القاهرة 21 مارس 2023 الساعة 02:33 م

كتبت: سماح عبد السلام
يؤكد الفنان الدكتور أحمد نوار من خلال معرضه "محطات" الذى يستضيفه مجمع الفنون بالزمالك حاليًا على أن النجاح لا يأتى مصادفة، بل هو وليد جد واجتهاد انتهجه كمنهج أساسي عبر تجربته الفنية التي تجاوزت النصف قرن، قدم خلالها معارض فنية أصبحت نبراسًا للطلبة ومحبي ومتذوقي الفن التشكيلي.
البحث والتجريب كان ومازال قوام تجربة د. نوار الفنية لما يمثلانه من دعامة أساسية للنجاح، ومن ثم فلا غرابة أن نجد تجربته قد تضمنت أساليب فنية طليعية اتسمت بالجرأة الشديدة، فهو لم يراهن على المضمون، بل خاض غمار المجازفة ولكن بشكل يخضع لحسابات دقيقية.
كما يؤمن بنظرية التفكير بالفن، والاعتقاد بأن الابتكار ليس وحيًا بقدر ما هو حالة عقلية طاغية، حسب ما ذكر عنه الناقد التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم، وقد اختار "نوار" طريق الفن عن اقتناع فأثبت جدارة حقيقية فى مجال نوعي، رغم كثرة الأعباء التى واجهها طوال مشواره الفنى.
منذ بدايه تجربته التشكيلية قامت مرجعية د. نوار على القضايا الإنسانية، فرسم عن التفرقة العنصرية عام 1965، ثم برع فى التعبير عن العديد من الموضوعات التاريخية، ومنها ما رسمه عن دنشواى، وكذلك اللاجئين الفلسطينيين، وحرب فيتنام.. فمنذ ذلك التاريخ تعمقت فى ذهنه كل هذة القضايا، وعندما اشترك فى حرب الاستنزاف كانت تجربة عملية على أرض الواقع فيما يتعلق بالتعبير عن الحرب، ثم تطورت ما بين الحرب والسلام والمستقبل.
وقد شكل د. نوار" مع كل من الدكتور الراحل عبد الرحمن النشار، والدكتور مصطفى الرزاز، والدكتور فرغلي عبد الحفيظ جماعة المحور، وتطورت هذه الجماعة بشكل طبيعي جداً، وإن كانت قد اختلفت عن الجماعات الموجودة في العالم، فقد اتسمت بسمة هامة، وهي أن الجماعة حينما تفكر في عمل فني واحد لا تذوب فيه الشخصية أو خصوصيات الفنان بعكس الجماعات العالمية.
عبر مائتى لوحة تضمنها معرضه الراهن "محطات" كشف د. نوار عن شغفه بفن الرسم باعتباره أساس ممارسة العمل الفنى، حيث يعتبره العمود الفقرى أو المرجعية الفنية لأى عمل فنى إبداعي مهما كان الاتجاه أو وسائل التنفيذ الخاصة به، ويرى أن الرسم بالإضافة إلى كونه أساسى فى حياة الفنان ولكنه كذلك جزء لا يتجزأ من تجربته العامة، لذا فإن هذا الفن موازي لكل المجالات او التقنيات التى استخدمها سواء النحت، أو التصوير، أو الجرافيك أو التجهيز فى الفراغ. حيث برع فى كل مجال على حده.
وبتتبع مشوار د. نوار نجد أن نجاحه لم يقتصر على الجانب الفني وحده، ولكنه حقق المعادلة الصعبة، حيث برع فى العمل الأكاديمي كأستاذ جامعي تخرج وتعلم على يديه مئات الفنانين، بل أنه أسس كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا عام 1982، وعلى الجانب الإدارى فقد تولى رئاسة قطاع الفنون التشكيلية لمدة 17 عامًا حقق خلالها طفرة هائلة في القطاع.
|