القاهرة 21 فبراير 2023 الساعة 12:33 م

بقلم: د. حسين عبد البصير
نجحت بعثة المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس المصري الأعلى للآثار، في الكشف عن مقبرة كاهن الأسرة الخامسة "واحتي"، وسبع مقابر صخرية، منها ثلاث من الدولة الحديثة، وأربع من الدولة القديمة، والكشف عن أكثر من ألف تميمة من القاشانى. وكشفت البعثة أيضًا عن أكثر من 100 تابوت خشبي من العصر المتأخر في آبار الدفن، و40 تمثالا لإله جبانة سقارة بتاح سوكر، و20 صندوقًا خشبيًا للإله حورس. ونجحت البعثة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) في الكشف عن أول وأكبر خبيئة. وهي عبارة عن 150 تمثالا برونزيًا من العصر المتأخر. وكشفت عن 250 تابوتًا خشبيًا من نفس العصر.
وتعطينا هذه الاكتشافات فكرة كبيرة عن تفاصيل وأهمية واستمرارية المعتقدات الدينية والجنائزية في مصر في العصر المتأخر، وتحديدًا في الأسرة السادسة والعشرين. ووجدت البعثة مومياوات بحالة جيدة من الحفظ بداخل التوابيت الخشبية الملونة. وتمدنا دراسة المومياوات بالكثير من المعلومات عن المصريين وحياتهم وأسباب وفاتهم في العصر.
وتمثل التماثيل مختلفة الأحجام المكتشفة عددًا كبيرًا جدًا من المعبودات المصرية التي شاع تقديسها في العصر، مثل أنوبيس، وآمون مين، وأوزيريس، وإيزيس، ونفرتم، وباستت، وحتحور. وعثرت البعثة على مجموعة من الأواني البرونزية الخاصة بطقوس الإلهة الشهيرة إيزيس مثل الصلاصل، وعلى تمثال برونزي في منتهى الجمال والدقة للمهندس إيمحتب، دون رأس. وعثرت على تمثالين خشبيين ملونين للإلهتين الحاميتين إيزيس ونفتيس، في وضع النائحتين.
كما عثرت البعثة على دفنة من الدولة الحديثة، وبها العديد من أدوات الزينة، مثل مرآة من البرونز، ومجموعة من الأساور، والعقود، والأقراط، ومكاحل بها المراود الخاصة بها، وأدوات من النحاس خاصة بالحياة اليومية. مما يدل على اهتمام المرأة المصرية بجمالها وأناقتها وزينتها.
وعثرت البعثة على بردية طولها تسعة أمتار. ربما تحتوي على بعض فصول أحد الكتب الدينية في مصر، مثل كتاب الموتى. وضم الاكتشاف مجموعة من 75 تمثالاً من القطط المختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز، و25 صندوقًا خشبيًا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط، وتماثيل من الخشب لحيوانات مختلفة، مثل النمس، والعجل أبيس، وتماسيح صغيرة الحجم، بها بقايا تماسيح محنطة، والإله أنوبيس، ومومياتين لحيوان النمس، بالإضافة إلى العثور على جعران كبير الحجم من الحجر، وجعارين أخرى صغيرة من الخشب والحجر الرملي، عليها مناظر آلهة، وتمثال خشبي مميز الشكل لطائر "أبو منجل"، ومجموعة أخرى من تماثيل لآلهة مصرية، منها 73 تمثالاً من البرونز للإلهين أوزير وست، وتماثيل خشبية للإله بتاح سوكر، و11 تمثالاً للإلهة سخمت من الفيانس والخشب، وتمثال جميل من الخشب للإلهة نيت.
وعثرت البعثة على تابوتين صغيرين من الحجر الجيري للقطة باستت، ولوحة حجرية عليها الاسم الحوري لبسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين، وصندوق خشبي صغير عليه بقايا قناع مذهب، وتمثالين من الخشب لسيدتين، كل منهما برأس الكوبرا، والعديد من تماثيل الكوبرا، وإفريز من الخشب يمثل حيات الكوبرا، وتمائم ورأس طائر "أبو منجل"، وناووس من الخشب الملون بغطاء مزين بتمثال صغير للصقر سوبد، وثلاثة تماثيل للصقر حورس، ومجموعة من التمائم مختلفة الأشكال والأحجام. وعُثر على بعضها داخل لفائف من الكتان، وتماثيل أوشابتي من الفيانس، ومجموعة من البطاقات البردية، عليها رسومات للإلهة تاورت، والعديد من الأقنعة الخشبية والطينية الملونة، وعمود الجِد، ومسند رأس خشبي. وتم الكشف عن عدد من المومياوات الكبيرة. وبالقرب من هذه المنطقة، اُكتشف هيكل عظمي لأسد.
وتم اكتشاف خمس مومياوات لقطط ضخمة، من القرن السابع قبل الميلاد من الأسرة السادسة والعشرين. ورجحت الدراسات الأولية أن تكون لأشبال أسود؛ إذ أن نتائج الأشعة السينية والدراسات العلمية المبدئية التي أُجريت على اثنين منهما، أثبتت بنسبة 95 ? أنهما مومياتين لأشبال أسود، تبلغ من العمر حوالي ثمانية أشهر؛ وذلك طبقًا لأشكال وأطوال وأحجام العظام الخاصة بهما.
وما تزال الدراسات تجرى على باقي المومياوات للتأكد من جنسها، وما إذا كانت تخص قططًا ضخمة، أو قططًا برية، أو أشبال أسود. وإذا أثبتت الدراسات أن هذه المومياوات تخص أشبال أسود، ستكون هذه هي المرة الأولي التي يتم العثور فيها على مومياوات لأشبال أسود؛ إذ اكتشاف هياكل عظمية لأسود فقط سابقًا.
|