القاهرة 06 فبراير 2023 الساعة 09:50 م

كتبت :نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 54، أقيمت ندوة "نحن والتاريخ"، بالقاعة الرئيسية "صلاح جاهين" بحضور الدكتور عاصم الدسوقي، الدكتور جمال شقرة، الدكتور خلف الميري، الدكتورة هالة خلف، وأدار الندوة الدكتور أيمن فؤاد.
في مستهل الندوة قال الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث في كلمته، إن التاريخ علم، والعلم مستقل عن السياسة والدين، وإن كتابة التاريخ واستعراض أحداثه تتعرض لمحنة، فالسوشيال ميديا تقدم معلومات تاريخية غير صحيحة، لذا لا ينبغي أبدًا أن يوظف معلومات تاريخية لخدمة فكرة سياسية أو عقيدة دينية لأنه يفتقد الموضوعية.
كما أكد أن هناك فرقًا بين كتابة الدراما والكتابة العلمية، فكاتب الدراما يتبني شخصية أو حادثة من مدخل ونهج معين، وبالطبع يعود إلى المراجع لكنه ينتقي من المراجع الفكرة التي يكتب عنها، أما المؤرخ فهو يعود للوقائع والحوادث ويفسرها تفسيرًا موضوعيًا وليس ذاتيًا بعيدًا عن رأيه، فلا يحكم عليها.
وأضاف أن المهم في كتابة التاريخ تفسير الوقائع وعدم الحكم عليها، والاطلاع على الوثائق كافة وليس الحكم عليها.
ومن جانبه تحدث الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر قائلا: إن هناك جريمة ترتكب في حق ذاكرة الأمة، وهناك هجوم شديد على التاريخ القديم، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على التاريخ من المغالطات والافتراءات، فالذي يشوه التاريخ عمدًا أو بجهل التاريخ يقضي على أمة بالكامل، ويشوه ذاكرتها فهناك هجوم علي هويتنا وأصولنا، فقد تم تشويه تاريخنا المصري عن عمد خلال السنوات الماضية ويجب مجابهة هذا التشويه بإصدار وسن تشريع لمن يزيف تاريخنا المصري؛ مؤكدًا أن تاريخنا أمن قومي، فمصر أم الدنيا وصدرت كل العلم للعالم وهي التي ترجمت كلاسيكيات العلوم، لذا على الجمعية التاريخية المصرية والمجلس الأعلى للثقافة اتخاذ موقف إيجابي مما يحدث الآن من حملة ممنهجة لتزييف وتشويه تاريخنا.
واشار أنه عندما حاول التأريخ لتاريخ الضباط الأحرار اكتشف عددًا من المراجع المزورة، منها كتب لإسرائيليين، فيجب ردع كل من يقوم بتزييف للتاريخ.
وحذرت الدكتورة هالة خلف من خطورة السوشيال ميديا، وقالت إنه يجب على علماء التاريخ وباحثي التاريخ حماية أبنائنا من الكتابات المغالطة، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام تروج هذه الأيام لمغالطات كثيرة تستهدف تشويه تاريخ وحضارة مصر القديمة وسحب إنجازاتها الحضارية، لذا وجب على كل المتخصصين الرد والتصدي وتبصير شبابنا بدوافع هذه المغالطات والرد عليها لتحقيق الهدف الوطني، وأخطر هذه الافتراءات هو التشكيك في تشييد الأهرامات بأياد أجدادنا المصريين القدماء.
فيما أوضح الدكتور خلف الميري، أن الأزمة الحقيقية تكمن في أن بعض الناس يتصور أنه عالم ببواطن الأمور، فهناك فارق بين المؤرخ الذي يتجرد من الذاتية وبين الذي يتصور أنه يملك الحقيقة المطلقة؛ فالمؤرخ "الفيسبوكي" الذي يستقي التاريخ من مواقع التواصل الاجتماعي خطر حقيقي يجب التصدي له، والمسألة وصلت إلى حد أن من يقرأ بضعة كتب يتخيل أنه مؤرخ، لذا من الضروري توخي الحقيقة، حتى أولئك الذين يكتبون مذكراتهم، فنحن نعاني من بعد تشكيكي وتفكيكي، وهو ضربة قاصمة للهوية على المدى البعيد.
وأكد على ضرورة الاهتمام بدراسة التاريخ كمادة قومية في المدارس وكل الجامعات، أسوة بما يحدث في الدول العربية، كما أهاب بالمجلس الأعلى للثقافة بصدور نشرة للرد على المغالطات، وإتاحة الفرصة في البرامج الإعلامية للرد على المغالطات والشائعات التاريخية.
|