القاهرة 14 مايو 2023 الساعة 04:30 م

بات من المسلم أن هناك تغيرات ناشئة شديدة الإيضاح على نمط الحياة البشرية وذات أثر وتأثيرات منها المضيف إلى تحسين سبل العيش ورفاهية الإنسان، ومنها المسبب للإضرار بحياة البشر والبيئة، ولقد وصف العلماء هذه التغيرات بالظواهر المادية عند اقترانها بمكان وزمان محدد، وقد يفسر هذا الأمر التغيرات التي مرت بها البشرية على مستوى الصناعة وما يعرف بالثورات الصناعية.
وقد واجهت البشرية مطلع القرن السابع عشر الميلادي الثورة الصناعية الأولى، وشهدت انتقال الإنتاج اليدوي إلى استخدامات طاقة البخار، ومرحليًا استخدم الإنسان الطاقة الكهربائية والمعلومات والاتصالات وصولًا إلى الثورة الصناعية الرابعة، والتي برزت أعلى مظاهرها في الاعتماد على البيانات الضخمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته في مجالات عدة حديثة..
ولكن لماذا كل هذا الرعب البشري من تقنيات الذكاء الاصطناعي؟! وهل يجب أن نخشى من تعاظم دور هذه التقنيات في حياة الإنسان؟ وما هو الذي نخشاه من استخدامات الذكاء الاصطناعي؟ أسئلة كثيرة؛ توجد آلاف الآراء للإجابة عنها، ولكن اليقين الذي لا شك فيه هو أن جل ما يخشاه الإنسان هو الجهل بالشيء نفسه، ومن أجل مواجهة مخاوفك من الذكاء الاصطناعي عليك أن تواجهه، ولكن قبل أن تحدث هذه المواجهة عليك أن تستعد لها، ولكن كيف يستعد الإنسان لمواجهة الذكاء الاصطناعي دون أن يعرف عنه شيئًا؟!
يقولون إن تقنيات الذكاء الاصطناعي، هي إحدى أذرع التكنولوجيا التخريبية أو التكنولوجيا المدمرة، وفي البداية لابد أن نعرف أن تقنيات التكنولوجيا التخريبية تقترن بعمليات التصنيع الآلي للسلع والتصنيع الحيوي وهو (البيولوجيا التركيبية)، وعادةً ما يُقصد بمصطلح "التقنيات التخريبية" -بحسب تعريف جوزيف شومبيتر Joseph Alois Schumpeter الاقتصادي وعالم الاجتماع الأمريكي- إنها التدمير الإبداعي أو التدمير الخلاق.. بمعنى؛ إنها ابتكارات تقنية تجعل التقنيات الحالية والعلاقات الاجتماعية قديمة ونمطية وتقليدية غير معاصرة أو تحدث بها متغيرات جذرية، وفي حين أن العديد من هذه التقنيات قد تكون مدمرة، إلا أن الاهتمام العالمي الحالي يركز بشكل كبير على أوجه الاستفادة من هذه التكنولوجية، مناخيًا إضرارها على المجتمع والبيئة جانبًا عن قصد، نظرًا لإسهاماتها المتعددة في تحقيق بعض من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة المتعددة.
تتضمن تقنيات التكنولوجيا التخريبية الجديدة تقنيات البيانات الحديثة، والتقنيات الجزئية، ونهج هندسة النظم الأرضية، وتعمل علي تحسين كفاءة استخدام الموارد في المجتمع؛ ولكن هذا العمل يتطلب زيادة في الطلب على استخدام الطاقة، وينتج عنه انبعاثات وترددات، مثال استخدامها في عملية استخراج المعادن وعمليات التعدين، والبحث عن الموارد وجمعها ونقلها ومعالجتها..
ومن أبرزها: الروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمدن والمنشآت الذكية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والهندسة الوراثية، والمجالات الأمنية والعسكرية وغيرها من المجالات.
ويعد الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) من أسرع تقنيات التكنولوجيا التخريبية نموًّا، وله آثار إيجابية مهمة في كثير من المجالات، من أبرزها: المجالات المختلفة للأمن بمفهومه الشامل والعمليات العسكرية..
وللحديث بقية للإجابة عن: كيف يستعد الإنسان لمواجهة الذكاء الاصطناعي؟
|