القاهرة 28 يناير 2023 الساعة 09:55 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات النشاط الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين"، إقامة ندوة بعنوان "من الأدب النسوي العربي" بمشاركة كل من الكاتبة والقاصة الإماراتية مريم الساعدي، والشاعرة العراقية شهد الراوي، والكاتبة الروائية البحرينية ليلى المطوع، والكاتبة الروائية المصرية رشا سمير، وأدارتها الإعلامية سارة حازم.
واستهلت الندوة بكلمة الإعلامية سارة حازم حيث قالت: تعددت واختلفت التعريفات حول الأدب سواء كان هذا النوع من الأدب ما يناقش قضايا المرأة ويهتم بالموضوعات المتعلقة به، أو أنه الأدب الذي تكتبه المرأة بشكل عام سواء كان مهتم بقضايا المرأة أو يناقش قضايا أخرى.
من جهتها قالت الكاتبة الروائية المصرية رشا سمير، إن مصطلح الأدب النسوي هو مصطلح يحيلنا إلى التصنيف، والذي بدوره يضعنا أمام ما يمكن وصفه بتقزيم القضية بشكل عام، خاصة أن وضع المرأة في خانة أنها لا تستطيع أن تكتب إلا عن القضايا التي تخصها، ولكن بالأصل القضايا التي تخص المرأة يكتب عنها الرجل والمرأة معا، وكان أبرز نموذج يجسد هذا هو الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، والكاتب صنع الله إبراهيم.
وتابعت أن قضايا المرأة تبنتها نساء مصريات رائدات مثل هدى شعراوي، وغيرها وقد طالبن بحقوق أساسية للمرأة كالحق في التعليم والحق في مباشرة الحقوق السياسية، ومن هنا فإن الأدب النسوي لا وجود له، ولكن تبلورت قضايا نسوية يتم الدفاع عنها وتداولها عبر نصوص المرأة الإبداعية.
وأوضحت سمير: أنه "لا يليق ونحن في مطلع ألفية جديدة أن تخصص كوتة للمرأة للوصول إلى مناصب أو مكانة، ولكن يفضل أن تصل وفقا لمجهودها وليس من خلال "كوتة"، ومن هنا فلا يمكن أن تصنف الأدب وفقا لتداوله لقضايا المرأة إلى نسوي أو أدب ذكوري، خاصة أن أهم قضايا المرأة تناولها ودافع عنها رجال.
وأكدت الكاتبة العراقية شهد الراوي أن "الحركة النسوية" هي فلسفية تنهل من روافد متعددة قائمة على نظرية فلسفية، أما على مستوى الأدب النسوي، وعلى الرغم من عدم تفضيل تصنيف الأدب باعتبار أن الأدب لا يمكن تصنيفه على أساس الجنس، ولكن في العالم العربي هناك أديبات عربيات كتبت نصوص نسوية مارسن فيها الفلسفة النسوية على النص مما يهشم البناء الأساسي للغة باعتبارها لغة ذكورية، وهو أدى إلى تعرض هؤلاء الكاتبات لانتقادات كثيرة.
واختتمت الراوي أن الأدب الذي تكتبه النساء لا يختلف بطبيعة الحال عن الأدب الذي يكتبه الرجال، وحال تم كتابة نص محمل بأيديولوجيا جندرية فهذا يؤدي إلى إنتاج نصوص مشوهة.
وأشارت الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي إلى أن الكتابة من المفترض ألا يتم تصنيفها إلى نسوية أو غير ذلك، فالكتابة التي تتصدى لقضايا المرأة بشكل خاص هي نوع يكتبه باحث وليس مبدع، فالمبدع يكتب دون أن يحدد قضايا معينة ليتبناها، خاصة أنه دائما يكتب ليعبر عن حل أو موضوع إنساني سواء كان يمس المرأة أو غيرها.
وأضافت الساعدي أن القضايا النسوية لا يمكن إنكارها خاصة في المنطقة العربية، وما يرتبط بها من طبيعة الوعي الجمعي لمجتمعاتنا العربية والموروث الثقافي والاجتماعي وهو ما ينعكس على المرأة بشكل عام، وهذا لا يعني أنه مبرر لوجود كوتة للمرأة في الأدب من خلال طرح ووضع تصنيفات أدبية مثل ما نناقشه اليوم “الأدب النسوي هو أحد أوجه ذلك الدعم الذي نحتاج إليه ونبحث عنه في طرح قضايانا".
وقالت الكاتبة الرواية البحرينية ليلى المطوع: "لاشك أن قضايا النساء يكتب عنها النساء بشكل أفضل من الرجال، فهناك مشاعر إنسانية نسوية، لا يستطيع الرجل أن يعبر عنها، فتكوين المرأة مختلف بشكل كبير عن الرجل ومهما تخيل الرجل أثناء كتابته عن المرأة لا يمكن له القبض على تلك اللحظات والمشاعر وبالتالي فالتعبير عنها غالبا لا يمكن للكاتب الرجل الوصول إليه، وهناك أمثلة مثل قضايا الأمومة والتي بطبيعة الحال يعجز الرجل عن تجسيد تلك القضايا عبر كتابته.
وأكدت المطوع أن "الأعمال الأدبية يجب أن تصحح المفاهيم التي تعطي تمييزا سلبيا ضد المرأة، خاصة أن هناك صورة نمطية خاطئة عن المرأة تحتاج إلى أن يتم تصحيحها.
|