القاهرة 20 مايو 2023 الساعة 02:20 م
كتبت: سماح ممدوح حسن
أعلنت الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب عن منح الموسيقار "عمر خيرت" جائزة شخصية العام الثقافية لعام 2023، وذلك تقديرا لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة، التي أحدثت نقلة في تقديم الأعمال الموسيقية ببصمة خاصة وواضحة، تجلت في العديد من المقدمات الموسيقية الخاصة بالأفلام والأعمال الدرامية، وتميزت بشخصيتها وبجُملها الموسيقية التي تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
جاء تكريم الموسيقار المصري عمر خيرت بجائزة شخصية العام الثقافية في دورتها السابعة عشرة، تكريما لمسيرته الإبداعية التي امتدت لعقود قدّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.
وعن هذا الاختيار قال سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بإمارة أبوظبي: "تحتفي جائزة شخصية العام الثقافية سنويا بأحد الرواد تقديرا لإسهاماته في النهوض بالثقافة العربية وتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، ونحن سعداء بمنح الجائزة هذا العام للفنان الكبير عمر خيرت، باعتباره رمزا للموسيقى في العالم العربي وأحد ألمع فنانيها، ويُشكل خيرت نموذجا للسعي المستمر للابتكار والتجديد والتميز، حيث ترك بصمته على صناعة الموسيقى والمشهد الثقافي بصورة عامة، إلى جانب دوره الفعال في دعم الحوار بين الثقافات من خلال موسيقاه. وتتماشى مسيرته وإنجازاته مع رؤيتنا الرامية إلى رعاية الإبداع والفنون لبناء جسور تتجاوز الحدود وتجمع البشر من جميع أنحاء العالم."
وقال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة، ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "نحرص في جائزة الشيخ زايد للكتاب كل عام على إبراز أحد أهم قامات الثقافة والفن والإبداع، ممن أسهموا في إثراء الحركة الثقافية بجهودهم التي ستظل منارة للأجيال القادمة، ويمثل الموسيقار عمر خيرت أحد هذه القامات التي نفخر بها وبأعمالها التي ستظل عنواناً للفن والرقي. سيظل الموسيقار عمر خيرت يفيض بموسيقاه العذبة ومعانيها السامية التي تحرك المشاعر الإنسانية وتدفعها نحو تذوق الفن الراقي، كما تحمل إبداعات خيرت في طياتها ملامح ثقافتنا، فقد استطاع ببراعة مزجها بثقافات أخرى، نتج عنها أعمال خالدة ضمنت خلودها في ذاكرتنا وهويتنا".
يذكر أن الموسيقار عمر علي محمود خيرت ولد عام 1947 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة محبة للفنون، وعشق البيانو الذي اكتشف معه مناطق موسيقية جديدة في إحساس وذكريات وقوة الشخصية المصرية. وتخرج خيرت في معهد "الكونسرفتوار"، وكان من ضمن الدفعة الأولى من المعهد الموسيقى العريق، حيث درس العزف على البيانو على يد البروفيسور الأيطالي "كارو" إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية. انتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي بلندن إلى أن اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
توالت أعمال خيرت الموسيقية، إذ شارك في تأليف العديد من مقدمات المسلسلات وتأليف الموسيقى التصويرية لها بطريقة مميزة خاصة به، حيث استطاع دمج الموسيقى الأوركسترالية الغربية بالأنغام الشرقية مستخدما آلات غربية مثل البيانو والأكسليفون وآلات النفخ كالكلارنيت والأبوا والساكس، بالإضافة إلى الآلات الشرقية المميزة كالأكورديون الشرقي والعود والقانون والكمان ومن أهم أعماله، "قضية عم أحمد"، و"البخيل وأنا"، وضمير أبلة حكمت"، و"غوايش" و"ليلة القبض على فاطمة".
وكان لعمر خيرت السبق في إعادة توزيع الأغاني التي لحنها محمد عبد الوهاب، من بينها، أنت عمري، وامتى الزمان يسمح، فأعطى للأغاني مذاقا خاصا، حتى أن محمد عبد الوهاب شكر عمر خيرت على التوزيعات واعتبرها أجمل هدية قُدمت له.
حصد عمر خيرت عشرات الجوائز وشهادات تقدير مصرية وعربية عن أعماله منها جائزة الفارس الذهبي عام 2001 من اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري عن أغنية «المصري» من فيلم سكوت ح نصور، وجائزة أوسكار السينما المصرية من جمعية فن السينما المصرية عام 2003م عن فيلم مافيا، واستفتاء الجمهور لأحسن موسيقى تصويرية عام 2005م عن مسلسل العميل 1001، كما تنوعت حفلات الموسيقار عمر خيرت في مختلف بلدان العالم العربي والعالم، وقد قدم عام 2000 موسيقى أوبريت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
|