القاهرة 30 اكتوبر 2022 الساعة 04:37 م
كتبت: إنجي عبد المنعم
على هامش مهرجان الموسيقى العربية 31 أُقيمت ندوة عن مشوار الموسيقار الدكتور طلال مع اللحن والنغم والموسيقى والأغنية العربية، بحضور:
الأستاذ الدكتور أحمد يوسف (عميد المعهد العالي للموسيقى العربية)، الدكتور محمد شبانه مناقشًا ومحاضرًا، وجدي فؤاد محاضرًا ومناقشًا، والمايسترو الدكتور مصطفى السيد عبد الله (أستاذ آلة الكمان في المعهد العالي للموسيقى العربية)، بالمسرح الصغير - دار الأوبرا المصرية.
تناول المحاضرون كلٌ من جهة اختصاصه الألحان التي وضعها الموسيقار العربي الشهير، سواء الطربية الكلاسيكية أو الشعبية الإيقاعية أو الحديثة ذات الروح الشبابية، وكلها سمعها الجمهور بأصوات كبار المطربين العرب من مختلف الألوان الغنائية. فقد غنّى لطلال نجوم كبار: نجاة الصغيرة وماجدة الرومي ومحمد عبده وكاظم الساهر، إلى نجوم شباب مثل سعد المجرّد مرورًا براغب علامه وهاني شاكر وأصالة وصابر الرباعي وعاصي الحلاني ولطيفة وعشرات النجوم. وهو الذي كانت له مع الراحلين طلال المداح وأبو بكر سالم تجارب تُعتبر من الأعمال الخالدة في مكتبة الغناء السعودي والعربي.
طلال، ليس مجرّد ملحن عابر، بل كتلة من الإحساس الشرقي الجميل، أجمع الأساتذة المحاضرون على أنه جدّد وطوّر الأغنية السعودية وكان له تأثيره بتجديد شبابها لتصبح عربية أوسع من محيطها الضيّق، بل وسّع محيطها لتصبح أكثر ألفة على أذن المستمع العربي الذي اعتادت أذنه على الأغنية المصرية واللبنانية.
طلال، البعيد عن الأضواء الزاهد بالظهور، يتابع ألحانه في مرحلة التنفيذ بشغف، ولا يهمل أي تفصيل مهما كان بسيطاً، ويقول عن هذا الأستاذ الدكتور مصطفى السيد عبدالله وهو الموزّع الموسيقي والمنفّذ لهذه الأعمال أنه قد تستغرق الأغنية أو القصيدة شهوراً لتكون على أكمل وجه، وهو متعب بالمتابعة والتدقيق، لكن النتيجة تنسي الجميع كل تعب. الدكتور مصطفى قدّم في كتاب خاص، "دراسة تحليلية لتطور اللحن السعودي من خلال بعض أعمال الموسيقار طلال".
في هذه الدراسة عملية تحليل دقيق لكل خطوة وكل مقطع من مقاطع الأغاني التي يعتبرها المؤلف مفصلية ومحورية، مع تقسيم وتشريح تفصيلي يجعل القارئ المهتم، فاهم بدقة لكل ما فعله طلال ليجعل الأغنية السعودية كاملة المواصفات لتقف في واجهة الغناء العربي الذي صنع كبار الملحنين مجده وتصدّره في الغناء العربي والشرقي.
ندوة قيّمة وثمينة تعتبر مع الدراسة المرفقة، مادة مهمة وغنية، تغني المكتبة الموسيقية العربية، بدراسة مضافة ذات قيمة.
مشوار الموسيقار طلال، كان على طاولة التشريح والتقييم، فالرجل يستحق بعد حوالي 800 عمل موسيقي أن نجلس على طاولة حوار ونبحث عن سرّه، بل أسراره الموسيقية الجميلة.
بعد المحاضرة طلال تغنى كل من نجمة الغناء في دار الأوبرا ريهام عبد الحكيم ومطرب الدار القدير أحمد عفت الأعمال المميزة من قصائد وأغاني للموسيقار ونالت هذه الأعمال إعجاب الحاضرين من النقاد والفنانين الذين حضروا، ومنهم:
عازف الأورج والملحن الأستاذ عبدالرحمن باحمدين، وعازف القانون الشهير الفنان مدني عبادي، ونخبة من الإعلاميين والموسيقيين، بالإضافة إلى السيدة حامده والسيد حاكم وهما ابنة وابن الشاعر الغنائي الراحل حسين السيد.
طلال مغني وملحن سعودي، كان من أوائل الذين ساهموا في نشر الأغنية السعودية خارج المملكة حيث غنى في العديد من المدن حول العالم مثل باريس ولندن، قدّم الكثير من الأعمال الموسيقية وعَمِلَ مع العديد من الملحّنين والشعراء والموسيقيين، وكان له دورٌ كبير في تطوير الموسيقى السعودية بشكلٍ عام.
|