القاهرة 10 اكتوبر 2022 الساعة 11:45 ص
عصام محمد حسين
كان لظهور الفنون الملحونة أو المعربة كالمواليا والزجل وغيرها من الفنون الشعرية العامية وانتشارها في ربوع العالم الإسلامي أثر بالغ في نشأة القصص الديني الشعري الذي اتخذ من التراث القصصي النثري مادة له.
وقد أسهم الاتجاه الديني في ظهور بعض هذه القصص التي أُلفت في العصرين المملوكي والعثماني وربما قبل ذلك، إذ بدأت السيادة في هذين العصرين للتصوف والمتصوفه مستخدمين قصصا مثل الإسراء والمعراج وقصة السيدة نفيسة رضي الله عنها منظومة في قالب الزجل، ويبدو أن هذه القصص كانت تدور على ألسنة المداحين من هذه القصص وغيرها مما جمعه لمستشرق الفرنسي بوريان عام 1893الذي ظل يتردد بين الناس حتى نهاية القرن الماضي، وقد قام محمد قنديل البقلي بدراسة بعض هذا القصص في كتابة أدب الدراويش.
لا غرابة في أن شيئا من هذا القصص كان شائعا يتغنى به المداحون في بداية لقرن الماضي وقد رصد وليم لين أن جانبا مما يقصه القصاصون كان لتسلية الناس في المقاهي والأسواق ومما أورده لين وصفا دقيقًا لقصاصي السير الشعبية كالزيدية والظاهرية والعناترة أو من كانوا يقصصون قصصا من ألف ليلة وليلة، فإذا وصلنا إلى القرن الحالي يصف لنا محمد فهمي عبد اللطيف ما كان سائدا في النصف الأول من هذا القرن مما أطلق عليه الأغاني الهائمة التي ينشدها المنشدون والمداحون في الأسواق والموالد والمحافل العامة وقد أورد عبد اللطيف بعضا من هذا القصص ومعظمه يدور بصفة خاصة حول المعحزات الدينية وخوارق الأولياء وقد رأى أن المداحين فيما رووه من هذا القصص قد ورثوا تراث أسلافهم الذين شاع أمرهم في المجتمع الاسلامي منذ القرن الأول للهجرة النبوية المشرفة وحدد عبد اللطيف القصص المغنى في قصص السيرة وقصص المعجزات مثل قصة الجمل والغزالة وقصة انشقاق القمر وقد اضاف إليها القصص التي تتصل وقائعها بالصحابة والتابعين وقصص الأقطاب من أهل الولاية مثل قصة السيد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي وغيرها.
|