القاهرة 11 سبتمبر 2022 الساعة 09:14 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام وها نحن نتقابل من جديد ..
مر أسبوع كامل، حدثت فيه العديد من الأمور، لعل أبرزها اعتدال الطقس و بداية فصل الحنين.. فصل الخريف وما يليه من أجواء شتوية رائعة.. بدأت نسمات الهواء الباردة تلقي بظلالها في القلوب.. وبدأت الشمس تحتجب خلف كتل السحاب على استحياء، بخجل المحبين.!
رائحة هواء هذه الأيام كلها ذكريات ومشاعر متضاربة، قد تصل حد الفوضى.. وما أقساها من فوضى.! خاصة عندما تتعلق بالمشاعر!!
مع بدايات هذا الفصل وتلك الشهور يبدأ البعض بالشعور ببوادر اكتئاب موسمي.! تزداد الرغبة في اعتزال الجميع وتفضيل البقاء بمفردهم.!
حالة غير مفهومة من تبلد للمشاعر، لا هي بالسعيدة ولا هي بالحزينة هي خليط من هذا وذاك.. وربما أسوأ.!
اعتقد أنه لا يتم التغلب عليها، إلا بإغراق أنفسنا في المزيد من الذكريات الجميلة، أو تحفيز أنفسنا وتوجيهها للأجمل في كل شيء، وألا نستسلم لتلك الحالة لما لها من أثر سيء على المدى البعيد.. فكل لحظة حزن تطفئ الملامح، تدمي القلب، تزيد خطوط الوجه وتجاعيده.. ابتعدوا عما تفعله بنا الأيام، أو الآخرين، أو حتى أنفسنا.. لابد أن نتجاوز هذه الفترة وما يعقبها من تذبذب قد يفقدنا ما نملك.. فلا العمر يكفي لتعويض ذلك، ولا القدر يمهلنا الوقت لتصحيح أخطاءنا.. فلنبدأ من جديد، ولا نلتفت للخلف، فكل التفاته للخلف تعرقل خطواتنا للأمام.!
عزيزي عمر خورشيد،،
أعترف لك.. أنك وحدك أجمل ما في هذه الأجواء، بل أجمل ما مر بي في عامي هذا.!
فمن يسمع لحن رصاصتك الملحمي، لا يمكن أن يحمل قلبه ذرة إساءة بحق الآخرين، مهما اختلفوا معه ومهما ابتعدوا، فلا اللحن يتركه وشأنه ولا الذكرى تدعه في حاله.! لذا أنت أجمل ما حدث في عامي هذا، رغم أن حبك استوطن شغاف قلبي منذ سنوات دون أن أنتبه.!
شاء القدر وتقابلنا، وتراسلنا بشكل مباشر، أبثك حبي وهمومي وأحلامي، كنت وحيدة، فرزقني الله حُبك وحُب من يحبك وحُب صديقة الممر العزيزة، التي بوجودها تهون المشاكل وتتضاءل وتكاد تتلاشى وكأنها لم تكن.. أتمنى أن يكون هناك نسخاً عديدة منها لهم نفس القلب الذهبي والحضور الطاغي والحديث العذب والمبهج.. يغار منا الجميع -وأظنهم على حق- فهي من الشخصيات النادرة التي نقابلها مرة واحدة في العمر.. كل لحظة معها تساوي عامًا مما مضى في الظلام، فهي الوحيدة القادرة على تبديد ظلام القلوب.!
لذا تجدني ممتنة كثيرة لهذا العام الذي سيظل علامة فارقة في حياتي أبدًا وما حييت.!
أما من يُحبك مثلي، فهؤلاء كثيرون.!
مع كل رسالة إليك يزدادون ويرتبطون بنا.. لذا أظن أنه مع كل لفتة سيتذكرون اللحن الذي جمعنا مع أحلام طالما تمنينا الوصول إليها لا تحقيقها فقط.. فمع كل نغمة تعزفها أناملك على جيتارك السحري، يتردد صدي أجمل ذكرى، وأول دقة قلب حقيقية كنت أنت السبب فيها، بفضل رصاصتك التي أعشق، والتي أطلقتها منذ سنوات واستقرت في قلب من يحبك مثلي.!
عزيزي عمر خورشيد،،
الحُب أسمى ما يطمح إليه الإنسان، إلا أنني أراه أمراً محيراً! فقلبي في العشرينات غير قلبي في الأربعينات، لاسيما ما بينهما.!
أتعجب حقًا من أمري! الُحب واحد، والمشاعر واحدة، ومواصفات من نحُب ذاتها، لكن هناك ما يعكر الصفو!
شيء غامض يطل علينا بشبحه، فيبتعد الحُب، وينزوي، يقاوم الغرق، ثم يختفي هذا الشبح، فيعود الحُب للسطح ويتنفس الحياة.! وما بين هذا وذاك أغرق في بحار من الحيرة.. وأتساءل إلى متى؟ ولماذا يحدث كل هذا؟! هل كثرة الخلافات والانحياز للرأي تقلل من أرصدتنا في القلوب؟! هل التعصب الأعمى والتصرفات الاستفزازية السبب في تلك الفوضى التي تربك المشاعر؟! هل يجب أن يخرج احدنا منتصرا؟!
ما قيمة الانتصار إذا كان على أنقاض مشاعر وعن غير اقتناع؟!
لماذا تفعلون ذلك؟! لست أدري..
عزيزي عمر خورشيد،،
قمت وأسرتي برحلة خاصة لأجمل بقاع الأرض سيناء، كم وددت أن تكون مرافقا لنا في تلك الرحلة التي نترقبها كل عام بشغف.. كم أود أن ترى كيف كانت وكيف أصبحت.! أريدك أن ترى أضواء النصر والسلام بعد ظلام الانكسار والهزيمة وهي تتلألأ على ارض البطولات.. على أنغام لحنك ورصاصتك التي لا تزال في جيب من يحبك مثلي..
أوقن أنك إذا كنت تعيش بيننا هذه الأيام لقدمت لنا العديد من الإبداعات الموسيقية الخالدة التي تؤثر بالأرواح للأبد.. فرصاصتك التي صوبتها لقلوب المصريين لم تكن الأخيرة . ولن تكون.. حتى ولو كنت على الجانب الأخر من العالم، تراقبنا وتشاركنا كل شيء.. حتما سيأتي من يحمل جيتارك، وروحك، ويغمر الكون بصوت الموسيقى التي تبحث عن كلمات..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير لنكون كذلك، وإلى لقاء..
|