القاهرة 13 مارس 2023 الساعة 06:37 م

كتبت: إنجي عبد المنعم
• نوال مصطفى: الأطفال هم أعظم موارد الكون
• سماح أبو بكر عزت: متفائلة جدًا لأن الأطفال يقرأون
• مصطفى حمدي: لا بد أن نسير مع التطور ونتفاعل مع الجديد في صناعة النشر
نظمت المؤسسة العربية الحديثة بالتعاون مع منصة "اقرأ لي" الفعالية الثالثة من صالون روايات مصرية للجيب، والتي أقيمت تحت عنوان "أطفالنا بين الكتاب والتاب"، تحدث خلالها كل من الكاتبة سماح أبو بكر عزت، وداليا بزان، ومصطفى حمدي مصطفى رئيس المؤسسة العربية الحديثة، وأحمد المقدم مدير المؤسسة، وأدارت الصالون الكاتبة نوال مصطفى، وذلك بمبنى قنصلية بوسط القاهرة.
بدأت الأديبة نوال مصطفى النقاش مؤكدة أن الأطفال هم أعظم موارد الكون، وطالبت بأن تكون هناك خطة قومية للتعامل مع الطفل المصري، موضحة أن العديد من البرامج المصرية التي كانت تقدم للطفل اختفت تمامًا ونحن في حاجة لوجود مثل هذه البرامج لتوعية الأطفال وتنشأتهم، وأشارت أن الكتابة للطفل ليست رفاهية وإنما يجب أن تتم عن موهبة أصيلة وأن الأطفال يحتاجون للكبار لتوعيتهم والوقوف بجوارهم ويختارون لهم ونتمنى أن يواجه التقصير في برامجهم بحكمة وأن يكون الطفل في السنوات القادمة محل اهتمام أكبر بتقديم جرعة مكثفة من البرامج حفاظا عليهم.
وتحدثت كاتبة الأطفال سماح أبو بكر عزت: "دائمًا ما أقول إنني متفائلة جدًا لأن الأطفال يقرأون، ولكن السؤال هو "ما الذي يمكن أن نقدمه لهم وما هو العنوان الذي يشدهم؟"، لا شك أن الشاشات والهواتف تشد الأطفال ولكن إن وجد الطفل ما يجذبه عدا ذلك فسينجذب بالطبع.
وأضافت: كتبت قصة تحت عنوان "المنزل الأزرق" تدور عن "الفيس بوك"، وأذكر أنني سافرت برلين والتقيت الأطفال هناك وذكرت لهم اسم القصة فكان الفضول يشدهم لمعرفة المحتوى، ما الذي يعنيه المنزل الأزرق، وأنا أعرف أن الطفل فضولي جدًا وعيناه دائمًا ممتلئة بالأسئلة، ولا بد من أن يفكر ويتشوق لمعرفة محتوى القصة وما تقدمه لهم.
وأكملت: "وسائل التواصل الاجتماعي مهمة وهي تكمل حالة لدى الأطفال ولكن لا ينبغي أن تكون السوشيال ميديا هي كل الحالة، وهنا يقع الأمر على الأبوين في اختيار الوقت المناسب للكتاب والحكايات والتاب أيضًا".
وعن كيف نجذب الطفل للقيم في الكتابات الموجهة إليه والسر في اختفاء برامج الأطفال قالت أبو بكر: هناك تقصير بالطبع في البرامج الموجهة للأطفال، فقديمًا كانت لدينا العديد من البرامج المهتمة، والحقيقة لقد ساهمت أنا في عدد من البرامج بداية من مسلسل علاء الدين والذي أخرجه عادل يحيي، وقمت بعمل برنامج صلصال وكذلك خيال الظل، كان هناك الكثير من الإنتاج للأطفال وحين توقفت شركة صوت القاهرة توقف الإنتاج؛ لأن الاعتماد الآن أصبح علي النجم الذي يتحدث وليس على البرنامج، وأؤكد أن الأطفال يشاهدون كثيرًا هذه البرامج ولي تجربة حقيقية في هذا الأمر، حقيقي أن الشركة المتحدة لعبت دورًا ببرنامج "كابيتانو" وإعلانها عن كارتون للأطفال ولكننا نحتاج للكثير والكثير.
وواصلت: من المعروف أن الدولة تضع الطفل على خارطتها وقامت بعمل مبادرات شاركت فيها مثل التثقيف المالي للأطفال ومن خلال مكتبتنا وهو مشروع مكتبة لكل قرية وحين شاركت وجدت استجابة رائعة وأطفال كثر كانوا يحكون عن تجاربهم.
وأكملت: "هناك قصور بالطبع لا ننكر ولكننا فكرنا في "حياة كريمة" أن تكون هناك مكتبة في كل قرية وافتتحنا بالفعل مكتبة "كتابك" في ملوي وأنا عن نفسي أعلنت عن تبرعي بعدد من الكتب للمكتبة، ولكننا نحتاج لكتب الأطفال وفوجئت في إحدى زياراتي لمكتبة للطفل أنني وجدت هناك كتب للدكتور جابر عصفور والدكتور لويس عوض في المكتبة، المكتبة الموجهة للأطفال يجب أن تكون للأطفال".
وقالت داليا بزان وهي معززة للتواصل الأسري بالفن، وتحدثت عن الآثار النفسية للسوشيال ميديا على الأطفال: لا يمكن أن نعترف بعدم سطوة "السوشيال ميديا" ولكن يمكن تنظيمها بعدد ساعات بعينها، كما أن هناك مبادرة لبعض الألعاب الإلكترونية للأطفال ليس كمتلق ولكن كمتفاعل من خلال تقنيات عدة، مثل "الفي آر" وغيرها، وهذه تمكن الطفل من تعلم أشكال جديدة عن الفلك والكواكب وغيرها، وهذا مفيد جدًا.
ومن جانبه قال مصطفى حمدي مصطفى رئيس المؤسسة العربية الحديثة عن دورها في تنشئة الطفل المصري: "المؤسسة انطلقت عام 1920 وأنا أمثل الجيل الثالث وكانت البداية مع الكتب العلمية، وكان الهدف هو أن تكون الكتب في كل بيت في مصر، وتحقق الهدف، ففي عام 1983 كان والدي حمدي مصطفى يريد عمل مشروع القرن الثقافي لأن الأولاد في وقت الدراسة يذاكرون ولكن في الإجازة يجب عدم فصلهم عن القراءة فكان المنتج الإبداعي التربوي والتعليمي وكيف نحكي الحدوتة وبداخلها كل القيم الاجتماعية ومع التطور التكنولوجي قمنا بتطوير ما بدأناه قديمًا، فبدأنا بكتاب الجيب، ثم الكتاب المسموع، ومن بعدها المقروء، وهكذا نحن نسير مع التطور التكنولوجي، ونتفاعل مع الجديد في صناعة النشر".
وقال أحمد المقدم مدير مؤسسة روايات مصرية للجيب ردًا على سؤال هل طفل اليوم يقرأ: بدأنا مشروع القرن الثقافي بروايات مصرية للجيب ومستوى القراءة كان عبارة عن طلاب الابتدائي والإعدادي، وعلى مدار السنوات أصبحوا الآن كلهم أطباء ومهندسين وغيرهم ولاحظت أن هؤلاء يأتون للمؤسسة العربية الحديثة ليشتروا مجلدات أدهم صبري وملف المستقبل، أي أنهم وبرغم كبرهم لازالوا موالين لعملية القراءة.
وأكمل: "بدأنا بقصص الأطفال للطفل فأصدرنا نوادر جحا ودنيا الأطفال وقمنا بعمل 20 سلسلة في مجالات علمية وفتوحات إسلامية وقصص الحيوان في القرآن والمعرض الأخير وجدنا أن هناك جمهور أطفال يقلب في السلاسل المختلفة وينتقي منها ما يعجبه، القراءة الورقية لازالت موجودة وبخير، والمعرض الماضي كان شاهدًا على كم المشتريات وبرغم ظهور العديد من المستحدثات التكنولوجية لكن سيظل للورقي رائحته التي نحبها.
|