القاهرة 04 ديسمبر 2022 الساعة 05:14 م
كتبت: همت مصطفى
صدر حديثًا النص المسرحي "سلطان الحرافيش" للمؤلف والناقد د. طارق عمار عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة نصوص مسرحية للعدد 196 وقال طارق عمار لمجلة مصر المحروسة: مسرحية "سلطان الحرافيش" تتناول فترة حرجة من التاريخ المصري، حيث يعرض النص الستة أشهر الأخيرة من دولة المماليك قبل احتلال العثمانيين لمصر، وما أبداه المصريون في تلك الفترة من بسالة في مواجهة المحتل تحت قيادة السلطان الأشرف أبو النصر "طومان باي"، إلى جانب تناول الأسباب الحقيقية للهزيمة وما كان يعتري مصر في تلك الفترة من تفتت للجبهة الداخلية، وهو ما حاول "طومان باي" تصحيحه من خلال توحيد المصريين على قلب رجل واحد لمواجهة الطغيان والاستعمار، إلا أن الأوان كان قد فات لذلك.
وتابع "عمار": النص الجديد هو التجربة التاسعة عشرة لي في التأليف المسرحي، حتى أنني حاولت أن أجرب من خلاله فكرة فصل اللغة واستعمال الفصحى والعامية داخل بنية نفس المشهد.
يشار أن النص قد عرض للمرة الأولى على خشبة المسرح المركز الثقافي بمدينة طنطا للموسم المسرحي لعام 2019، من إخراج الراحل السيد فجل ومن بطولة نجوم فرقة الغربية القومية المسرحية، ومن إنتاج الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وحقق النص بعد عرضه عدة جوائز بالمهرجان الختامي لفرق الأقاليم لدورته (44)، حيث حصد النص جائزة أفضل نص، كما حصلتُ على جائزة أفضل أشعار عن العرض، والذي حصد أيضا على جائزة أفضل عرض/ للمركز الثالث إلى جانب جوائز أفضل ممثل رجال لفنان والممثل حاتم الجيار، وأفضل ألحان للموسيقى عبد الله رجال وأفضل ديكور لسمير زيدان، وأفضل مخرج للسيد فجل.
وشارك عرض "سلطان الحرافيش" كذلك في المهرجان القومي للمسرح المصري، لدورة عام 2019، وحصل الممثل والفنان حاتم الجيار على جائزة أفضل ممثل رجال، في تلك الدورة عن دور "طومان باي."
وأشار الباحث والناقد "إبراهيم أحمد" بعد قراءته للنص المسرحي "سلطان الحرافيش": أعجبني اتكاء النص على لحظة تاريخية حرجة، وأن النص لم يصب غضبه على المحتل وإنما صبه على الخائنين والفاسدين؛ فبسببهم لم تكن لتحدث الهزائم، وأريد أن أشيد بالآتي:
- حضور المؤرخ ابن إياس في مدخل كل مشهد وفي نهاية المشهد الأخير، حيث لم يؤرخ بطريقة تقليدية، إنما بأسلوب مجازي شعري، بارع في التصوير وعميق في إبراز الألم.
- استبدال كلمة مشهد بعنوان مركب يمكن تأويله وقد دلت هذه العناوين على أزمنة (الهزيع الأخير، آخر الليل) وأمكنة (قمر أحمر، أسوار الصمت) وأحداث (أسنة البرق، هزيم الرعود، أمطار الملح، عاصفة الدم) وكلها عناوين وصفية تعمل ذهن القارئ ويمكن أن تعرض خلال تجسيد العمل من خلال تقنية البروجيكتور.
- تراوح النص بين لوحتين، لوحة وجود "طومان باي" في السجن ومحاولة إقناعه بالهرب، سواءً من سليم أو من أنصاره، وبين لوحة تتناول الأحداث من بدايتها وحتى سجن طومان.
وختم إبراهيم أحمد: أما ما كنت أتمناه من النص وهو أمر راجع لي ولا يقلل من قيمة النص، فقد كنت أتمنى أن يتكلم "طومان" مع العامة بلهجتهم؛ فهذا يعمق الألفة بينه وبينهم، ولم يكن هناك داع للمشهد بين إحسان وابن حكيم حينما كانت تشكوه للقاضي من وجهة نظري، فقد كان مشهدًا طريفًا وسط المشاهد المأساوية، لكن استمرار الحالة السوداوية أفضل للنص في تصوري، وكنت أتمنى كذلك ألا يعاقب حسن، بل يأخذ ما وعد به، فليس ضروريا أن تكون عاقبة الخائن في الدنيا، بل هناك خونة كثر كانت حياتهم رغيدة إلى أن ماتوا.
|