القاهرة 26 يناير 2023 الساعة 09:52 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب 2023، عقدت اليوم ندوة بعنوان "صلاح جاهين ودوره في الشعر"، شارك فيها كل من: أمين حداد، وبهاء جاهين، وسامح محجوب، وأدارها مسعود شومان.
استهل شومان الندوة بسرد مشوار جاهين منذ ولادته موضحا أن صلاح جاهين من مواليد 1930، وهو شاعر ورسام كاريكاتير وصحفي وفنان، التحق بكلية الفنون الجميلة ثم تركها والتحق بكلية الحقوق. وفي منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام كاريكاتير في مجلة روزاليوسف، ثم في مجلة صباح الخير التي شارك في تأسيسها، ثم في جريدة الأهرام حيث ظل بابا ثابتا تميز بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء. وأشهر أعماله الأدبية "الرباعيات" التي تحمل فلسفته وخلاصة تأملاته في الحياة، وقام بتلحينها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار.
وفنيا، أنتج صلاح جاهين العديد من الأفلام الخالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل "أميرة حبي أنا" و"عودة الابن الضال"، كما ألف سيناريوهات أفلام "خلي بالك من زوزو" - والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجا في السبعينيات – و"شفيقة ومتولي"، بالإضافة إلى مسلسل "هو وهي".
وبدأ الشاعر بهاء جاهين نجل صلاح جاهين كلمته قائلا: الحضور الكريم قدمنا هنا اليوم، حتى نتكلم عن صلاح جاهين كشاعر عامية وشخصية العام لمعرض الكتاب، وإن أفضل مايمكننا الحديث عنه هو صلاح جاهين القارئ، فالقراءة هي التي كونت شخصيته الإبداعية منذ البداية، وبما أن أهم شخص في حياة جاهين والدته أمينة حسن فهمي وهي من أوائل المتعلمات في مصر، وكانت تقرأ بشكل نهم، فكانت تذهب لدار الكتب بشكل يومي لتمارس القراءة في وقت كان محظور فيه على الفتيات مثل هذه الأمور، فقد ورث منها جاهين حب القراءة، وأضاف أن والدة صلاح جاهين توقفت عن العمل بعد زواجها، ولكن كانت تروي لجاهين كل ما قرأته وتعرفت عليه في الآداب والتراث العالمي.
وأوضح أن جاهين كقارئ كان يعشق الثقافة التي تقدمها الكتب، بجانب ما اكتسبه من الثقافة الشفوية، وأن جاهين من سن الـسادسة حتى السابعة عشر كان يتنقل مع والده في مختلف محافظات مصر، وحينها بدأ يكتب شعر الفصحى وكان علي محمود طه هو شاعره المفضل، ثم اختلفت ميوله وعشق بيرم التونسي.
فيما أكد مسعود شومان على أن صلاح جاهين هو الفنان الكبير متعدد المواهب، لكونه الشاعر والرسام الممثل والفنان، لافتا إلى أن جده أحمد حلمي هو أول صحفي ينتقد الذات الملكية في عهد الخديوي عباس، وأنه لايمكن إغفال أنه أول من كتب نثر العامية، حيث استلهم الكثير من الموروث الشعبي، بدءا من السيرة وصولا للعادات والتقاليد الفلكورية.
وأشار شومان الى أن أعمال جاهين لم تلق حظها من التدريس الجيد في إطار يليق بإبداعه العميق، لافتا إلى أن الخروج عن المألوف وتقديم كل ماهو جديد في اللغة كان من ضمن أبرز سمات أعمال جاهين
وقال أمين حداد: أبرز ما يعلق بذهني هي مرافقتي لصلاح جاهين في آخر رحلة له قبل وفاته، حيث ذهبنا سويًا في يناير سنة 1986 إلى الأراضي الحجازية مرتدين ملابس الإحرام من جدة إلى مكة المكرمة وفي حرم الكعبة وبين الصفا والمروة ثم في المدينة المنورة أزور معه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونصلي سويًا في الروضة الشريفة.
وأضاف أمين حداد: حينما زرنا المسجد النبوي كان الزحام شديدًا على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت له: لن نستطيع الوصول إليه فقال لي: خليك في ظهري.. وفجأة وجدتنا أمام قبره نقرأ الفاتحة وأنا مذهول من سهولة الوصول ولما سألته بعد ذلك: كيف وصلنا قال لي: "قلت لنفسي لو كان عايزني حيخليني أوصل له.. رحمك الله يا شاعرنا".
واختتم أمين حداد كلمته بقوله: أرجو أن ترتاح في رقدتك.. روحك تغمرنا محبة وجمالًا وأحفادك في القرن الواحد والعشرين يعرفونك ويحبونك ويعشقون كتاباتك وما زال الربيع يأتي وسعاد حسني تغني في عيد الربيع وعيد الأم وما زالت رباعياتك تلهم الشباب والرسامين والموسيقيين.. رحمك الله يا جاهين.
|