القاهرة 06 سبتمبر 2022 الساعة 11:03 ص
بقلم: د. حسين عبد البصير
يعد ما يقوم به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من دعم ومتابعة وتشجيع لملفي السياحة والآثار غير مسبوق؛ فلم يهتم أي رئيس مصري سابق بالسياحة والآثار مثل اهتمام سيادته المشجع والمشرف والمحفز لنا جميعًا، نحن الأثريين. وانتهز هذه الفرصة كي أشكر سيادته والحكومة المصرية ووزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار على العصر الذهبي الذي تعيشه السياحة والآثار في عهد فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يعد مشروع المتحف المصري الكبير المشروع الثقافي الأكبر في مصر وفي العالم في القرن الحادي والعشرين. وقد شرفت بالعمل مشرفًا عامًا على مشروع المتحف المصري الكبير بعد أن عملت مشرفًا على مشروع المتحف القومي للحضارة المصرية، أو متحف الحضارة، بالفسطاط من عام 2009 إلى عام 2011 بعد حصولي على درجة الدكتوراه في الآثار المصرية القديمة وتاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2009.
وبعد عودتي إلى مصر أشرفت على مشروع المتحف المصري الكبير في الفترة من عام 2011 إلى عام 2013. وفي تلك الفترة، تم توقيع مناقصة بناء جسم المتحف المصري الكبير في عام 2012. وتم الاتفاق أيضًا مع الجانب الياباني ممثلاً في هيئة الجايكا على تحمل النصيب المادي المستحق على الجانب المصري في المشروع، وكذلك تم الاتفاق مع شركة المقاولات المنفذة على أخذ مستحقاتها بالين الياباني؛ نظرًا للظروف التي مرت بعد مصر عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011.
كانت فترة حرجة ودقيقة في تاريخ المشروع؛ نظرًا لظروف البلاد آنذاك. والحمد لله مرت بسلام. ولم يتوقف المشروع عن العمل يومًا واحدًا. ثم انتقلت للعمل بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية كأستاذ زائر في جامعة آريزونا كمدير عام لمنطقة آثار الهرم. وفي تلك الفترة، عملت أنا وزملائي الأثريين والمرممين على استخراج وترميم أخشاب مركب خوفو الثانية مع فريقنا المصري الياباني الذي يعد على أعلى مستوى. ثم تم نقل بعض من أخشابها إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير. وكذلك تم العمل على إكمال مشروع تطوير منطقة آثار الهرم وربطها بمشروع المتحف المصري الكبير بعد توقف المشروع بعد قيام ثورة يناير.
بعد الأحداث الأثرية الكبيرة التي حدثت في الفترة الماضية مثل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وافتتاح طريق المواكب أو ما يطلق عليه خطًأ "طريق الكباش"، زاد شغف المصريين بتراثهم وحضارتهم المصرية القديمة، وعادت من جديد "روح مصر القديمة"، وتغنى المصريون بحضارتهم الخالدة بعد فترة طويلة من الصمت والتجاهل والإهمال الذي شاب علاقات المصريين بتاريخهم القديم وحضارتهم التي أبهرت وما تزال تبهر العالم كله منذ لحظة زيارة الإغريق لها وتعرفهم إلى تاريخ وحضارة مصر وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
من خلال عشقي للآثار والثقافة، فإنني أبذل قصار جهدي في التعريف بمصر القديمة وتاريخها وحضارتها وتراثها الخالد بكل الطرق والوسائل والسبل وبكل الوسائط واللغات من خلال كتابة المقالات في الجرائد والمجلات العامة والمتخصصة باللغتين العربية والإنجليزية. وأكتب كذلك الكتب العامة والعلمية المتخصصة باللغتين، وتترجم أعمالي إلى لغات متنوعة؛ كي تعرف العالم كله بتراث مصر الخالد. وأكتب للأطفال قصصًا باللغتين عن مصر القديمة وملوكها وأحداثها.
وأكتب روايات ومسلسلات وأفلامًا وأعمالًا درامية عن مصر القديمة. وأحاضر باللغتين في كل المحافل والمنتديات والنوادي والجامعات في مصر وخارجها؛ كي أعبر عن مصر وحضارتها وتراثها وتاريخها الناصع؛ وكي أعبر بمصر للعالم وبالعالم إلى مصر. وأظهر وأتحدث في الكثير من وسائل الإعلام المتنوعة في مصر والعالم. وكذلك أقوم بالمشاركة في الأفلام الوثائقية والبرامج المتخصصة عن مصر القديمة.
ومن خلال عملي في مكتبة الإسكندرية العالمية، أقوم بنشر الوعي الأثري من خلال إلقاء عدد من المحاضرات وعقد اللقاءات والقيام بالزيارات للأماكن الأثرية، خصوصًا مع الأطفال والشباب؛ لأنهم هم مستقبل مصر المشرق بفضل الله سبحانه وتعالى.
حفظ الله مصر وقيادتها وحكومتها وشعبها من كل سوء وجعلها وجعلنا دائمًا أرضًا للعلم والمعرفة والمحبة والتسامح والتعايش والسلام والنماء والرخاء.
|