القاهرة 26 فبراير 2023 الساعة 12:53 م

كتب: أكرم مصطفى
احتفاء بمشروع الشارقة الثقافي العربي ورسالته العالمية، ومحاولة لرصد تجربة الشارقة كحاضنة للثقافة والفنون، صدر حديثًا عن ميتافيرس برس كتاب تحت عنوان "أبجدية الإبداع.. مشروع الشارقة الثقافي" للشاعر والإعلامي محمد غبريس، يتناول فيه الإنجازات والأنشطة والمبادرات والمشاريع الثقافية المختلفة والجهود التي تبذلها مدينة الشارقة في مجال النشر والطباعة ودعم الكتاب والمجلات الثقافية المتعددة، فضلاً عن دورها في تعزيز المعرفة وعطاءاتها في مختلف مشارب الإبداع الفكري والفني، والذي يعبّر عن صورة الفعل الثقافي في الشارقة.
وأكد غبريس أنه عندما وضع الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة اللبنة الأولى لمشروع الشارقة الثقافي، كان يتطلّع إلى الغد مستلهماً من التاريخ العبر والدروس لمواجهة مخاطر الواقع والإجابة عن أسئلة المستقبل، فالرهان على الثقافة والمعرفة هو رهان بناء الأمم وصون المجتمعات وضمان الحفاظ على الهوية والتراث واللغة.
وأشار إلى أنّ المتابع لمشروع الشارقة الثقافي يمكنه التعرف إلى مقوماته من بنى مؤسسية ومعالم علمية وثقافية وتعليمية ومعرفية متطورة أدت أدوارًا مميزة، فاستطاعت ترجمة التوجيهات والرؤى ونقل الأفكار إلى إنجازات تفاعل معها كل العالم لما قدمته وتقدمه في مجال التنمية الإنسانية والفكرية والتنويرية، وقد مثلت دائرة الثقافة بحكومة الشارقة المحرك الأساسي لدينامية العمل الثقافي المؤسسي، من خلال وضع ومتابعة تنفيذ برامج النشاطات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية والسنوية، فأثرت المشهد الثقافي المحلي والعربي بفعاليات مهمة لاقت صدى واسعًا ومؤثرًا.
يقدّم هذا الكتاب إضاءة على مقوّمات مشروع الشارقة الثقافي من خلال مجموعة من المقالات والافتتاحيات التي نشرت في مجلة الشارقة الثقافية في كل أعدادها المتواصلة، ويتضمن إطلالة على سيرة حاكم الشارقة الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات المهمة، ووقفة مع رسالة الشارقة إلى العالم وحضورها في المحافل الثقافية والأدبية على الصعيدين العربي والدولي، وكيف أصبحت الشارقة مركز جذب لكل الأطياف الثقافية العربية من دون تمييز.
كما يحتفي الكتاب بأيام الشارقة المسرحية التي اكتسبت مكانتها العربية والعالمية، انطلاقاً مما حققته من تجربة ثرية ومسيرة عطرة وسعيها الدائم إلى تأصيل المسرح العربي وإبراز هويته، ويرصد الخطوات التي سعت الشارقة على اتباعها في تأسيس مشروع ثقافي حضاري وتنويري ذي رسالة إنسانية عالمية جعلها عاصمة عالمية للكتاب، وكيف وقفت في مقدمة الغيورين والمتصدّين للدفاع عن اللغة العربية والحفاظ على صفائها وسعتها وثرائها وتشجيع الإبداع بها.
وتوقف غبريس عند الجهد الذي يبذله حاكم الشارقة، في البحث عن المخطوطات وجمعها من مختلف أنحاء العالم، مسلطاً الضوء على مبادرة إنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي، ومبادرة إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية، وكذلك تأسيس رابطة للشعر الشعبي.
ويلحظ الكتاب حرص الشارقة على الاحتفاء دوماً بالأدب والأدباء في الوطن العربي، وتقديم الجوائز والتحفيزات لهم، إيمانًا منها بأنّ الجوائز ركن أساسي في الحركة النهضوية الفنية والأدبية، كذلك حرصها على وحدة تكامل الفنون وتضافرها خصوصا في مجالات الرسم والتلوين، النحت، الخزف، الجرافيك، التصوير الضوئي، الخطّ العربي، الزخرفة.
ويقرأ الكتاب تجربة مشاركة الشارقة في معارض الكتب محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، فضلًا عن دور معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أصبح محطة لازدهار الثقافة والفكر والأدب والعلم، وهو يواصل تحقيق رسالته بجعل الشارقة قبلة سنوية للكتاب ومحطة عالمية للثقافة.
|