القاهرة 20 مايو 2023 الساعة 08:38 م

محمد حسن الصيفي
أعلن تطبيق الكتب الشهير عن مسابقة لاستنفار جماهيره العريضة ومشتركيه لفكرة جهنمية ومسابقة لوذعية لتحفيز القراءة وتشجيع القٌراء على استثمار أوقاتهم الغالية والثمينة في القراءة والتنوير بدلا من ريلز الفيسبوك وتحديات الأكل ومقاطع التيك توك و?يديوهات سيلفي طلبت مني.. ووضعت جوائز قيمة، لانشون وجبنة رومي وروز بيف.. بصوت أحمد آدم، وفي طريقك للحصول على الجوائز أيها المسكين أمامك عقبة بسيطة، وهي أن تذهب عيناك الجميلتان إلى الجحيم، فيجب أن تتسمر أمام الشاشة وتقعد كما هنيدي في صعيدي في الجامعة الأمريكية "اجرا اجرا اجرا" وتمقق عينك، وبلا هوادة وطوال الليل والنهار حتى تظفر باشتراك مجاني لمدة شهر أو ربما تظفر بجهاز كشف الكذب مثل جمعة الشوان، ببساطة يطلب منك القائمون على التطبيق أن تكون صايع، لا تعمل ولا تذهب إلى البقالة ولا يصيبك المغص فتجلس نصف ساعة في الحمام ولا تذهب للعب مباراة كرة قدم مع أصدقائك مساء الجمعة.. يجب أن تقرأ مليون كلمة، أو عشرة لا يهم، المهم أن تجلس القرفصاء عبدًا حبسجيًا حبس أشلاء للتطبيق وكتبه.
ولا مكان هنا لأسئلة تُطرح حول إهانة فعل القراءة وسط هذه المعجنة، وهل مثل هذه المسابقات تخلق جودة وتميزا وقارئا واعيا أم تخلق قراء مُدجنين في رياشة زمن اللقطة،
وما الفارق إذا بين تحديات الأكل وحشو البطون على اليوتيوب وبين تحدي القراءة إذا كان كلاهما يتحدث عن الكم وليس الكيف؟
وأي متعة تلك التي سيشعر بها القارئ حين يجلس مُكدرًا مهزومًا ومأزومًا أمام الهاتف أو الآيباد حتى ينجز همه اليومي ربما يكون سعيد الحظ ويحصل من التطبيق على عضمة عبارة عن اشتراك مجاني لمدة شهر بما يعادل أقل من 150 جنيها!
ما هذا البؤس وامتهان الإنسانية والثقافة والفكر والعقل؟!
صديقي العزيز، لا تشترك في تحدي القراءة، لأنه تحدٍ فج وسخيف لمتعة القراءة، واستمتع بوقتك وحياتك كيفما يتراءى لك، ولو على الكتب فهناك الملايين منها متاح على المواقع المختلفة وبشكل مجاني ومنها ما هو أكثر قيمة من العديد من الكتب الموجودة على هذا التطبيق.