القاهرة 14 فبراير 2023 الساعة 05:30 م

كتبت: إيمان السباعي
هل سيختفي الراديو؟ هل ستتحول بعض الإذاعات إلى البث الرقمي فقط؟ هل تستطيع الإذاعة المصرية مواكبة التحديات والحفاظ على مستمعيها؟ أسئلة كثيرة تشغل المهتمين بالإذاعة من أساتذة إعلام وإعلاميين بل ومستمعين من عشاق الإذاعة مثلي، ومن هنا كانت أهمية الجلسة الحوارية التي نظمتها لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي - الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة عن: "مُستقبل الراديو في ضوء متغيرات العصر".
أدار الندوة الإعلامي الكبيرجمال الشاعر، مقرر لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة أعضاء لجنة الإعلام ونخبة من الخبراء من أساتذة الإعلام وكبار الإذاعيين أبرزهم أسامة منير "الإعلامي والمذيع"، وإيناس جوهر "الإعلامية ورئيسة الإذاعة سابقًا"، ودكتور جورج لطيف الأستاذ بالاكاديمية الدولية للهندسة والإعلام، وجيهان يسرى أستاذة التخطيط الإعلامي بإعلام القاهرة وعميد كلية الإعلام سابقًا"، وشاركت من لجنة الإعلام، الأستاذة الدكتورة مني الحديدي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
في البداية تحدثت الدكتورة جيهان يسري عن الإذاعة المصرية التي لا يزال حضورها منذ مئة عام رغم كل المتغيرات وكل ما واجهها من تحديات والتحدي الأول كان ظهور التليفزيون ثم القنوات الفضائية وحاليا عصر الرقمنة وسألت يسري هل استطاعت الإذاعة مجابهة الانسحاب والاستمرار في مشوارها ومواجهة تحديات العصر مجيبة بنعم فتم الاستفادة من القنوات الصوتية الموجودة على قنوات البث الفضائي مما ساعد على زيادة النطاق الجغرافي للاستماع الى الراديو- والآن ظهر ما يسمى بالراديو الرقمي مع تطور التكنولوجيا الرقمية إما من خلال بث كامل وإما عبر محطات تم تأسيسها لتبث فقط على الإنترنت وأصبح أي شخص يمكنه أن يكون مالكًا لمحطة إذاعية وظهر أيضًا البودكاست وهو ملفات صوتية يتم تسجيلهاواتاحتها رقميًّا للاستماع في أي وقت. وفي حديث عن التحديات التي تواجه الإذاعة الرسمية والتقليدية أوضحت أن الإذاعات التقليدية تحتاج إلى وقفة لطرق مواجهة التنافس وجذب الستمعين خصوصًا مع اختلاف أنماط الملكية منذ 2003 مع موجات الfm وكذلك مع سهولة التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقالت يسري أنه ينبغي وضع خطط واضحة تعتمد على الدراسات العلمية وآراء الخبراء وعن ضرورة إعادة تقييم الإذاعات أو دمجها أو إلغاء بعضها من خلال خطة برامجية خاصة كما أن الإنتاج البرامجي في حاجة إلى مزيد من الموارد ليظهر بالشكل الذي يواكب تطورات العصر، بالإضافة إلى تقديم مضمون جاد مع الاتجاه إلى زيادة البرامج القصيرة التي تلتزم بسرعة الإيقاع والتوازن بين البرامج الخفيفة ذات المضمون الترفيهي والبرامج الجادة خصوصا التي تتيح التواصل مع الجمهور كما ينبغي انشاء صفحات على مواقع لتواصل الاجتماعي وتفعيلها لجذب الجمهور ومواكبة متطلباته الحفاظ على كوادر الإذاعة الفنية ودعمهم.
الإذاعية القديرة ورئيسة الإذاعة السابقة إسناس جوهرتحدثت عن تجربتها قائلة إن الإيقاع المتميز المختلف الذي يخاطب الجمهور ببساطة كان همها وسر نجاحها، وأضافت أنها بعد أن تركت الإذاعة اختارت طريق تدريب المذيعين لحرصها على إعداد مذيع له نبرته وأسلوبه الخاص ولكن على دراية كبيرة بأصول هذه المهنة التي تعتمد على الإبداع والدقة والبساطة في مخاطبة الجمهور دون ابتذال أما ما تجده وتستمع إليه الآن فيصدمها، تحدثت جوهر عن مخاوف من غياب دور المعد ووافقها الإعلامي والمذيع إسامة منير الذي كان أكثر حذرًا من غيره فيما يخص التفاؤل بشأن مستقبل المذيع والمعد الذي يكاد يختفي بل"لا مخرج إذاعي ولا مهندس صوت أصبح هناك راديو "dj .. أضاف. وقال منير إنه ينبغي علينا أن نفرّق بين الإذاعة الرسمية والإذاعة التي تقدم الترفيه أما أن نحول الإذاعات الرسمية إلى صور من إذاعات ترفيهية فهذا بعيد عن شخصيتها ودورها.
وتحدث الدكتور د. جورج لطيف مؤكدًا أن المحتوى هو السر نجاح الإذاعة موضحًا أنه لا يمكننا التعامل مع الجمهور العام ككتلة واحدة بل تقسيمهم إلى فئات مختلفة والتوجه إلى كل فئة نوعية أو عمرية بما يهمها فعلا التخصص مهم وكذلك التحدث بلغة الأجيال الجديدة دون ابتذال لاجتذابهم.





|