القاهرة 07 مايو 2023 الساعة 04:21 م

نجحت مصر في إحراز تقدم كبير في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة خلال عمليات إنتاج الطاقة الكهربائية عبر التحول إلى استخدامات الطاقة المتجددة، وكذلك على مستوي قطاع النفط والغاز الطبيعي، وفي ضوء هذا التقدم تتحدث الأرقام لتكون لها الكلمة العليا في تعزيز الاستخدامات الصديقة للبيئة في جميع المجالات ذات الصلة بإصدار الانبعاثات الكربونية، من أجل تفادي التعرض إلى آثار تغير المناخ شديدة الخطورة على حياة الكائانات الحية والإنسان بشكل خاص في مصر، ولهذا نجحت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقارب 10 مليون طن ثاني أكسيد كربون، وإحداث وفر في الوقود يقارب 4 مليون طن مكافئ نفط، وهو ما يبرز الدور الكبير للطاقة المتجددة في مجابهة تغير المناخ.
ومن المتفق عليه في الأمم المتحدة أن عملية توليد جزء كبير من غازات الدفيئة (الانبعاثات الكربونية) التي تحيط بالأرض وتحبس حرارة الشمس من خلال إنتاج الطاقة، عن طريق حرق الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء والحرارة، ويعد الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز، أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وهنا يجب أن نطرح سؤالا يتعلق بكيف تؤثر الانبعاثات الدفيئة على المناخ العالمي؟ وكيف نتجنب أسوأ آثار تغير المناخ؟
في البداية وصلت التقارير الدولية الصادرة عن الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، أنه يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري، والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة.
وتظهر مظاهر تأثير الغازات الدفيئة على المناخ العالمي في شكل التفاعلات الناتجة عن بعض الأعمال البشرية التي يقوم بها الانسان في أنماط الحياة اليومية المختلفة، مثل توليد الطاقة وتصنيع البضائع وقطع الغابات واستخدام وسائل النقل وإنتاج الغذاء وتزويد المباني بالطاقة والاستهلاك المفرط في الموارد الطبيعية.
وعندما تتمكن هذه الغازات الدفيئة من الاستقرار في الغلاف الجوي فإنها تعمل على حبس حرارة الشمس، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، و ترتفع درجة الحرارة العالمية بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل؛ وهذا ما رصده العالم الآن وتسجل البيانات الدولية عن المناخ العالمي.
وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد، وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.
ونظهر آثار تغير المناخ في شكل ارتفاع درجات الحرارة، إذ كانت الفترة من 2011-2020، الأكثر دفئًا على الإطلاق منذ الثمانينيات، ويعد ظهور العواصف الشديدة والمدمرة أكثر حدةً وتكرارًا في العديد من المناطق مع ارتفاع درجات الحرارة، كما تشهد بعض المناطق زيادة في معدلات الجفاف بسبب ندرة المياه في العديد من المناطق الناتج بسبب الاحترار العالمي المؤدي إلى زيادة مخاطر الجفاف فيما يخص الزراعة، ويؤثر بالتالي على المحاصيل، وكذلك ارتفاع درجة حرارة المحيطات يتسبب في ذوبان الصفائح الجليدية في ارتفاع مستويات سطح البحار، مما يهدد المجتمعات الساحلية والجزرية.
وأيضًا من مظاهر أثار تغير المناخ فقدان الأنواع وهو أحد مخاطر بقاء الأنواع على الأرض وفي المحيطات، وتزداد هذه المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة إذ يفقد العالم الأنواع بمعدل أكبر 1000 مرة من أي وقت مضى في التاريخ البشري المدون، وهناك مليون نوع من الكائنات الحية معرض لخطر الانقراض خلال العقود القليلة القادمة، كما يأتي ضمن قائمة آثار تغير المناخ نقص الغذاء المؤدي إلي الارتفاع العالمي في معدلات الجوع وسوء التغذية، وبالتبعية مزيد من المخاطر الصحية والفقر والنزوح.
|