القاهرة 31 يناير 2023 الساعة 08:49 ص

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين"، اليوم الاثنين، إقامة ندوة تحت عنوان "صلاح جاهين وفن الكاريكاتير"، ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، بمشاركة كل من الفنان عماد عبد المقصود، الكاتب الصحفي والباحث عبد الله الصاوي، فنان الكاريكاتير هاني شمس، وأدارتها الكاتبة الصحفية مروة موسى.
بدأ الفنان عماد عبد المقصود الندوة، مؤكدا أن رسامي الكاريكاتير في الأغلب لا يهتمون باسترداد أعمالهم بعد النشر، وذلك الأمر كان يؤدي إلى التخلص من هذه الأعمال التي تكتظ بها الدولايب الصحيفة، وهذا ما حدث أيضًا مع رسوم الكاريكاتير الخاصة بصلاح جاهين، التي لم يحاول جاهين استردادها، فكان يتم التخلص منها، حتى تنبه أحد الأشخاص إلى هذا الأمر، وبدأ في تجميع بعض أعماله قبل أن يتم التخلص منها في مجلة "صباح الخير".
وأشار إلى أن صلاح جاهين كان رسام كاريكاتير سابق عصره، وله العديد من الإبداعات التي كان يرصد فيها الواقع من خلال أعماله، ويقدم للقاريء من خلال هذه الرسومات وجهة نظره تجاه الأحداث بطريقة صادمة، فكان يفضح الفساد والبيروقراطية بجرأة كبيرة في رسومه الكاريكاتيرية، وكان "جاهين" قادرا على الوصول بدقة لجمهوره المستهدف من الكاريكاتير الذى يقدمه لهم.
وقال الكاتب الصحفي والباحث عبد الله الصاوي في كلمته إن صلاح جاهين كان له خط مختلف ومتميز في فن الكاريكاتير، والمفارقة في الأمر أنه رغم أن هذا التميز في فن كاريكاتير عنده، إلا أنه دخل مجال الكاريكاتير بالصدفة!
وأضاف أن الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت في السابق كتابين عن الأعمال الكاملة لكاريكاتير صلاح جاهين، إلا أن الأعمال الكاملة لكاريكاتير صلاح جاهين التى رسمها في مجلة صباح الخير تحتاج إلى مجلدات لجمعها وليس فقط مجرد كتابين، وفي العموم لم يصدر عن كاريكاتير صلاح جاهين سوى أربعة كتب فقط قبل الكتابين اللذين أصدرتهما هيئة الكتاب، مشيرا إلى أن تراث صلاح جاهين الكاريكاتيري لم تهتم مجلة صباح الخير بتجميعه وهو ما أدى إلى اندثار هذا الترات الكاريكاتيري الضخم لصلاح جاهين.
ولفت الفنان هاني شمس إلى أن الكاريكاتير المصري مر في تاريخة بمراحل متعددة، حيث كان الكاريكاتير في مصر يرسمه الأجانب في فترة العشرينات، وبعدها بدأ الفنانين المصريين يرسمونه ليتحول الكاريكاتير إلى نوعين من الكاريكاتير، إما كاريكاتير سياسي يهاجم أشخاص لحساب أشخاص آخرين، أو كاريكاتير اجتماعي ولكنه كان غير معبر عن الأزمات التي يعاني منها المجتمع، ولكن عقب ثورة 1952 وما صاحبها من تغييرات في الواقع المصري، ومع ظهور مجلة "صباح الخير" وظهور كتيبة من الرسامين بقيادة صلاح جاهين، بدأ يظهر نوع جديد من الكاريكاتير، هو الكاريكاتير السياسي الاجتماعي، وهذا النوع كان صلاح جاهين هو من ابتدعه وصاحب الفضل في ظهوره، وبدأ يسير على نهجه العديد من الفنانين المصريين.
وأضاف أن الرسام إذا رغب في تعلم فنون الكاريكاتير كان يقال له ابحث في مجلة "صباح الخير"، خاصة أن هذه الفترة كانت أخصب الفترات في تاريخ فن الكاريكاتير، فقد مهد "جاهين" لكل الفنانين الذى أتوا بعده على الطريق، ليتحول فن الكاريكاتير إلى فن يعبر عن المواطن وعن المجتمع، كما أن رسومات "جاهين" كانت تتميز باختياره بحرص شديد للشخصيات التي يرسمها، وأيضا كان يجيد استخدام الملابس التي يلبسها شخصياته للتعبير عن الفكرة، فضلا عن اهتمامه برمزية المكان في رسوماته من أجل توصيل الفكرة بسلاسة للمواطن، بعد جهد كبير يقوم به لإخراج هذه الرسومات.

|