القاهرة 16 مايو 2023 الساعة 12:29 م

قلم: إنچي مطاوع
يا الله لم أتعمد عصيانك، يا الله خشيتك تسكن روحي وضميري؛ لكن..
نفسي تشتاق للدنيا، أردت تجريب حياة أخرى، حياة تمنيتها لخمسةٍ وعشرينَ ربيعا، عشرون خريفا، ولبضعة ليال شتوية، حياة من بعيد تبدو شهية ولذتها تمحو الأرض في لحظات.
يا الله صنيعتك أنا وضعفي ترممه رحمتك، دناءة نفسي ينزهها عدلك ويمحوها عفوك، يا الله الدنيا تُشاغلني؛ فاحميني أو بَغٍّضْنِي فيها، يا الله ضعيف أنا وبك ألوذ فقويني.
مللت الأحلام، أريد لحظات لتحقيق ما أصبو إليه، أخشى..
أخشى أن أصل للحظة ارتدائي أبيض نهايتي قبل ظفري بلحظه فخر أمي بنجاح خطواتي وتحقُق أحلامي، أو حتى خيالاتي وأوهامي كما تتهمني، نجاح أدبي، نجاح وظيفي، نجاح واستقرار نفسي، لكن بِتُّ أخشى لحظة الانطفاء لتوقعي تحققها قبل كل سراب آمالي، أكره فشلي بمقاييس أمي.
أكره عملي لأن من فيه بغيضون، أبتسم في وجوههم؛ فيظنون الظنون وأن بإمكانهم إدراج رقمي في خانة عشيقاتهن المتخيلات.
أكره الظروف لأنها شماعتنا نحن الفقراء الإرادة، والقدرة على مواجهة الظلم والفساد، أكره نفسي عندما أضعف، وأكرهها أكثر عندما تستبد وتتكبر على ضعف غيري.
أكره ضرورة التنافس وكأنها حرب لتحقيق خطوة في طريق الأمنيات، أكره الحديث والثرثرة؛ فمخي مُثقل ومهموم بالكثير والكثير مما لا يجب البوح به، وأخيرًا أخشى الذبول في الأبيض قبل تحقق الأحلام.
|