القاهرة 27 ابريل 2023 الساعة 01:45 م

حاورته: سماح عبد السلام
قدم الفنان التشكيلي أحمد الدفراوي خمسة معارض تشكيلية كان آخرها معرض "منعرفش كتير" بجاليري سماح، فضلاً عن مشاركاته الجماعية عبر تجربته الفنية التي اتسمت بتنوع الأسلوب الفني والتقنيات، كما اشتملت على فكر فلسفي سعى لإبرازه في كل معرض على حدة، مؤكدًا بدوره على رسالة الفن وما يفجره من قضايا متباينة.
مجلة مصر المحروسة التقته في الحوار التالي على هامش معرضه الأخير "منعرفش كتير"..
• حدثنا عن استضاف جاليري سماح لأحدث تجاربك الفنية "منعرفش كتير"؟
يعُد هذا المعرض هو الخامس في تجربتي الفنية، فهو فكرة وجودية فيها نوع من التجريد، وأذكر أنه خلال طفولتي عندما كنت بعمر 11 عاما ظهرت على التليفزيون بصحبة الفنان صلاح طاهر، بعدما حصلت على المركز الأول نظرًا لاشتراكي في مسابقة فنية بعنوان "مصر واليابان"، وقال لي الفنان صلاح طاهر مقولة لا أنساها مفادها : "الفنان الحقيقي هو الذي يرسم الأشياء التي لا يراها الناس"، وبالطبع لم أكن أعي هذه الجملة وقتها ولكن بتقدم سنوات العمر استوعبت ماهيتها..
وكنت قد ابتعدت عن الرسم لفترة طويلة وانشغلت في أعمال أخرى بعيد عن الفن حتى عدت للرسم عام 2013 بشكل منظم، متذكرا مقولة طاهر لأحاول رسم ما أشعر به.
والفكرة التي تشغل ذهني بهذا المعرض هي الوجودية، وكيف أن هناك رابطا قويا يربطنا بالأرض، كما أن هناك حالة من التأمل حاولت أن أبرزها في الأعمال كالجاذبية والرابط الذى يربط الكون.
• حدثنا عن معارضك التشكيلية السابقة؟
اول معرض قدمته كان بعنوان "العملاق الطيب"، حيث تناولت الفيل كرمز باعتباره أكبر حيوان بَرِّي حجما، لكن الله منحه نوعًا من الرأفة والرحمة والمشاعر الطيبة، فرغم حجمه الكبير لكنه ليس حيوانًا مفترسًا، فأخذته كرمز، بمعنى أن القيادة لا تنبع من الحجم الكبير، وقد استمعنا للعديد من القصص الإنسانية التي تخص حيوان الفيل.
أما المعرض الثاني فكان بعنوان "بساطة نفس"، كتعابير مصريه تعبر عن الأماكن التى زرتها فى مصر، استوحيت خلالها مناظر طبيعية من جميع انحائها.
فيما تناولت في المعرض الثالث فكرة بحث الإنسان عن نفسه، فالانسان طوال الوقت لديه التزامات ويبحث عن الحياة المادية ويتعرض لضغوط مادية، لكن المهم أن يقفز أعلى هذه الضغوط، ويتأمل فى الحياة الروحانية بعيدا عن النطاق الزمني والمادي الذي نحيا فيه.
والمعرض الرابع كان عن القاهرة حيث ولدت في هذه المدينة المزدحمة، وتناولت القاهرة باعتبارها تجسيدا لمصر وتاريخها الحضاري والإسلامي والفرعوني، للتأكيد على أن مصر هي أم الحضارات.
• تتسم لوحاتك بزخم الألوان فما السبب؟
التابلوه الواحد يمنحني مثل لقطة من القصة كلها، كل لون يدخل للوحة بمنظور وحاله لونية، كما أعبر عن طبيعة الإنسان وما يفرضه على المحيطين به.
• ثمة تباين فى أحجام اللوحات فما السبب وما هو الحجم المفضل لديك؟
كما أشرت فأنا أعبر عن حالة وجودية، وطبيعة الحياة متنوعة، وبالتالي تباين الأحجام وارد، فهناك من يرى الحياة من منظور ضيق أو العكس، وأنا أحب الرسم على الأحجام الكبيرة حيث تمنحني حرية الانطلاق والتحدي، عكس الحجم الصغير الذي أُحكم سيطرتي عليه بسهولة.


|