القاهرة 30 يناير 2023 الساعة 01:44 م
حاورته: إيمان السباعي
"عام العنقاء" رواية القاص والروائي المصري محمد ذهني الثالثة صدرت هذا العام عن دار بتانة، والرواية بطلها روائي أيضًا وتدور أحداثها حول أحد الروائيين المغمورين الذي استيقظ ذات ليلة من حلم عجيب، رأى فيه نفسه وجميع من حوله يعرفون بصورة غامضة أنهم على وشك أن ينسوا كل شيء.
ماذا سيبقى من الإنسان لو نسي كل شيء؟. يحاول (الروائي) كتابة رواية إذن تعيد الذاكرة المفقودة.
عن عام العنقاء وعن الكتب والكتابة حاورنا محمد ذهني..
*يحيلنا عنوان عام العنقاء إلى الأسطورة.. فإلى أي حد ترتكز على الأسطورة الخيالية والتاريخ الحقيقي في الكتابة.. يخيل إليّ أحيانًا أنهما ليسا نقيضين كما يبدو؟
- استعرت من الأسطورة معناها فقط، فالعنقاء الطائر الأسطوري اشتهر بدورة حياة عجيبة. حين يبلغ أرذل العمر لا يموت بل يحترق ويخرج من رماده فرخ جديد ليبدأ حياة حديدة. لذلك كانت الحالة أو المتلازمة التي تسيطر على الأبطال أشبه بدورة حياة العنقاء.
*بين سفر الغرباء-2014 وعام العنقاء-2023، 8 سنوات تقريبًا ..أم أكثر؟
لو نتحدثنا عن النشر فهم تسع سنوات، لكن بين الانتهاء من سفر الغرباء(2013) والعنقاء(2020) سبع سنوات.
*هل بدأت في كتابة الرواية فور انتهائك من سفر الغرباء؟ وهل شعوري أنها، وهي روايتك الثالثة، قد تكون تتمّة رواياتك: سفر الخروج وسفر الغرباء فيه شيء من الحقيقة؟
بالعكس هي بداية وليست تتمة. فقط كنت سأستخدم ثيمة العنوان التوراتي وأسميها سفر الرؤيا، لكن أحد الأصدقاء نصحني ألا أفعل وحسنًا فعل. سفر الخروج كانت سياسية تبشر بتكملة لكن أتت ثورة يناير فلم يعد هناك داع لتكملة الحكاية بأسفار أخرى. وجاءت سفر الغرباء، وهي الأكثر حظًا في النشر إذ لم تنتظر ثلاث سنوات مثل بقية أعمالي فنشرت في خلال سنة، لكن حظها في القراءة لم يكن الأفضل فهي تتضمن كثيرًا من أحداث ثورة يناير فلم تحظ بالقراءة إذ اعتبرها البعض سرد أحداث يحفظها الجميع. لذلك أصررت أن أنزع نفسي من الرواية والقصص السياسية. انتظرت عامين بعد سفر الغرباء حتى أتتني فكرة الرواية. والتي أعتبرها بداية لمشروع أتمنى أن أجد العزيمة لإكماله.
بطل روايتك روائي مغمور.. لماذا جعلته مغمورًا.. ربما يكون هذا سؤالا غريبا.. لكن هل كان لهذا أهمية فروايتك عن النسيان، في رأيي الروائي المغمور والرواية المغمورة ينتميان إلى منطقة النسيان أيضًا؟
هناك حالة عشتها خلال الرواية من أول الفكرة أنني أكتب رواية عن شخص يكتب رواية، ولأنه مبتدئ تخرج الرواية بها عيوب تؤثر على أحداثها مما يؤثر على أحداث روايتي أنا. فكأنني ممسكًا روايتي أنظر في مرآة فأجده ممسكًا بروايته. فهو - كما تخيلت نفسي- لا أحد يعرفه ولا أحد سيقرأ تلك الرواية، فهي منسية لا أحد يعرف بوجودها.
*صدر لك ثلاث مجموعات قصصية.. فأيهما تفضّل كتابته: القصة أم الرواية؟
كتبت حوالي مئة قصة وكل قصة هي وحدة مستقلة بذاتها كأنها رواية. في مقابل ثلاث روايات، لذا أجدني أكثر راحة في كتابة القصة بدافع الخبرة والتعوّد وأنا أكتبها، فأكبر قصة لن تستغرق أكثر من أسبوع ولو خرجت أدنى من المستوى سأتركها. لكن الرواية مشروع صعب تنفيذه صعب لاحتياجها لتنظيم الوقت وهذا ما أفتقده، كما أن التراجع عن كتابتها أصعب. وهو ما حدث مع عام العنقاء. بداية وتوقف وعودة ومراجعة وتوقف لأعوام. لم أستطع تركها ولم أتمكن من إكمالها ولا كتابة غيرها ما عدا القصص القصيرة التي أعتبرها خيانات صغيرة وسط علاقة طويلة الأمد ومتوترة.
*بمناسبة معرض الكتاب، أعرف أنك قارئ "لا يعجبه العجب".. فهل هناك كتب بعينها، الروايات خصوصًا، تود أن تقرأها هذا العام؟
رغم أني لا يعجبني العجب فأنا حريص على متابعة كتاب جيلي وتطور كتاباتهم. أحاول البحث عن إصداراتهم، لكن هذا العام قليل منهم له إصدارات.
لكن هناك كتاب كان لي تجارب في قراءة أعمالهم القصصية وسأحرص على قراءة إصداراتهم الجديدة مثل عادل عصمت ومحمد خير فلكل منهما مجموعة قصصية صدرت هذا العام. وهناك رواية سمعت عنها كلامًا إيجابيًا لأحمد صبري أبو الفتوح (تاريخ آخر للحزن).
أصدر محمد ذهني ثلاث مجموعات قصصية باعث الموتى- مجموعة قصصية- روافد 2018 ، النبوءة الدار للنشر و التوزيع 2009، صلاة الوحوش كتاب اليوم 2010. وصدر له ثلاث روايات: سفر الخروج دار هيباتيا 2012وسفر الغرباء 2014وأخيرًا عام العنقاء بتانة 2023
|