القاهرة 04 مايو 2023 الساعة 10:17 م
كتبت نهاد إسماعيل المدني
صدر حديثا عن مكتبة الأسرة، بالهيئة المصرية العامة للكتاب، رواية "سنوحي" للكاتب محمد عوض محمد، وهي رواية نسجت خيوطها من واقع تاريخنا القديم على يد أحد رواد العلم والثقافة والمعرفة فى وطننا العربي.
وتنتمى رواية "سنوحي" إلى نوع من الأدب الإنساني، وهذا هو سر بقائها وخلودها، وسر التشابه الكائن بين أحداث الرواية وشخوصها، والأحداث والأشخاص الذين قد نواجههم في مرحلة أو مراحل تاريخية متعددة أيضًا، وهي درس مؤثر من دروس حب الوطن، والتمسك بترابه، والتعلق بحبه، والشوق الغامر إليه، خاصة فى فترات الابتعاد عنه، ومن ثم التمسك بالعودة إليه رغم كل الصعوبات والتحديات.
و"سنوحي" كان أميرا ينتمي إلى بلاط الملك أمنمحات الأول مؤسس الأسرة الثانية عشرة أزهى عصور الدولة الوسطى بمصر القديمة، ويشرف على شؤون قصره، ويتولى مستويات عسكرية وإدارية عالية في الدولة، وبينما كان يحارب مع ولي العهد في جبهات الحرب المصرية الليبية بلغ مسمعه نبأ وفاة الملك، قريبه وصديقه، وانتقال التاج إلى ابنه، سنوسرت الأول، فتملك الخوف قلب سنوحي وقرر الهروب بدون سبب واضح لذلك، ثم يحكي عن انتقاله من بلد إلى بلد حتى استقراره في بلاد رتنو العليا "سوريا" وعن مكانته التي بلغها هناك ثم حنينه لوطنه وعفو الملك سنوسرت عنه والسماح له بالعودة.
"محمد عوض محمد"، هو عالم جغرافي وأديب مصري؛ له العديد من الأعمال الإبداعية والترجمات والأعمال المتخصصة في مجالات الجغرافيا الطبيعية والسياسية وفي الأدب أيضًا، وتكريمًا له على إسهاماته العلمية؛ نال جائزة الدولة للعلوم الاجتماعية عام 1952م، كما حصل على نوط الجدارة من الدرجة الأولى عام 1954م.
وُلِد «محمد عوض» في مدينة المنصورة عام 1895م، حفظ القرآن الكريم، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1909م، ثم نال الشهادة الثانوية من مدرسة «العباسية الثانوية» عام 1913م، وبعدها التحق بمدرسة المعلمين العليا، وتم اعتقاله في السنة النهائية بسبب نشاطه السياسي ضد الاحتلال البريطاني، فتوقفت دراسته لمدة أربعة أعوام، ولم يحصل على دبلومة المعلمين إلا عام 1920م، ثم سافر في بعثة إلى إنجلترا، وهناك حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم الجغرافيا، وتوفي في القاهرة عام 1972م، بعد أن ترك إرثًا علميًّا وأدبيًّا زاخرًا.
|