القاهرة 14 مارس 2023 الساعة 07:55 م

كتبت: نضال ممدوح
يستعد المركز القومي للترجمة لطرح عدد جديد من الترجمات الحديثة، والتي نستعرضها لكم في هذا التقرير.
تحت عنوان "أهل التشريع وأهل التأويل في الحداثة وما بعد الحداثة والمفكرين" من تأليف عالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان، الذي كان قد استقر في بريطانيا منذ العام 1971 بعد ما تم طرده من بولندا من قبل حملة معاداة الساميّة بترتيب من الحكومة الشيوعية التي كان يؤديها مسبقا. والكتاب ترجمه إلى العربية المترجم حجاج أبو جبر.
وفي مقدمة كتابه "أهل التشريع وأهل التأويل"، يذهب "باومان" إلى أن: "الإستراتيجية الحديثة للعمل الفكري، تقترب من استراتيجية أهل التشريع، وهي تتمثل في وضع مقولات وقواعد تضمن الوصول إلى الحقيقة، والحكم الأخلاقي الصحيح، والذوق الفني السليم. وقد سادت هذه الاستراتيجية في ظروف تاريخية شهدت نضالا فكريا في سبيل إرساء النظام الاجتماعي الأمثل وأسس التعليم والثقافة والإنتاج."
ويلفت "باومان" إلى: أما استراتيجية ما بعد الحداثة، فهي أقرب إلى استراتيجية أهل التأويل، وهي تتمثل في ترجمة مقولات تقليد مجتمعي محلي، بحيث يمكن فهمها داخل نظام المعرفة القائم على تقليد آخر، دون المفاضلة بين التقاليد القائمة، بعدما صار المفكرون مجرد وسطاء في التواصل بين الجماعات وتقاليدها، وتسود هذه الاستراتيجية في ظروف تحتفي بالتعددية والنسبية والنزعة الاستهلاكية.
• "مقدمة في الأناجيل الثلاثة".. متى ولوقا ومرقس
والكتاب من تأليف “يوليوس فلهاوزن” وترجمه إلى العربية هاني فتحي مرسي. و"فلهاوزن" باحث توراتي ومستشرق ألماني، وهو صاحب الفرضية الوثائقية، سبق وطرح له المركز القومي للترجمة أيضا مؤلفات: "مقدمة في تاريخ إسرائيل" لنفس المترجم ــ هاني فتحي مرسي.، وكتاب “تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية”، من ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريدة، ومراجعة دكتور حسين مؤنس.
وفي كتابه "مقدمة في الأناجيل الثلاثة" .. متي ولوقا ومرقس، يتناول "فلهاوزن" بالعرض والتحليل الأناجيل الثلاثة وذلك من حيث القضايا المرتبطة بالنقد النصي واللغوي، والقضايا الأدبية واقتباسات الأناجيل من بعضها البعض ومقارنة الأناجيل مع ما يعرف باسم الكتاب الأساسي.
كذلك يعرض كتاب "مقدمة في الأناجيل الثلاثة"، للقضايا التاريخية خاصة ما يتعلق بالمسيح اليهودي والمسيح النصراني وقيامة يسوع وبعثه والعلاقة بين مملكة الرب المستقبلية ومملكة الرب الحالية وعلاقة الإنجيل بيسوع الناصري.
كما يساعد كتاب "مقدمة في الأناجيل الثلاثة".. متي ولوقا ومرقس، القارئ في التعرف على الارتباط الوثيق بين التطور التاريخي لنشأة الأناجيل وتاريخ الديانة المسيحية كما تعكسها الأناجيل الثلاثة الأولي. ويسد الكتاب ثغرة في تاريخ الدراسة الأناجيل بعيدا عن الرؤية اللاهوتية التي كانت سائدة ولا تزال آثارها قائمة حتى الآن.
• ـ"قصة كوريا".. فهم الكوريين وثقافتهم
والكتاب من تأليف تشوي جون شيك، ومن ترجمة محمود عبد الغفار. وفي هذا الكتاب تعريف بمن هم الكوريين، وهل هم مجتمع ذو نزعة فردية أم جماعية؟ وكيف تشكلت علاقاتهم بجيرانهم عبر التاريخ؟ ولماذا اهتموا بتدوين تاريخهم إلى حد ترك سجلات لممالك كورية تفوق ما تركته أمة أخري من الأمم؟ وهل هم حقا أول من ابتكروا آلة الطباعة؟ وهل أبجديتهم هي الوحيدة في العالم التي يعرف مبتكرها حقا؟ ولماذا يدعي الأنثروبولوجيون في الغرب أن الكوري شخص يعيش لمئات السنسن؟ وما سر النشاط والعواطف الجياشة التي يتمتع بها الكوريون المعاصرون؟ أهي الطقوس الشامانية المتجذرة في ثقافتهم، التي تجعل لقاءاتهم بعد انتهاء العمل مصحوبة بالصخب والحيوية، لأنهم مولعون بالإفصاح عن مشاعرهم حزنا وفرحا مع الرقص والغناء؟
هذه الأسئلة وغيرها سيجد القارئ إجابات وافية وعلمية عليها في هذا الكتاب الذي استحق أن يكون بالفعل ضمن سلسلة "قصة كوريا" التي حرصت دار نشر Her On Media الكورية على نشرها.
|