القاهرة 31 ديسمبر 2022 الساعة 02:17 م

بقلم: د. حسين عبد البصير
مع آلاف السنين التي مرت وتمر عليها يزداد الولع بها والشغف من أجل كشف أسرارها، وتتكاثر ألغازها يومًا بعد يوم، ونحاول أن نكشف عن أسرارها كلما ظهر لنا جديد. وهناك الكثير من الهواة من كثير بلاد العالم الذين يعدون من مجانين الأهرامات، حيث تعد أهرامات مصر هي أكثر آثار الدنيا إثارة للجدل وسوف تستمر في ذلك؛ بسبب الاختلاف حولها من حيث هوية من بناها، وكيف تم بناؤها، والسبب الحقيقي وراء تلك الأهرامات الضخمة والمثيرة. وعلى سفح الأهرامات يقف الناس مذهولين من روعة وجمال ودقة وضخامة البناء. وسوف يظل الوقوف أمام أهرامات مصر حلمًا يراود جميع الناس في العالم كله.
إن الناس في العالم شغوفة بالأهرامات أكثر من أي أثر، وكل يوم تزداد الأهرامات غموضًا وسحرًا وجمالاً وإثارة وجاذبية، وتجعل الإنسان الحديث بكل تقنياته العلمية يقف عاجزًا حائرًا أمام بناء يتحدى الزمن بناه المصريون القدماء بآلات بسيطة، ومن دون إسمنت، وقد حاول الكثير من العلماء الآثار حل لغز الغرض من بناء أهرامات مصر، خصوصًا هرم الجيزة الأكبر، وتوصل كل منهم إلى ما وصفه بالحقيقة في الجانب الذي يهمه، كما حاول البعض تفسير ما جاء في متون الأهرامات وبرديات الفراعنة ومخطوطات المؤرخين والكتب السماوية أحيانًا.
وذكر المؤرخ المصري مانيتون أن الملك خوفو كان أحد أنصاف الآلهة، جمع من الحكمة والمعرفة المقدسة، وكان مصلحًا وساحرًا، كان بناء الأهرامات هو المشروع القومي في مصر القديمة. وكان كل الناس يتسابقون ويتطوعون لبناء الأهرامات. وقال البعض إن الأهرامات لم تُشيّد كمقابر لدفن الملوك، وإنما كانت ذات علاقة بعلوم الفلك، وأن الذين بنوا الأهرامات كانوا هم كهنة الشمس في مدينة أونو، وبنوا مرصدا للتنجيم هناك.
وادعى البعض أن الهرم الأكبر، على سبيل المثال، بُنى على مرحلتين، الأولى كمرصد فلكي لإله الشمس، وأن الإله تحوت، رب الحكمة والمعرفة، أمر ببنائه لتُحفظ به أسرار الكون السماوي ويتلقى به كهنة الشمس رسالة الإله. والمرحلة الثانية هي استخدامه كمقبرة، فاستكمله الملك خوفو.. هذه قصة، وغيرها وغيرها الكثير من قصص وحكايات عن الأهرامات المصرية التي لا تنتهي أبدًا.
|