القاهرة 03 يناير 2023 الساعة 10:21 ص

كتبت: سماح ممدوح حسن
فى إطار احتفالاتها بالعام الجديد فى ليلة رأس السنة، وأيضا بمناسبة الاحتفال بمرور ثمانية أعوام على إنشاء المؤسسة، عُرض على مسرح مؤسسة "مجراية" بمدينة ملوي بمحافظة المنيا العرض المسرحي"فستان فرح"، والعرض من تقديم وإنتاج وتمثيل فرقة "الهاية" ببني مزار.
وقد جاءت الفرقة خصيصا من مدينة بنى مزار لعرض"فستان فرح" بعد أن قدّمت العرض وفاز بالعديد من الجوائز، منها جائزة التميز 2021 ومنحة إنتاج من مهرجان الجنوب الدولى بالاقصر، كما فازت المسرحية في مهرجان المنيا الأول 2022 بجائزة أفضل عرض مسرحي وأفضل إخراج وسينوجرافيا.
المسرحية من تأليف كيرو صابر، وإخراج ريمون أمير وسارة عفت. تصميم الإضاءة والتنفيذ إبرام ناصر. وقام بالتلحين والغناء السردي في العرض، المطرب والملحن حسين محمد حسن.
والعرض من بطولة، يوستينا ياسر، وفاطمة شافعين، ومريم محمد.
ترتكز الفكرة الرئيسة للعرض على التقاليد البالية، والتى لا تزال متأصلة في أذهان الكثيرين خاصة في صعيد مصر، فيما يتعلق بزواج الفتيات، حيث يسلط العرض الضوء على عدم اهتمام أهالي الفتيات في كثير من العائلات بتعليمهن أو عملهن، ولا شيء إلا الزواج، حتى باتت الأحلام بالنسبة لهن دربا من الخيال الذي يعتبره البعض عارا.
العرض "سينوجرافيا" ويتضمن سرد مطرب وملحن العرض "حسين محمد حسن" مأساة الفتيات اللاتي حُرمن من "أحلامهن" فقط لأن المجتمع فرض عليهن العيش فيه ووضعهن فى قالب محدد مسبقا ومَن تخرج عنه فهي سيئة الخلق.
بما أن العرض سينوجرافيا، فقد اعتمد اعتمادا كبيرا فى سرد الإضاءة والديكور والموسيقى، والسارد الملّحن، وهو ما أجاده فريق العمل، وأبدعت كل هذه العناصر فى رسم التصورات وإضفاء المعنى على فضاء المسرح، رغم بساطة الإمكانيات.
كان لمجلة مصر المحروسة لقاء مع منفذ إضاءة وديكورات العرض "إبرام ناصر" والذى حدّثنا عنه قائلا: هي مسرحية سينوجرافيا، تدور أحداث العرض عن نقد ومناقشة العادات الظالمة للفتيات فى بعض المجتمعات، بغض النظر عن تعليمهن أو أحلامهن، يجبرن على الزواج ممن لا يحببن، ومهما فعلن وأطعن لا يستطعن إرضاء مَن حولهن حتى لو أثناء مسعاهم لذلك، خسرن أنفسهن وأحلامهن، وهذا لا يقف عند جيل بعينه ولا مكان محدد، بل هذه العادات والنظرة البالية للفتاة لا تزال مهيمنة على كثير من المجتمعات رغم ما وصلت إليه البشرية من تقدم وعلم".
تميّز العرض، رغم صغر أعمار فريق العمل، بالاحترافية والموهبة الشديدة، فكما أوصل الديكور والإضاءة رسالة المسرحية، أبدع أيضا السارد المطرب الملحن المعلق على فضاء العرض بصوته المتفرد وألحانه الشجية، بالإضافة إلى موهبة ممثلات العرض واللاتي استطعن التعبير بأدائهن التمثيلي وأصواتهن عن فكرة المسرحية بكل احترافية، ولا أدل على ذلك أكثر من الممثلة "مريم" التي قال منفذ العرض بعد نهايته إنها انضمت للعمل منذ يوم واحد فقط، لكنها أجادت تمثيل أدوارها المتعددة، الفتاة والجدة والأم والفتى، بإجادة وموهبة فذة.
تثبت الجهود المبذولة كافة من الفرق الإقليمية سواء الفرق الخاصة أو الفرق التابعة لهيئات الدولة المختلفة، أن الفن هو وحده القادر على التغيير ومحاربة كل مظاهر العنف الفكري والفعلي، وقادرة أيضا على كسر دائرة المركزية الثقافية والفنية.
|