القاهرة 08 سبتمبر 2022 الساعة 09:44 ص
خلال الأسبوع الجارى أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعى نبأ إزالة مقبرة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، وهو ما نفته محافظة القاهرة، وسرعان ما خمدت الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى؛ بعدها بأيام أثير تداول تراث الفنان الراحل نور الشريف وبيعه عبر باعة الكتب المستعملة على أرصفة القاهرة المحروسة، وهو ما أستدعى مكتبة الإسكندرية التدخل لتنفى ما أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن مكتبته قائمة بالمكتبة ومقتنياته فى الحفظ والصون..
ولكن تلك المرة هدأت الحملة المثارة على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن التساؤلات لم تهدأ ولم تتوقف؛ منها لماذا لا يوجد لدينا حتى الآن قاعدة بيانات رسمية لمقابر المبدعين المصريين الكبار وتحويلها إلى متاحف مفتوحة لنا ولأى زائر محُب؟! ومنها لماذا بين وقت وآخر تظهر على أرصفة المحروسة مقتنيات ومكتبات مبدعينا الراحلين ومن المتسبب فى بيعها ولصالح من؟!
تساؤلات قديمة متجددة لم نجد لها إجابة رغم تاريخ مصر الثقافى والحضارى؛ ورغم ما نحن فيه الآن من بحث حقيقى ومسؤول عن هويتنا فى خطط الدولة المصرية المستدامة، ولماذا لم يتوقف نزيف المقتنيات والمكتبات والمتعلقات الشخصية لنجوم الفن وأهل الكتابة والإبداع فى مصر، رغم أنها تشكل ثروة قومية خرجت من نطاق أصحابها إلى كونها تمثل جزءاً عزيزاً من هويتنا المصرية؟!
أقول ذلك عندما وجدت تعليقاً للكاتبة أنس الوجود رضوان على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قالت فيه:" تراث نور الشريف يضيع، وأنا شخصياً مش عارفة أعمل إيه فى مكتبت كاتبنا صبري موسى.. لابد من تدخل وزارة الثقافة!"؛ وهو تعليق يعبر عن قلق زوجة كاتبنا الكبير الراحل من فقدان مكتبته وتراثه، وتخوف مما حدث لمقتنيات أحمد زكى ونور الشريف وغيرهم من نجومنا المصريين، ولعله تعليق يحتاج أن نتوقف أمامه، وأن ينقل بأمانة إلى وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، متمنياً منها ومن كل مسؤول مهموم بشأننا الثقافى أن يتقدم بحل لتلك الإشكالية المؤرقة.
ودعونى أبدأ بنفسى مقدماً بعض الحلول لأزمة تراثنا المفقود على أرصفة المحروسة؛ منها ما أشارت إليه أن البداية تأتى من أرشفة كل مكتبات ومقتنيات وتراث مبدعينا فى قاعدة بيانات مركزية تملكها وزارة الثقافة المصرية، ضمن مشروع رقمنة المحتوى الثقافى للوزارة، حتى ننطلق منه لتسويق هذا التراث كجزء من الاستثمار الثقافى للتراث المادى؛ وقبل استثماره الحفاظ على تاريخ مبدعينا، وتقديمه للأجيال من أجل الاستفادة منه فى مسيراتهم الحياتية والمهنية والإبداعية.
الحل الثاني يتمثل فى استمرار ما بدأته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة من مبادرة "تراثك أمانة" التى أطلقتها عام 2018 بمقر دار الكتب والوثائق بباب الخلق، بحضور الدكتور أحمد الشوكى رئيس الهيئة القومية لدار الكتب والوثائق وصاحب المبادرة، ولفيف من كبار المسئولين بوزارة الثقافة والهيئة؛ خاصة وأن هذه المبادرة تعد خطوة جادة تهدف إلى جمع وتوثيق التراث المصري في كافة المجالات من خلال تفعيل المشاركة المجتمعية، حيث دعت جموع المصريين من مقتني الوثائق والمخطوطات النادرة والأوعية المعلوماتية السمعية والبصرية المتنوعة التي تحتوى على مواد قيمة، إلى إهدائها إلى دار الكتب والوثائق القومية لحفظها بشكل علمي أكاديمي، وضمها إلى الكنوز القومية التراثية.
|