القاهرة 13 نوفمبر 2022 الساعة 08:31 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد.. لم أكن أعلم أن الأيام تمر بمثل هذه السرعة، مر عام كامل على بدء رسائلنا.. فكرت كثيرًا كيف أكتب لك هذه المرة، كيف أحتفل معك، وبك، وبكل من يحبك؟.. حتى هداني تفكيري لسؤال طالما سألته لنفسي!
ما الذي أريد أن أخبرك به خلال هذا الكم الهائل من الرسائل؟! لم أجد إجابة محددة! غير أن موعد الكتابة لك أصبح نوعًا من الإدمان المحبب للنفس! الكتابة إليك ما هي إلا جرعات حب، وحبات تفاؤل، وحقن منعشة للروح وللجسد بلغة الطب..
طرحت السؤال ذاته على أولادي.. مازحوني قائلين: نشكره لأنه لحّن لحنا واحدا راق لها، رصاصة واحدة صوبتها لقلبها فاستقرت به وتناثرت شظاياها حولنا وحولها، نحملك مسؤولية إرغامنا على سماع لحنك الملحمي الخالد كل لحظة وكل ثانية! واصلت تساؤلاتي للجميع.. انهال عليَّ سيل من الرسائل.. كلها شجن، وحب، وتفاؤل، وأمل.. سعدت كثيرا أن رسائلنا تؤثر على هذا النحو بهم، بل ولها هذا التأثير الآسر!
عزيزي عمر خورشيد.. لن أسترسل كثيرا في البوح هذه المرة، وسأترك ناصية القلم تخط وتنقل لك مشاعر وحب جمهورك العزيز، من أصدقاء وصديقات المجلة:
• تقول صديقة المجلة "آية حماد":
"عمر خورشيد رجل حساس ذو لحن مميز، يمتلك رقة تأسر القلوب.. تمنيت لو التقيت فيه، لتبادلنا حديثا طويلا عن الجمال، الحب، وما يثير شجون القلب.. عزيزي عمر، الحياة ليست عادلة على الإطلاق لذا يرحل الطيبون، ويتركون لنا جُرحًا لا يندمل، أتمنى أن تكون رحلتي مثلك خفيفة على القلوب، وذكراي لا تخفت مع الأيام".
• يقول صديق المجلة "يوسف نور:"
"كنت أظنك موسيقارا ملهما بالموسيقى فقط! اكتشفت أنك ملهم بالفكر.. فكانت الرسائل إليك إبداع فكري لم ولن ينقطع".
• يقول الصديق "هشام محمد علي:"
"أكتب إليك بصفتي أحد عشاق ألحانك، قد يكون مرّ على فراقك ما يزيد عن عمر بعض محبيك، ومع ذلك وقع ألحانك الساحرة كان من العمق أن عبَر الزمن ببراعة كبراعة أناملك على الأوتار.. كم أتعجب أن يغنى الجيتار الغربي ألحانا عربية! هل تأثر بك وانصاع لأناملك؟! أم أنت أمرته فأطاع؟! عزيزي عمر خورشيد، أكثر ما يعجبني في سيرتك وألحانك هو الدأب.. نعم الدأب الذي جعلك تدخل الـ(الربع تون) (لدساتين) الجيتار فتلبسه عفريت الشرق وتطرد عفريت الغرب، ويغني بالعربي الفصيح، بل والعامية المصرية.. كم نحتاج جميعنا لذاك الـ(الربع تون) كى يعيد لنا مصريتنا وشرقيتنا الجميلة، لنطرد بها عفريت الغرب وما معه من تكلف ونفاق وتقليد أعمى.. فتحياتي لذكراك وأصالتك التي لن تموت."
• الصديق "يوسف كامل":
"منذ رحليك لم أجد جيتارًا يمتعني مثلك".
• الصديقة "صفاء كمال":
"ليتك معنا في هذا الزمان لتسمعنا وتطربنا بأجمل الألحان، وتنقذنا من فوضى هذا العصر وأشباه الموهوبين".
• الصديق "أحمد إمام":
"إلى ذلك القريب البعيد، أكتب إليك وأنا على يقين من أن معانيها ستصلك دون أن تقرأها، فالروح تقرأ ما لا تقرأه العينين، أكتب إليك وأنا ممتلئ بالشوق والشوك، ولكني أتمنى ألا يصل إليك إلا شوقي، أود أن أخبرك أن الله يمنّ عليّ من وقت لآخر برؤياك في أحلامي التي لا تفارق أجفاني، دمت بخير.. طيفي العزيز".
• الصديقة "أمل القصاص":
"كم كانت أرواحنا محظوظة أن تشهد حديث روح سطعت بشمسها، لتضئ بقلوبنا مكان روحك المنطفئ منذ رحيلك، واستطاعت أن تحيي روحك من جديد بنبض تلك السطور الرقيقة الصادقة."
• الصديقة "أمنية إبراهيم:"
"أصبحنا في آخر الزمان، وأنت نجم كل زمان وستظل".
• الصديقة "ولاء بيبرس":
"دعيني أخبرك أنه بخلاف حبي الكبير للفنان القدير عمر خورشيد؛ أحب أن أرسل شكري العميق نيابة عنه للكاتبة أمل زيادة، التي سمحت لنا بإحياء ذكراه مرة أخرى، خاصة لحنه العظيم الذي لم يفارق آذاننا في أوقات النصر، في احتفالات أكتوبر المجيدة.. كتاباتك الدورية عنه تشعرنا بأنه ما يزال حيا في قلوبنا، لدرجة أننا سوف نطلق عليك لقب "أمل خورشيد" لشدة تعلقنا بمقالاتك عنه، التي ننتظرها من الحين للآخر.. نشكرك مرة أخرى، ولكما منا كل تحية وتقدير.
• الصديق "وائل العيسوي":
"تمر أيام عمرنا بسرعة، أيام مليئة بالعديد من الأحداث التي تتأرجح ما بين السعادة والحزن، الجمال والقبح، معك ينتصر الجمال، وتبقى السعادة، ويستمر الحب، ويبقي الأمل. أختزل السعادة والأمل والحياة في ألحانك، خاصة لحن رصاصتك الملحمي الذي رافقني منذ صغري، وعشقته دومًا، لحنك الملحمي هذا كان الحافز الأوحد والدافع الأكبر لي لأصبح ضابطا بقواتنا المسلحة، أعتبره لحنا تاريخيا، كان سببا في التعرف على رسائلها التي لن تصل أبدًا! أمتن كثيرا لك على كل شيء، دام لحنك الأبدي الملحمي، ودائما على موعد مع الأمل والحب والحياة والحرية، دائما على موعد مع العزة والنصر والكرامة، والمزيد من الانتصارات.
• الصديقة "نهى صلاح":
"عزيزي عمر، لا أخفي عليك أني كل حين وآخر أبحث عن موسيقى فيلم "حتى آخر العمر"، فلهذا الفيلم، وهذا اللحن مكانة خاصة في قلبي، لقد أحببت الفيلم عندما كنت في السابعة من عمري، وقعت في غرامه حقًا، كنت أنتظر عرضه في ذكرى أكتوبر لكي أستمع للحنك، فلم يكن متاحا كالآن على المنصات الموسيقية وما شابه.. عزيزي عمر، كنت أشاهد بالأمس لقاءك مع سمير صبري، أنت متحدث جيد، وعازف جيد، وممثل جيد.. أنت حقًا كذلك.. أدرك أن هذه الرسالة لن تصل إليك، ولكني وددت أن أخبرك أنك صرت صديقي رغمًا عنك، فأنا من معجباتك المخلصات، أعرف كل مؤلفاتك، وأحفظ كل أفلامك أكثر من دروسي ومحاضراتي.. لذلك أنت صديقي منذ زمن بعيد، صديقي حتى لو رحلت عن هذا العالم.. عزيزي عمر، أتمنى أن تكون سعيدًا الآن بقدر محبتي لك وأكثر.
• الصديقة "إنجي مطاوع":
"بالرغم من إعجابي الشديد بك وبرجاحة عقلك حد تقبلك الاعتراف ودعمك لأختك في وقت أزمتها، التي لم أكن على دراية بتفاصيلها إلا بالبحث مؤخرًا، فقد ازداد إعجابي واحترامي لك.. يظل سؤال يشغل ذهني.. كيف تواصلت مع صديقك من البعد الآخر؟! هذا الجن الذي يشاع أنه كان صديقك المقرب، وأنه تنبأ بنهايتك! ألم تخف عندما أخبرك بذلك؟!
• الصديق "جلال بكر":
"عزيزي عمر، بداية لك السلام وعليك الرحمة، أصدقك القول أني لم أكن أتخيل يوما أن أكتب إليك، ليس الآن أو قبل أربعين سنة ونيف.. لذا أنتهزها فرصة لأخبرك بسرٍ خاص بين رجل ورجل.. لم تكن غريمي وحدي! كنت غريما قويا لمعظم أبناء جيلي، كنا نغبطك على ما تتمتع به من جاذبية تصل حد الهوس من فتيات جيلنا.. أما عن قصتي معك فسأرويها لك، لعلي أعيش أجمل لحظات وأيام حياتي مرة أخرى.. في أكتوبر 1983 قابلت "عزة" الطالبة بالفرقة الأولى بكلية التربية جامعة طنطا، أهديتها في لقائنا الأول كلمات قصيدة "من أجل عينيك عشقت الهوى"، تجاهلت ما قدمته، وكان أول تعقيب لها على ما فعلت سيل من الأسئلة.. هل رأيت عمر خورشيد وهو يعزف وراء سيدة الغناء العربي؟ أليست ابتسامته ساحرة؟ أشعٌرتَ به يغوص في أعماق جيتاره؟ ألست معي أنه يعزف بروحه وليس بالجيتار؟ لك أن تتخيل أنني حتى لم أكن قد رأيت الأغنية مصورة، ولم أرَ ابتسامتك و..و.. ولكني شعرت بالغيرة منك وقررت أن أعرف المزيد عن "غريمي" -بشكل أو بآخر- في فكر حبيبتي.. شيء فشيء بدأت أستعذب ابتسامتك، أكرر وأكرر الثواني التي سمح بها ملحنو أغنيات "هذه ليلتي، ودارت الأيام، أمل حياتي" لك أن تنفرد بالعزف.. لم تعد "غريمي"، وأصبحت عندي "عزيزي عمر".. ثم "صديقي عمر"..
صديقي عمر، هل أطلت عليك الحديث؟ هل تحب أن أروي لك باقي قصتي مع "عزة"؟ هل ستتعجب إذا أخبرتك أننا كثيرا ما اجتمعنا على تحليل إيماءاتك وأنت تهيم عزفا؟.. سامحني إذ أنهال عليك بسيل من التساؤلات، وكأنني -بلا وعي- أخاف أن تكون هذه الفرصة الوحيدة التي أستطيع فيها الكتابة إليك..
صديقي عمر خورشيد، هل تعلم أنني و"عزة" سخرنا كثيرًا من نهايات قصص الحب بين زملائنا في الجامعة وقتها؟ وأننا مع كل نهاية لقصة حب عاصرناها كنا نقسم بأننا سنبقى سويًّا حتى آخر العمر؟! لكن يا للعجب! لم يفِ أحدنا بوعده للآخر، أو يمكنك القول بأني مَن خذلتها، وأنني مَن تركتها وحيدة وسافرت بحثا عن لقمة العيش في بلاد العرب والعجم وبلاد لم تتوحد فيها اللغة حتى يومنا هذا!
عزيزي عمر، هل أطلت عليك؟ معذرة يا صديقي فأنا لم تسنح لي الفرصة للحديث إليك في السابق، ولست أدرى إن كانت هذه فرصتي الوحيدة للكتابة إليك، أم أن مقص الرقيب -الذى عانيت منه أنت يوما ما- سينال من كلماتي أيضًا؟! آمل أن نلتقي مجددا.. دمت نغمة تسمو بأرواحنا إلى آفاق الذكريات.. صديقك.. جلال".
عزيزي عمر خورشيد.. لا يمكن أن أختم رسالتي دون أن أخبرك برسالة صديقة الممر، شريكتي على مدار عام في الكتابة إليك.. تقول: "كلما كتبت لك أجدني اكتب لكِ أنتِ صديقتي!".. أخبرتها أن اكتبي ولا تكترثي، سواء أكانت له، أم لي، أم خليط بين هذا وذاك..
فكتبت "عبير رمضان" :"جمعني الماضي بحب عمر خورشيد بلحنه وجيتاره، كان يسرقني من عالمي إلى عالم الحب والخيال، ومن فرط حبي له سمّيت ابني باسمه، وتشاء الظروف أن يجمعني القدر بصدفة اعتبرها أجمل صدف حياتي حدثت في حاضري، وهي معرفتي بصديقة الممر.. وكأن روح خورشيد سكنت روح أمل زيادة.. سلاما لروحك، وتحياتي للجميع لاسيما صديقتي صديقة الممر".
عزيزي عمر خورشيد.. كن بخير، وإلى لقاء..
|