك أن جميع صورك التي التقطت بعفوية مبهرة جميعها بلا استثناء، صور يمكنك سماعها، ولم لا وأنت وحدك تزيدها قيمة ورونقا وبهاء!
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير لأكتب لك..
|