القاهرة 21 مارس 2023 الساعة 12:40 م

بقلم: د. حسين عبد البصير
حدث أن أصيب الأثري المصري الراحل سامي جبرة وفريقه بصداع حاد وضيق شديد في التنفس وهم يعملون داخل سراديب المعبود «أيبس» في منطقة «تونا الجبل» الأثرية في محافظة المنيا في صعيد مصر في أربعينيات القرن العشرين، فأشاع عمال الدكتور جبره حدوث لعنة انصبت عليهم بسبب عملهم في مدافن الطائر «أيبس» المقدس رب الحكمة في مصر القديمة، لكن رفض د. جبرة تصديق ذلك، وأرجع ما حدث إلى تسرب غاز ما ضار من المومياوات وعاد إلى استئناف العمل في السراديب بعد ثلاثة أيام فقط.
يُذكر أنه قيل إن عالم المصريات الأمريكي الأشهر ديفيد سيلفرمان تأثر بلعنة الفراعنة عندما كان المسؤول عن معرض «كنوز توت عنخ آمون» الذي طاف عددًا من الولايات الأمريكية بين الأعوام 1976-1979م. لكنه نفى ما ذكرته الصحافة الأمريكية عنه، وأكد عدم حدوث ذلك بل زاد أن نفى وجود أي نوع من أنواع اللعنة بصفته أحد أهم علماء المصريات المختصين في هذا الفرع من علم المصريات.
لعل من بين أهم الاكتشافات الأثرية الأخيرة وتلعب فيها المومياوات دورًا مثيرًا تلك المومياوات الرائعة المغطاة بالذهب، التي دائمًا تعطي شعورًا بأن الحياة ما تزال تدب فيها كلما نظرت إليها في ذلك الاكتشاف المذهل في الواحات البحرية الذي حققه عالم آثار مصر الأشهر الدكتور «زاهي حواس» وفريقه وأطلقت عليه وسائل الإعلام العالمية «وادي المومياوات الذهبية».
كتب د. حواس في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه يقول: "كانت طاقة فريق العمل تبدو وكأنها تتلاشى وتزامن ذلك مع الشعور بالإرهاق كلما تزايدت حدة الحرارة مع ارتفاع قرص الشمس في السماء وقلل وجودنا داخل المقابر المنقورة تحت سطح الأرض - من شعورنا بحرارة الشمس المتوهجة التي كانت فوق رؤوسنا مباشرة.
حقيقة الأمر أن أهم ما كان يجعلنا لا نشعر بحرارة الشمس ومشقة العمل هو ذلك المنظر المهيب حين تتسلل أشعة الشمس إلى المقابر لتسقط على وجوه المومياوات الذهبية فينعكس ضوؤها مثيرًا رائعًا يكاد يعمي الأبصار. عندها يخفق قلبي بشدة، وتغمرنا الدهشة جميعًا. وفي كل مرة نكشف فيها عن مومياء مذهبة نتيقن أننا بمنطقة تحوي أكبر مجموعة من الدفنات التي بقيت في حال جيدة من الحفظ تعكس مدى ثراء أصحابها".
نقل الدكتور "حواس" مومياء إلى معمل أبحاثه بأهرام الجيزة، وأطلق عليها اسمًا تعريفيًا هو: «مستر أو مدام إكس»؛ إذ إنه لم يكن يعلم جنس المومياء، وكان أمر نقلها مثيرًا للغاية، وبعد تعريضها للأشعة تبين أنها لرجل مات في سن الخامسة والثلاثين تقريبًا.
لعل من بين القصص الطريفة في اكتشاف «وادي المومياوات الذهبية» قصة ما أطلق عليه د.حواس «لعنة مومياوات الأطفال». ولنتركه يروي لنا بنفسه ما حدث:
"هي قصة طريفة حدثت لي بالفعل عندما نقلت مومياءين لطفلين من إحدى المقابر إلى حجرة صممت لتكون متحفًا في المستقبل. وسافرت بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة شهر للتدريس في جامعة لوس أنجلوس، وطيلة هذه الفترة لم تنقطع زيارات المومياءين لي في منامي، وما كنت أدري سبب ذلك، وذات ليلة وجدتهما يقتربان مني، فقمت من نومي مفزوعًا، ليس هذا فحسب، بل حدثت لي مفارقات عجيبة أخرى، منها عدم الوصول في الموعد المحدد إلى إحدى المحاضرات، وعدم لحاقي بالطائرة المسافرة إلى المدينة التي كان من المفروض أن ألقي بها المحاضرة، وعندما حضرت إلى القاهرة، ذهبت إلى الواحات البحرية، وتوجهت إلى الموقع ذاته الذي كشفت به عن المومياءين، فإذا بي أجد مومياء رجل آخر لعله والدهما، وعلى الفور قمت بنقله إلى جوار المومياءين في حجرة المتحف، ومن بعدها انقطعت زيارتهما لي في منامي، ونعمت بأحلام سعيدة- دون أرق على الإطلاق".
|