القاهرة 17 فبراير 2023 الساعة 04:17 م

كتبت: إنجي عبد المنعم
شهدت كلية الفنون الجميلة بالزمالك مناقشة رسالة الماجستير بعنوان "الصياغات التشكيلية للواقعية المفرطة في أعمال التصوير الجداري المعاصر دراسة تحليلية (أمريكا الجنوبية - أوروبا - مصر) للفنانة شيماء جوهر الباحثة، بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وذلك استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التصوير الجداري من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وتم عقب المناقشة منح الباحثة درجة الماجستير.
تكوّنت لجنة المناقشة والحُكم من الدكتور أحمد سليم أحمد سالم أستاذ قسم التصوير - شعبة جداري ورئيس قسم التصوير - كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا (مناقشًا خارجيًا ومقررًا)، والدكتور رشا أحمد نبيل سليمان أستاذ مساعد بقسم التصوير - شعبة جداري - كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان (مناقشًا داخليًا)، والدكتور أحمد محمد إبراهيم أستاذ قسم التصوير - شعبة جداري - كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان (مشرفًا)، والدكتور جيهان علي مدكور، أستاذ مساعد بقسم التصوير - شعبة جداري - كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان (مشرفًا)، وحضر المناقشة الدكتور أسماء الدسوقي رئيس قسم الجرافيك – كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وعدد من الطلاب والباحثين وأسرة الباحثة شيماء جوهر.
وتحتوي الرسالة على ستة أبواب مقسمة على النحو التالي:
الباب الأول: تعريف الواقعية المفرطة "hyperrealism"، ويتألف هذا الباب من فصلين:
• الفصل الأول: بداية ظهور مفهوم الواقعية المفرطة وتطور توظيفه تشكيليًا؛ يحتوى هذا الفصل على تمهيدٍ عامٍّ بتعريف فن الواقعية المفرطة، كأسلوب فني في بداياته الأولى، وأيضا على الجذور والتيارات الفنية التي مهدت لظهوره بداية من فن البوب أرت وعلاقته بالتصوير الفوتوغرافي والواقعية الفوتوغرافية، كما يوضح هذا الفصل حركة الواقعية المفرطة ودورها في فن التصوير المعاصر من حيث التركيز على الواقع المرئي وما وراءه، لتصبح بديلًا قويًا للفن المفاهيمي السائد الممارس في الفن المعاصر بحيث تلبى الاحتياجات البصرية للمشاهد، وأبرز ما قدمته الواقعية المفرطة من مواضيع كالصور الشخصية "Portrait"، الحياة الجامدة "Still Life"، المناظر الطبيعية "Landscape"، مناظر المدن "Cityscape"، المشاهد السردية "Narrative Scenes"، ويضم أيضا ذكرا لرواد الواقعية المفرطة من حيث إدخالهم أساليب معاصرة في أعمالهم الفنية والتي تراوحت ما بين القبول والرفض والتغيير بغية التجديد.
• الفصل الثاني: بداية الاستخدام التقني للواقعية المفرطة في التصوير الجداري الحديث والمعاصر؛ يحتوي هذا الفصلُ على تمهيد عن تطور هذا الفن وأدواته ووسائله، منذ العصور الأولى والحضارات القديمة المصرية وبلاد ما بين النهرين، والتعرف أيضا على المعاصرة وعلاقتها بالتصوير الجداري في كونها أكثر ثراءًا وتنوعًا في التصميمات ذات الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تعبر عن ملامح العصر وإيقاعه المتجدد والمتسارع في مجال التقنيات والإبداع التشكيلي، كما يضم هذا الفصل أيضا الجذور التى مهدت لبداية الاستخدام التقني للواقعية المفرطة في التصوير الجداري المعاصر وبداية ظهور فن الكتابة على الجدران الممتزجة بهذا الاتجاه بداية من الأحياء الشعبية واللاتينية في مدينة نيويورك جنبًا إلى جنب مع موسيقى الهيب هوب وثقافات الشوارع الفرعية، ثم ننتقل إلى التعريف بالفن الحضري "المعاصر" ودوره في التطورات التي نراها اليوم في فن الشارع والكتابة على الجدران، وكذلك عرض نماذج لفناني جداريات الواقعية المفرطة الذين قاموا بعمل تدخلات لتأثيرات ثلاثية الأبعاد على بعض الأعمال الجدارية وأعلنوا عن توجهاتهم ورؤيتهم لحقائق حياتهم اليومية.
الباب الثاني: جداريات الواقعية المفرطة "hyperrealism" في فرنسا وأهم سماتها التشكيلية؛ ويتألف الباب من فصلين:
• الفصل الأول: الفنان الفرنسي Patrick Commecy وتحويله لوجهات المنشأت الفرنسية إلى مشاهد حية من العناصر الإنسانية، يتناول هذا الفصل النشأة الفنية للفنان "Patrick Commecy" وبداية حياته المهنية وتأسيسه لجمعية "Populart" التي كان الغرض منها هو جلب الإبداع الفني إلى الدوائر الأقل وصولًا إليها، كذلك التعريف بتقنية Trompe l'oeil ودورها فى أعمال "Patrick Commecy"، كما يحتوي الفصل أيضا على الواجهات التي حولها الفنان إلى أعمال فنية والتي تعد من أبرز الأيقونات الفنية المنفذة بتقنية الواقعية المفرطة على جداران مدينة كان فى فرنسا.
• الفصل الثاني: توظيف الفنان الفرنسي Mantra لأشكال الفراشات بمدينة Thionville، في هذا الفصل تتحدثُ الباحثة عن نشأه الفنان Mantra وبداية مشواره الفني، بالإضافة إلى نماذج لمجموعة من المعارض التي التحق بها، كذلك يوضح هذا الفصل الأسلوب الفني والفريد من نوعه ل Mantra من خلال استخدامه أشكال الفراشات العملاقة لتغطيه جدران المباني متعددة الطوابق وتحويلها إلى تابلوهات تجسد نماذج لفراشات عملاقة في سلسلة من الجداريات ثلاثية الأبعاد بتقنية الواقعية المفرطة "hyperrealism"، كما تذكر الباحثة مع الشرح التفصيلي نموذج لأهم جدارياته التي قام بتنفيذها فى مدينة ليتل روك "Little Rock".
وتوصلت الباحثة إلى عدة نتائج، وهي:
1- أصبحت الواقعية المفرطة بديلا قويا للفن المفاهيمي السائد الممارس في الفن المعاصر.
2- ساعدت الواقعية المفرطة بدورها على خلق مواضيع جديدة وسمحت بإدخال وسائل حديثة ميكانيكية، لنقل الصور على المسطح الجداري.
3- ركزت الواقعية المفرطة على تسليط الضوء على العديد من المجالات المختلفة اليوم، حيث إنها انتشرت في حركات فنية مختلفة كفن الشارع "Street Art" باستخدام تقنيات أكثر تنوعًا.
4- إبراز الرؤية المعاصرة لفن التصوير الجداري في كونه أكثر ثراء وتنوعًا في التصميمات ذات الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تعبر عن ملامح العصر وإيقاعه المتجدد والمتسارع في مجال التقنيات والإبداع التشكيلي.
5- انتقال التأثيرات الخاصة بتقنية الواقعية المفرطة إلى فناني التصوير الجداري، الذين أكسبوها حسًا فنيًا خاصًا يميز أعمال مجموعة من أهم فنانيها.
6- ساهمت الواقعية المفرطة في تحسين وتطوير جزء من واجهات المدن من خلال تحويل جدران المباني إلى مشاهد حية من العناصر الإنسانية.
7- الاستفادة من فن الواقعية المفرطة في بث رسائل ثقافية وسياسية للجمهور في الشارع ودعم التعافي الاجتماعي للضواحي.
8- جلب الحياة والألوان إلى الطرق والأرضيات الرمادية الباهتة من خلال عمل لوحات ثلاثية الأبعاد وتنفيذها على الأرصفة باستخدام فن الطباشير وتوظيفه بتقنية الواقعية المفرطة لكى يحقق نوع من البعد الايهامي المجسم.
9- من الممكن معالجة التصميمات الجدارية للواقعية المفرطة بدمجها مع التكعيبية وتوظيفها لإنتاج أعمال ذات رؤية بصرية جديدة.
وأوصت الباحثة من خلال دراستها باستكمال دراسات فن الواقعية المفرطة لعدد أكبر من الدول لمحاولات الكشف عن مدَى تأصيل الهويَّة الفكرية وتنميتها لدَى المتلقي من خلال أعمال فناني التصوير الجداري المعاصر، ضرورة معالجة جدران المباني المشوهة قبل البدء في تنفيذ الأعمال الفنية عليها لضمان استمرارية بقائها لفترات طويلة ولكي تلائم متطلبات التصوير الدقيق التفاصيل لأسلوب الواقعية المفرطة، تأمل الباحثة في تضافر جهود الكليات الفنية والجهات المَعنية في إتاحة الفرصة للفنانين لعرض أعمالهم الفنية على جدران المباني الباهتة وجعل الشوارع بمثابة معارض مفتوحة للجماهير تزدان بأعمال الفنانين ذوى الاتجاهات المتنوعة من الواقعية المفرطة، ضرورة الاستفادة من التجارب الفنية والإبداعية وكذلك التكنولوجية لفناني الواقعية المفرطة المحليين فى إعادة صياغة التكوينات الفنية تقنيًا وتشكيليًا بشكل يلائم التطور الذي طرأ عليها عالميا، الاستفادة من نماذج الجداريات المنفذة بأسلوب الواقعية المفرطة مثل تلك الخاصة بالفنان "Kobra" في توضيح ونقل رسائل الحفاظ على البيئة ووحدة الشعوب والتسامح وحماية المستضعفين والأطفال المهمشين من خلال مزج عناصره بالتجريدية الهندسية فى أعماله ذات المقاييس الضخمة، من أجل إضفاء طابع أكثر حيوية وتجدد لدفع المارة للتفاعل اجتماعيًا معها.



|