القاهرة 27 اكتوبر 2022 الساعة 06:50 م
كتبت: هبة البدري
احتفل المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، بالذكرى 49 لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وقد أقيم الحفل في متحف الدكتور طه حسين، وكان ضيف الندوة الكاتب والسيناريست وليد كمال.
قال الكاتب وليد كمال إن المركز حريص على الاحتفاء بذكرى الدكتور طه حسين لما يمثله من نموذج ومثل أعلى يجب الاقتداء به، حيث شكلت حياته أسطورة حقيقية في التحدي والإصرار وتحقيق الذات والقدرة على مواجهة الظروف الصعبة، وأضاف أن طه حسين ولد في 14 نوفمبر 1889 في مركز مغاغة بمحافظة المنيا في ظروف شديدة القسوة، حيث تبعد قريته عن العاصمة نحو 300 كيلومتر وهو ما جعل القرية تعاني الجهل والمرض كأغلب القرى في ذلك الوقت.
وأكد وليد كمال أن طه حسين كأي طفل في سنوات عمره الأولى كان يلعب ويلهو، ولم تبد عليه أي مواصفات البطل الخارق بل على العكس أصيب فى عينيه بمرض الرمد، ونتيجة الجهل المتفشي في القرية عالجه حلاق القرية بشكل خاطئ، ويوما بعد يوم فقد بصره تماما، ورغم الجهل في القرية وفقدان الطفل لبصره إلا أنه اتجه إلى التعليم والتحق بالأزهر الشريف وكان يناقش ويجادل شيوخه حتى اصطدم بالكثير منهم، وأدى ذلك إلى مشاكل كثيرة لطه حسين، وطرد على أثرها من الأزهر، ولكن لأنه يمتلك الارادة والعزيمة قرر الانتقال للدراسة فى الجامعة المصرية عام 1908.
وأضاف أن طه حسين تعلم الفرنسية وحلم بالسفر الى فرنسا، وحصل على شهادة العالمية (الدكتوراه) وكانت هذه هي أول شهادة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية، كما حصل طه حسين فى عام 1917 على ليسانس الآداب من جامعة السوربون باريس، وحصل على الدكتوراه فى الآداب من الجامعة نفسها عام 1918، ثم عاد إلى الوطن عام 1919 ليعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني بجامعة القاهرة، واستمر كذلك حتى عام 1925، ثم تحولت الجامعة المصرية فى ذلك العام إلى جامعة حكومية ليعين طه حسين أستاذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب.
وعن الصراعات التي خاضها عميد الأدب العربي أشار وليد كمال إلى أن جامعة القاهرة قررت منح درجة الدكتوراه الفخرية لعدد من السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا، وعارض طه حسين هذا، فكان الجزاء حرمانه من عمله الجامعي عام 1932 بتهمة معارضة رئيس الوزراء، وثار تلاميذ الدكتور طه حسين واعتبروا قرار إيقافه من الجامعة كارثيا، ولكن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فأطلق أحمد الصاوي صاحب مجلة "مجلتي" على الدكتور طه حسين لقب "عميد الأدب العربي"، ثم تسقط حكومة رئيس الوزراء النقراشي ليعود طه حسين إلى الجامعة من جديد، ويتولى منصب عميد كلية الآداب عام 1936 حتى عام 1939، حيث تم انتدابه ليعمل مراقبا عاما للثقافة في وزارة المعارف، حتى توليه منصب وزير المعارف في يناير 1950.
أخيرا أكد وليد كمال على أن طه حسين يعد بطلا اختار لنفسه الطريق الصعب ليصنع من خلاله بطولاته الخاصة، ووجد مشقات وصعوبات لا حصر لها لكنه أصر على مواجهتها والتغلب عليها، وهكذا الأمر في كثير من الإنجازات والاختراعات غير المسبوقة، فهي تتحقق من خلال بذل مجهود بانتظام يقل أو يزيد تبعا لقدرات كل شخص، فالبطولة لا تحتاج سوى لإرادة وعزيمة قوية.
|