القاهرة 11 ابريل 2023 الساعة 11:31 ص

كتب: صلاح صيام
مع الإعلان الرسمى عن موعد الشهر الكريم، تبدأ دولة الإمارات طقوسا خاصة طول أيام شهررمضان، ويمكن لأى إنسان يشهد شهر رمضان لأول مرة فى الإمارات، أن يلمس تجربة الضيافة والتقاليد الإماراتية خلال هذا الشهر، حيث يجتمع الآلاف من الصائمين على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم المادية ومكانتهم الاجتماعية حول موائد الإفطار فى أجواء تعكس القيم الرمضانية من التضامن والمساواة.
ويعتبر التمر خبز الصحراء وأشهر العناصر الغذائية التى تدخل فى تحضير أصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات الإماراتية فى رمضان، مثل القرص وهي عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مخلوطة مع التمر والهيل، ولا تخلو موائد الأسر الإماراتية فى شهر رمضان من أطباق أخرى معروفة مثل: الهريس والثريد.
وتشهد الدولة العديد من الاحتفاليات والمهرجانات الثقافية والتعليمية التي تهدف إلى تثقيف الجمهور حول كيفية التعامل مع الشهر الفضيل، وتقام في شهر رمضان المسابقة السنوية لأفضل مُرتل للقرآن الكريم للطلاب والكبار، حيث يحصل الفائزون على جوائز نقدية وغيرها الكثير. تحدث بعض التغييرات حرصاً على تسهيل ممارسة شعائر الشهر الفضيل، وتنظيم الحياة الاجتماعية خلال رمضان ومنها ساعات العمل في رمضان، حيث أنه وفقا للقانون الاتحادي رقم 8 لسنة 1980 بشأن قانون العمل وتعديلاته ، تقوم دولة الإمارات بتخفيض عدد ساعات العمل بمعدل ساعتين يومياً، ويسرى هذا القرار على المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، دون الانتقاص من الأجور الاعتيادية.
وفي شهر رمضان فى العديد من المناطق الإماراتية، تبدو معظم المحلات خالية طوال ساعات النهار، وتغلق جميع المطاعم أبوابها، إلا أن الأمر سرعان ما يتغير مع غروب الشمس، وهناك بعض المطاعم القليلة التى تقدم خدمات التوصيل خلال ساعات النهار.
ويعتبر مدفع رمضان فى دولة الإمارات من أبرز التقاليد المميزة للشهر الفضيل، ويمكن أن يسمع صوت المدفع إلى حوالي 8-10 كيلومترات، حيث يقوم المدفع بدور التنبيه لمواقيت الإفطار اليومية والإمساك ويباشر في مناطق متنوعة عبر الدولة. ويتكرر هذا التقليد منذ فترة الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويشكل هذا التقليد أهمية خاصة للأطفال في دولة الإمارات، فصوت "المدفع" يعني لهم المتعة والإثارة بصرف النظر عن الحلويات وغيرها من وجبات الطعام، والأنشطة الخاصة المجهزة لهم، ويقوم أحد أفراد الجيش بتنفيذ هذا التقليد مع الأخذ باحتياطات السلامة.
الخيام الرمضانية جزء أصيل من التقاليد الإماراتية، وهى تجسد روح العطاء والمشاركة الإنسانية، حيث يجتمع الآلاف من الصائمين على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم المادية ومكانتهم الاجتماعية حول موائد الإفطار في أجواء تعكس القيم الرمضانية من التضامن والمساواة.
ويبادر العديد من الأفراد والمؤسسات، مع اقتراب شهر رمضان المبارك إلى نصب الخيام لتصبح مراكز هامة لإقامة مختلف أنواع الأنشطة الدينية والاجتماعية على امتداد شهر رمضان الكريم، كما تعمل هيئة الهلال الأحمر على نصب الخيام فى مختلف مناطق الدولة لإقامة ولائم إفطار الصائم.
ويقوم مسجد الشيخ زايد في أبوظبي بإطعام ما يصل 15 ألف شخص كل ليلة، مع صفوف ممتدة من الصحون على سجاد مرصوف في مواقف السيارات.
كما تقوم منظمة الهلال الأحمر الإماراتية بتقديم 800 ألف وجبة إفطار مجانية في 112 خيمة عبر الإمارات خلال شهر رمضان.
ويضم شهر رمضان فى دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من المحاضرات، حيث تهتم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والهيئات الإسلامية الأخرى في كل إمارة بإلقاء عدد من المحاضرات عن الصيام في مختلف مساجد الدولة، وتستضيف إمارة دبي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنوياً.
كما تقام أيضاً محاضرات وندوات لموضوعات إيمانية وفكرية شتى في جميع أنحاء الدولة وذلك من قبل نخبة من العلماء المحاضرين الذين يثرون ساحة المجتمع بما يفيد وينفع من الموضوعات المتنوعة والهادفة، وتمتد الفعاليات من أول أيام شهر رمضان لمدة عشرين يوماً.
|