القاهرة 17 فبراير 2023 الساعة 04:21 م

كتبت: سماح عبد السلام
غيب الموت الفنان والناقد التشكيلي علي فوزي عن عمر يناهز الـ72 عامًا، بعد رحلة فنية قوامها خمسة عقود حافلة بالعمل التشكيلي بدأها منذ قرابة نصف عقد، تكللت بالعديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج مصر فضلاً عن إسهاماته النقدية والكتابات التي أضاءت لكثير من التجارب الفنية.
وقد مارس الراحل الكتابة النقدية منذ بداية الثمانينيات في عدد من الصحف والمجلات العربية، حيث تعرض للعديد من القضايا والإشكاليات الفنية وبعض التجارب البصرية الناضجة لعدد كبير من الفنانين العرب.
وعبر تجربته الفنية طرح التشكيلي الراحل علي فوزي رؤية فنية لثيمات تحمل العديد من الرموز بصياغة تشكيلية تنوعت بين الاتجاه التجريدي والتعبيري، حاول خلالها تقديم ترجمة بصرية لأفكاره ورؤاه عبر العديد من القضايا التي تشغل المجتمع.
وجاءت آخر معارض الراحل الفردية تحت شعار "ألحان لونية"، فيما حمل معرضه الأسبق عنوان (الناس والكرسي) وهي فكرة تحفل بالعديد من القضايا الإنسانية والصياغات والتقنيات الفنية التي تهتم اهتمامًا خاصًا بمفردة "الكرسي"، كرمز مألوف عايشه شكلا ومضمونا فوق أسطح إبداعاته لمدة قاربت الـ 40 عاما نظرا بالقراءة في المعاني والتأويلات التعبيرية والفلسفية السيكولوجية.
وبالنظر لتجربته عبر هذا العرض نجد ثمة إخفاء في ملامح بعض شخوصه جاء بشكل غير مقصود لإنه لم يختص شخصا معينا، بل عبر عن الإنسان في أي مكان وعلى وجه العموم. أما عدم اكتمال الجسد في بعض الأعمال فيدخل في إطار الرسائل التعبيرية من خلال حذف أو تفكيك بعض المفردات.
وينتمي الراحل للمدرسة للتجريدية التعبيرية البعيدة كل البُعد عن أي تعقيدات بصرية، حيث يتم المزج في أعماله بين العديد من الصياغات البصرية التي تعبر بصدق عن المرأي والمحسوس في العديد من القضايا التي تهم البشر.
كما تتسم أعماله بالثراء اللوني المثير للدهشة الذي يدفع المشاهد لتأمل كامل سطح اللوحة والفوز بمتعة المشاهدة، وألوانه في الغالب الأعم مستوحاة من البيئة المحيطة، كما يلعب اللون دور البطولة على مسرح لوحاته كناقل جاد ومؤثر لأحاسيس الفنان.


|