القاهرة 18 ابريل 2023 الساعة 12:32 م

كتبت: نضال ممدوح
للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بريق خاص فمازالت شهرته ساطعة في سماء الفن رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله. وفي عددها التذكاري الصادر بتاريخ 1977 عام رحيل "حلم" خصصت مجلة الكواكب الفنية عددا خاصا عنه.
وضمن مواد العدد التذكاري عن عبد الحليم حافظ، لقاء مع عدد من فناني الزمن الجميل الذين عرفوا وعملوا مع العندليب. ومن بينهم المخرج حلمي رفلة، والذي قال عن حلم: كانت أول معرفتي بعبد الحليم في عام 1952 عن طريق صديقي رشيد النحال الذي أخبرني بأن عنده صوتا جديدا يحب أن يسمعني إياه. فكانت مقابلتي مع عبد الحليم وحسيت أني فعلا أمام موهبة غنائية جديدة وصوت مميز سيكون له شأن في عالم الغناء. وفي الوقت ده كان معي عقد مع عبد الوهاب لإخراج فيلم لحسابه، فاتصلت به وأخبرته بالصوت الجديد.
ويضيف "رفلة": فأراد أن يسمعه فذهبنا إليه وبعد أن سمعه طلب مني أن أعمل عقدا مع عبد الحليم وكانت قيمته 300 جنيه، وأعطيته 100 جنيه عربونا على دفعتين، ولكن الزميل إبراهيم عمارة كان قد تعاقد مع عبد الحليم وقام ببطولة فيلمين هما: "لحن الوفاء" و"أيامنا الحلوة" ونجح الفيلمان نجاحا كبيرا وارتفع أجره إلى 5000 جنيه. فذهبت إلى عبد الحليم ومعي الـ 300 جنيه بقيمة حساب العقد اللي بينا، وقلت له مش معقول تعمل فيلم بـ 300 جنيه وعقدك دلوقت بـ 5000، ولكن عبد الحليم رفض وصمم على عمل الفيلم وحلف برحمة أمه. وهو كان دايما لما يصمم على حاجة يحلف هذا اليمين. فما كان مني إلا أني مزقت العقد كي لا أجبره على شيء ولكنه برضة صمم، وفعلا قام ببطولة فيلم "ليالي الحب" وأذكر أنه ذات يوم أثناء التصوير كان متعبا وحرارته مرتفعة إلى 40 درجة فقلت بلاش تصوير النهارده، ولكنه رفض وصمم على التصوير وقال ذنب العاملين في الفيلم أيه بالإضافة إلي التكاليف.
وحاولت أن أمنعه عن العمل ولكنه صمم، فما كان مني إلا أني أشهدت عليه كل العاملين وأخبرتهم بأن الأستاذ عبد الحليم حرارته مرتفعة ومش عاوز يستريح فأنا غير مسئول عن أي مضاعفات تحصل له، وفعلا تم التصوير وكان هذا على حساب صحته، ودليلا على مدي احترامه لعمله وتقديمه لهذا العمل. وقد أخرجت له 3 أفلام هي "ليالي الحب"، فتى أحلامي"، معبودة الجماهير" وأنتجت له فيلما رابعا، وموت عبد الحليم فاجعة كبيرة بالنسبة لي ولكل العالم العربي. وبكى الرجل رفيق حياته وشريكه في صوت الفن.
أما المخرج حسين كمال فيقول إنه أول مرة قابلت فيها عبد الحليم كان في أوائل 1959 وكنت أعمل مصمما للأزياء في الهيلتون، ورأيت زحمة كبيرة في الفندق فذهبت لأرى سبب هذا الزحام، وكان تصوير فيلم بعبد الحليم وكان بيغني "باحلم بيك" ومكثت ساعات أتفرج عليه، وأتمنى أن يسعدني الحظ وأكلمه وأتعاون معه. وأول مرة كلمته كان على المسرح في الإسكندرية وأنا أتسلم جائزة مهرجان التليفزيون الأول. وبعد غلق الستارة وجدت عبد الحليم يحييني وشجعني جدا، وبدأت صداقتي به تنشأ منذ هذه اللحظة.
ويلفت "حسين" إلى: أما أول لقاء فني فكان بعد أن أخرجت أفلام "البوسطجي، شيء من الخوف، المستحيل" وكان حليم قد شاهدهم، وناقشني في عمل فيلم استعراضي جديد فكان فيلم "أبي فوق الشجرة"، وكان أول فيلم في تاريخ السينما العربية يعرض لمدة سنة كاملة.
أما رأيي فيه فهو رأي غريب قليلا، فعبد الحليم لم يكن يمثل، لأنه كانت له أحاسيسه، فكان يعيش الموقف وينفعل به، واستمر إعداد الفيلم سنتين، جلسنا أنا وهو ندرس كل لقطة وكل موقف و"ماكنش طبيعي أنه يمثل أي لقطة مايحسش بيها".
|