القاهرة 18 مارس 2023 الساعة 03:11 م

بقلم: د. حسين عبد البصير
لا يوجد شيء يثير الخيال عند الحديث عن الفراعنة أكثر من مياوماتهم المحفوظة بعناية بالغة عبر عشرات القرون، إنه لشيء بالغ الغرابة والدهشة أن تنظر في عينيّ إنسان عاش منذ آلاف السنين!
ويلهب الحديث عن المومياوات المصرية القديمة خيال البشر في جميع أنحاء العالم بصور شتى، وقد ساهمت أفلام السينما الأمريكية في هوليوود في إذكاء هذا الخيال وإغنائه، حيث تنوعت هذه الأفلام بين أفلام الرعب والخوف والإثارة، وساهم هذا النوع من الشغف في ازدياد صرعة الهوس بمصر "إيجبتومانيا" في العالم أجمع.
واهتمت السينما العالمية في هوليوود بالمومياوات المصرية بعد اكتشاف خبيئة المومياوات بالدير البحري عام 1881م بفترة ليست طويلة، وضمت هذه الخبيئة عددًا كبيرًا من مومياوات ملوك مصر الفراعنة من الدولة الحديثة والعصر المتأخر، ويرجع الفضل في هذا الاكتشاف إلى عائلة عبد الرسول التي عاشت في البر الغربي لمدينة الأقصر في صعيد مصر.
وكذلك انطلقت الشائعات حول أسباب غرق السفينة "تيتانيك" بعد عرض فيلم السفينة الغارقة الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، فقيل إن من بين أسباب غرقها وجود مومياء فرعونية على ظهرها أنزلت اللعنة عليها وعلى المسافرين على ظهرها!
ومن بين ما نشرته الصحف ويعد من أكثر الأمور غرابة ويؤكد ما تثيره المومياوات لدى العامة من أفكار غريبة، هو ادعاء وجود مومياء بمنطقة سقارة الأثرية ترجع إلى حوالي 2500 عام، ويقول الخبر إن هذه المومياء ترتفع عن تابوتها يوميًا محلقة في الهواء على ارتفاع قدمين لمدة ثماني ساعات ثم تعود إلى تابوتها وتظل راقدة فيه ست عشرة ساعة أخرى!
ويبدو العمل في هذا النوع من الآثار الفرعونية مثيرًا، لكنه في حقيقة الأمر يمثل بالنسبة لي نوعًا من العلم المقرون بلذة وروعة الاكتشاف، ومزيد من الخبرة والمعرفة بأحوال أولئك البشر الذين عاشوا في زمان مختلف عن زمننا.
وكثرت كتابات الرحالة والكتّاب الكلاسيكيين عن مصر القديمة وحياتها الدينية ومعتقداتها الأخروية التي أثارت دهشتهم ولا تزال تثير دهشة العالم منذ ذلك الحين البعيد إلى هذه اللحظة، وكان أكثر ما لفت انتباههم المومياوات المصرية التي ليس لها شبيه في العالم في الشهرة والاستمرار في البقاء.
ومنذ القرن التاسع عشر الميلادي ذكرت لعنة الفراعنة مرات عدة إما بسبب ذكر المومياوات الفرعونية أو دخول مقابر المصريين القدماء، وذاع هذا الأمر بعد اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير "توت عنخ آمون" عام 1922 على يد المستكشف الإنجليزي هيوارد كارتر.
|