القاهرة 16 مايو 2023 الساعة 05:26 م

تقرير: سماح عبد السلام
شهدت ورشة الزيتون الأدبية انعقاد ندوة ثرية للاحتفاء بالمشهد الأدبى السودانى، وذلك مساء أمس الإثنين، بحضور عدد كبير من المبدعيين السودانيين والمصريين الذين ألقوا الضوء على ظلال الأدب السوداني، فى لقاء اداره الشاعر والناقد شعبان يوسف، والذى أكد على أن ورشة الزيتون تولى الأدب السودانى أهمية كبيرة، ومن ثم قامت بعقد عدة ندوات لعدد من مبدعي السودان.
حيث عقدت ندوات لمناقشة إبداع كل من الكاتبة بثينة خضر مكى وطارق الطيب وفايز السليك وسوزان الكاشف والحسن محمد سعيد وشامة المرغنى وأخرين، كما أن هذه الندوة أقل ما يمكن أن يُقدَّم من دعم للأخوة السودانيين.
وفى كلمتها قالت الكاتبة سلوى بكر: إننا لا نتعرف على آدابنا فى كل البلاد النامية إلا من خلال الغرب، بما فى ذلك الطيب صالح نفسه، فما كان يمكن أن يتم معرفته إلا إذا تم التكريس له فى الغرب، والمصريين لا يعرفون المبدعين العرب إلا إذا جاءوا إلى أرض مصر، وأعتقد أن هذا ليس بسبب الاستعلاء أو اللامبالاة، ولكن بسبب وضع جغرافي وتاريخي، حيث موقع مصر على النيل ومحاطة بالصحراء والبحر، وبالتالى ليس لها جيران جغرافيا يمكن ان يصبحوا فى حالة اختلاط على المستوى الثقافي، ومن يخالطهم يكون بشروطهم وهذا هو وضع الثقافة العربية أجمع.
وتابعت: أما علاقتنا بالثقافة السودانية حتى الآن ومنذ العصر الحديث فهي علاقة ضحلة، وعلينا الاعتراف بأنه يشوبها الكثير من الاستعلاء بسبب الاستعلاء التاريخى ليس من قبل السلطة ولكن بسبب الثقافة.. هذه كلها مشاكل شابت معرفتنا بالثقافة بالسودان، صحيح أن الفيتورى جاء إلى مصر وعاش فيها وعلا نجمه فى زمن القذافي، ولكن ماذا عن الأخرين؟!
وواصلت: كثيرون يهملون التعامل مع الأدب السوداني، فخلال معرض الكتاب نلهث لشراء الكتب الخاصة بأمريكا اللاتينية، ونادرًا ما يتم شراء كتب لمبدعين سودانيين، كما أن هناك فساد فى الحركة النقدية في مصر حيث يقوم بعض النقاد الكبار بالكتابة عن "كتُاب النفط" وأقصد مبدعي الخليج، ولا يعيرون المبدعين السودانيين اهتماما رغم ثقل منتجهم الإبداعى.
وتستطرد: لقد اكتشفت أن الطيب صالح ناقد عظيم من الطراز الأول، كما اكتشفت كاتب قصة رائع وهو بشري الفاضل ولكنه كان ينتمى إلى تيار الواقعية في أزمنة الخمسينات والستينات، وهناك خصوصية فى كتابات الجنوب السودانى لا نعرف عنه الكثير، ومعظم الكتاب الذين يعيشوا فى الخارج هم من الأجيال الجديدة.
ومن جانبها قامت الناقدة د. فاطمة الصعيدى بقراءة رساله حملها إياها الكاتب السودانى الحسن محمد سعيد المقيم بالخرطوم، تحدث خلالها عن عمق العلاقة بين مصر والسودان، والدور الذى لعبته ورشة الزيتون الأدبية فى التفاعل والاحتفال مع الأدب السودانى..
وقالت الصعيدى: إن ندوة ورشة الزيتون هى لقاء فى محبة السودان، فعندما كنا صغارا كان يقُال لنا أن أرض السودان أخصب أرض، فكنت أغبط السودانيين على هذه الجنة رغم عشقى لمصر.
ومن جانبها قالت الدكتورة عزة كامل: لقد تعرفت على السودان من جانب نسوي، حيث أننى منذ الثمانينات ارتبطت بالحركة السودانية وقمت بزيارة هذا البلد خمس مرات، وزرت سجون بها فى منطقة أم درمان وشندى وكوستى والخرطوم، وقد تعلمت الكثير وتعرفت على القضايا السودانية المتنوعة.
كما قرأت دراسات متنوعة عن الأدب السودانى أشار بعضها إلى الروايات التى اهتمت بالموضوعات الإجتماعية والسياسية.
وأشارت إلى أن اول كاتبة سودانية هى ملكة محمد رغم التركيز على القمع الذكورى فى الفترات الأولى، ولكنها حازت على العديد من الجوائز، ومع تطور السوشيال ميديا وانتشار الجوائز تم التعرف على مبدعين سودانيين، كما أن المكان هو البطل فى القصص والروايات التى تم إنتاجها والرجوع للتاريخ والوجود الإنسانى فى القارة السمراء.
ومن جهته قال الكاتب نادر السنانى أمين اتحاد الكتاب السودانيين: أن اول كتاب نُشر عن القصة القصيرة فى السودان كتبة مصرى ولكن فى رسالة دكتوراه، لست من أنصار البكاء على اللبن المسكوب، لكننا نؤمن بأن الشعب المصرى والسودانى مصالحهم مشتركة معا على المستوى الاستراتيجى.
ولا نستطيع القول بأن السودانيين أبرياء تمامًا فى التعريف بآدابهم، كما يمكن القول أن المصريين ليسوا أبرياء فى ابتعادهم عن التعرف إلى الأدب السودانى، إذن هناك قصور من الجانبين.. كما أشار إلى السودان عانى من النشر حتى بدايات القرن الحالى.
أما الصحفية أسماء الحسينى المهتمة بالشأن السوداني فقالت: المحنة ليست محنة السودان فحسب ولكن محنتنا جميعا، لأن السودان يحتل مكانة وأولوية داخل أى مصري أو عربي، التعبير عن ذلك يتم بإقامة مزيد من العلاقات والفهم نحتاج إذن لعمل جسور بشرية وثقافية مع السودان، قصائد الفيتورى كان مقررة علينا فى الدراسة فأين هى الآن؟! وكذلك أين المقاطع التى كنا نقوم بدراستها من إبداعات الطيب صالح والمقرر حاليا فى الخليج؟! إذن نحن بحاجة ماسة إلى انفتاح أكثر على هذا البلد العظيم الذى واجهته عوامل ضعف وتقسيم عديدة، ولكن الأدب والفن والأدباء والمثقفين هم عامل الوحدة، بل أبرز عوامل الدعم، فهم من رفعوا شعار لا للحرب فى مواجهة الحرب الدائرة.
كما شاركت ببعض المقاطع لشعراء سودانيين أفذاذ مثل: حمد المهدى المجذوب، وعبد القادر الكتيابى، وآخرين.
ومن جانبها قامت الكاتبة رشا عبادة بإلقاء الضوء على رواية "كوكو سودان كباشى" للكاتبة سلوى بكر، والتى جاءت فى إطار الحديث عن السودان.


|