القاهرة 06 ديسمبر 2022 الساعة 10:56 ص

قصة: أسماء عبد المحسن
أَحبَّ فنجان الشاي رائحة العصير، فتمنى لو يصبح كوبا، مخصصا للمشروبات الباردة..
فقال في نفسه: لابد وأن أفكر في وسيلة، تزيح هذا الكوب من طريقي، وفعلا جاءته فكرة شريرة، نفذها في اليوم التالي..
حاول أن يغيظ كوب العصير الطيب، ولكن لم يرد عليه، فتضايق جدًا، وقال للكوب: إنك أبرد من العصير الذي بداخلك.
وصعد فوق المائدة وأسقطه على الأرض، فتكسر تماما.
حزن صاحب الكوب كثيرًا، أما فنجان الشاي فقد تظاهر بالحزن
وقال: كان يحبني ويخاف علي، كيف أعيش من بعدك يا صديقي؟
ربت صاحبه على يده وقال: لا تحزن إنه خطئي، لأني تركته على طرف المائدة.
ومرت الأيام، كلما اشترى صاحبه كوب عصير، يتشاجر معه ويكسره، ليقنع صاحبه في خبث بفكرته ويقول له: أرى أنها أكواب عصير رخيصة، ليس لصديقي العزيز مثيل".
دعك منهم سيدي، لقد فكرت في حل يريحك من كل هذا التعب، وهو أن أضحي بكوني فنجان شاي، وأصبح لك كوب عصير!
فنظر إليه صاحبه مستغربا! وهو يضحك بأعلى صوته.
وقال: شكرا لك يا فنجاني الطيب، على إخلاصك، وتضحيتك الكبيرة هذه..
وفعلا أصبح كوبا للمشروبات الباردة، والمشروبات الساخنة في وقت واحد.
غنى سعيدا وقال: أنا الفنجان أنا الفنجان، ملك البارد والساخن في كل عصر وزمان، أنا الفنجان أنا الفنجان..
ولكن مع الوقت بدأ يشعر الألم، من سخونة الشاي، وبرودة العصير داخله، وهو يشكو دون أن يسمع له أحد.. حتى استيقظ ذات يوم صاحبه ووجده قد انقسم إلى نصفين!
|