القاهرة 17 مايو 2023 الساعة 11:24 ص
كتبت: فدوى عطية
نظمت جمعية "منتدى الحوار الثقافي العربي للتنمية المجتمعية" -تحت التأسيس-، ندوة حول الإعلام والنشر ودورهما في الحياة الثقافية المصرية، بحضور الدكتور محمد غنيم عميد كلية آداب المنصورة، والنائب عاطف المغاوري بمجلس النواب رئيس جمعية منتدي الحوار الثقافي العربي، وشارك في الندوة الشاعر ماجد يوسف رئيس قناة التنوير، وعيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، والكاتب اللبناني فرحان صالح مؤسس حلقة الحوار الثقافي ورئيس تحرير مجلة الحداثة.
وقد دارت المناقشات خلال الندوة حول النقاط التالية:
– دور الإعلام في الحياة الثقافية المصرية.
– دور المجلات الثقافية دعم الأدباء الشبان.
– دور القيادات الإعلامية في إعداد الكوادر الشابة في القنوات الثقافية.
– دور قناة التنوير في الوصل بين المواطن والمتاحف والفاعليات الثقافية.
– دور مجلة أدب ونقد في نشر الوعي الثقافي.
– دور منتدى الحوار الثقافي العربي الفاعل في المجال الثقافي المجتمعي.
بدأت الندوة بترحيب عيد عبد الحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد بالحضور، مؤكدا أن هذه الندوة ليست الأولى التي تنظمها جمعية "منتدى الحوار الثقافي العربي" حول الحياة الثقافية في مصر، فقد سبق لها تنظيم ندوة عن الدكتور ثروت عكاشة ودوره في النهضة الثقافية التي أسستها ثورة 23 يوليو 1952، وأضاف أن قوة مصر الناعمة تضم عددا كبيرا من الخدمات، منها: الثقافة والفنون والآداب والسياحة والآثار، وأن مراكز الفكر والبحث والإبداع تساهم في إثراء الحياة الثقافية والفنية في مصر، ومن أهم القنوات التي كان لها دور كبير في الحياة الثقافية في مصر هي قناة التنوير، وكذلك الدور الرائد لكلية الآداب جامعة المنصورة وحلقة الحوار الثقافي بلبنان.
ومن جانبه أوضح الشاعر ماجد يوسف رئيس قناة التنوير، أنه لم يكن مختصا بإدارة القنوات ولم يكن على صلة بالجوانب الإدارية، وفوجئ باختياره لرئاسة وإدارة قناة التنوير وبلا إمكانيات مادية تقريبا، ومن هنا كان المنطلق لبدء مشروع قناة ثقافية لها فكر مختلف في الجوهر والأسلوب لفكر قناة النيل الثقافية، والتركيز على الهدف الأساسي للقناة وهو الوصول بالتنوير إلي المواطن في بيته وحقله، وأن تكون حاضرة عنه في الندوات والمؤتمرات والمتاحف التي لن يستطيع المشاركة فيها لعوامل الزمان والمكان والإمكانيات المحدودة، فالمواطن الذي لم يستطيع زيارة المتحف جئنا بالمتحف إليه، وكذا مواجهة مشكلة ضعف الإمكانيات واختيار شباب وإعدادهم ككوادر للعمل بالقناة، وتزويدهم بخبرات التعامل مع الفعاليات وإجراء المقابلات وغيرها من الخبرات.
وأضاف أن قناة التنوير طوال عشر سنوات -هي مدة عملها- سعت للوصول إلى تحقيق أهدافها التي ترتبط بمجالات حقوق الانسان الثقافية والتنموية، مما يؤدي للتأثير في المخاطبين ودفعهم لاتباع نهج التنمية المجتمعية والاقتصادية، والنهوض بالوعي الجمعي للمجتمع ثقافيا.
واستكمل، قائلاً: أنه وجد اهتماما جماهيريا كبيرا وشغفا من المواطن بالمعرفة والثقافة والاطلاع، لذلك كان التواجد بالشارع أولوية للتواصل بينه وبين الفعاليات والأنشطة الثقافية، واستطلاع ومتابعة آراء المواطنين ومدى استجابتهم وآرائهم بتلك الفعاليات.
أما الدكتور محمد غنيم رئيس قسم الأنثروبولوجيا بكلية الآداب جامعة المنصورة ورئيس جمعية ملتقى الثقافة الشعبية، فقد استعرض دور قناة التنوير في متابعة فعاليات عدة مؤتمرات للثقافة الشعبية والتراث الشعبي، وإجراءها لقاءات مع المثقفين من مصر والبلاد العربية المشاركين فيها، متطرقا لدورها الإعلامي المهم لنشر الوعي الثقافي في المجتمع، وأهمية الحفاظ على المادة العلمية والوثائقية لهذه المؤتمرات والندوات واللقاءات والمحاورات.
وأشار إلى أنه تعددت المؤتمرات والندوات في إطار التنسيق والتآخي بين ملتقى التراث الشعبي المصرية بمدينة المنصورة وكلية الآداب جامعة المنصورة من جهة، وحلقة الحوار الثقافي بلبنان الشقيق، والتي وصلت إلى أربعة عشر مؤتمرا يكون إحداها بالمنصورة والتالي ببيروت، بمشاركة كوكبة من المثقفين العرب، حيث تمت مناقشة المئات من الأبحاث والدراسات البحثية ولا زال هذا التعاون الدؤوب مستمر.
وأكد عيد عبد الحليم كفاح مجلة "أدب ونقد" كأطول مجلة ثقافية بمصر من حيث الاستمرارية، حيث امتد عمرها ما يقارب من أربعين عاما، ولم تستطع مجلة ثقافية الصمود وتحمل أعباء الإصدار وسط تحول كبير من القراء إلى المجلات الإلكترونية وأسباب أخرى، وأنها أحد ثلاث مجلات ثقافية تصدر في مصر حاليا، وهي جميعا تواجه قلة الإمكانيات، وفي نفس الوقت تتحمل جهدا كبيرا لإيصال المنتج الثقافي لأكبر عدد من القراء المهتمين بالقراءة الورقية.
كذلك ركز على أهمية دعم وأبراز المواهب الشابة من الكتاب والشعراء والأدباء، منوها عن ضرورة تقديم الدعم لهم من المنظمات الثقافية سواء الأهلية أو وزارة الثقافة، واستعرض تاريخ الإصدارات الثقافية مشيرا إلى تأسيس مجلة أدب ونقد عام 1984.
وتحدث فرحان صالح مؤسس حلقة الحوار الثقافي ورئيس مجلة الحداثة بلبنان، مستعرضاً مشاركته في صالون الحوار الثقافي العربي الذي يضم قامات كبيرة مثل الدكتور مصطفى الفقي والدكتور عصام شرف وغيرهم، ونشأة فكرة التحول من صالون ثقافي إلى جمعية فاعلة متعددة الأنشطة في المجال الثقافي باتساع مجالات العمل فيه.
وأضاف أن الموروث الفني والأدبي والثقافي المصري أثر في المحيط العربي بدرجة أولى، وأثر أيضاً المركزي في محيطه العربي، وأهمية التعاون والتآخي بين الجمعيات والمراكز الثقافية وكذا الفنانين والمثقفين، ضارباً مثلاً يحتذى بين ملتقى الثقافة الشعبية وحلقة الحوار الثقافي ومنتدى الحوار الثقافي العربي.
ثم تحدث في ختام الجلسة عاطف المغاوري النائب بمجلس النواب ورئيس جمعية منتدي الحوار الثقافي العربي مرحباً بالحضور، مؤكداً أن الندوات التي يقيمها المنتدى معبرة عن فكره وأهدافه بدءا من ندوة "ثروت عكاشة والمشروع الثقافي لثورة 23 يوليو 1952"، وهذه الندوة التي تتحدث عن منصات تشاركنا العمل الثقافي وتؤكد وجود القاسم الثقافي العربي المشترك.
وأشار إلى احتضان مصر لكل مثقف عربي، فقد شارك مثقفين عرب في المسرح والسينما والصحافة وكثير من المجالات منذ القرن التاسع، ومصر حاليا لا زالت تحتضن كل الأشقاء العرب، ونحن في منتدى الحوار ونحن في مراحل التكوين نسعى للتعاون الثقافي مع المثقفين المصريين والعرب، ورسالتنا تراكمية تبدأ بمهام صغيرة إلى أن نصنع حالة يمكن أن نقتدي بها ونستفيد من تجارب ثقافية، بإمكانيات محدودة وهي ناجحة كُتب لها الاستمرار وشقت طريقها في الوسط الثقافي العربي.
وفي ختام الندوة اكد الحضور على النقاط التالية:
• أن مصر تمتلك إمكانات كبيرة ومرموقة تحتاج لتنميتها واستثمارها في قطاعات الثقافة والإعلام والعلوم والفنون وكذلك في مجالات العلم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات.
• البناء على الأسس الثقافية الموجودة حاليا كأساس للنهوض بالوعي الثقافي المجتمعي.
• تنشيط التعاون بين المنظمات الثقافية المصرية والعربية.
• أهمية إعادة العهد الذهبي لقناة التنوير وللدور الثقافي للتلفزيون المصري.
• دعم الأدباء والشعراء والكتاب الشباب.
|