القاهرة 18 اغسطس 2022 الساعة 07:16 م

كتبت: هبة صبحي
اختتم أمس الأربعاء، مهرجان الأراجوز المصري في دورته الثالثة، والذي نظمته فرقة "ومضة" لخيال الظل والأراجوز، بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية، وذلك خلال الفترة من 15 حتى 17 أغسطس الجاري في بيت السناري الأثري بالسيدة زينب، وشهد المهرجان على مدار فعالياته إقبالاً كبيرًا من الجمهور، خاصة الأطفال والذين أظهروا تفاعلاً كبيرًا مع فقرات "الأراجوز" المضحكة والمفيدة أيضًا، وجاءت الندوة الختامية بعنوان «الأراجوز والفنون البصرية» والتي أوضح خلالها الدكتور إبراهيم سلام أثر الأراجوز على الفن التشكيلي والسينما، متناولاً استلهام بعض الفنانين له في أعمالهم التشكيلية والسينمائية.
وتناول "سلام" نظرية "التصميم الفطري" شارحًا الوعي بالخطوط العامة فيها والانضباط التلقائي داخل الأعمال الفطرية التي ينتمي إليها الأراجوز، وهو بخلاف الانضباط الهندسي، قائلاً: «أن التلقائية تتيح حرية في التنفيذ والتعبير مع الالتزام بالثوابت العامة، وفي حالة الفنون الشعبية، علينا أن نلتزم بالخامات الأصلية في حالة إعادة التراث، واستبدال الخامات الأصيلة بأخرى مستحدثه كالبلاستيك يعد تزييفا للتراث وانحراف عن مساره».
مستكملاً: «كذلك فإن إعادة البعض لأشكال الدمي التراثية من خلال الوعي الهندسي يكشف عن نقص الخبرة في فهم نظرية التصميم التلقائي أو الفطري التي تأسس عليها الفن الشعبي»، مشيدًا بتجربة الفنان التشكيلي "حلمي التوني" التشكيلية وكيفية توظيفه لمفردات من التراث منها الأراجوز داخل لوحاته.
كما أشار إلى تجربة فيلم الأراجوز وغيرها من الأفلام التي تناولت الأراجوز بالعرض كأحد تجليات الأراجوز في الفنون البصرية المختلفة، وأوضح أن استلهام التراث يتطلب دراسة واعية للعنصر المستلهم وأشار لعدد من الفنانين الذين خصصوا عددا من أعمالهم لاستلهام الأراجوز.
فيما أشار الدكتور نبيل بهجت مؤسس ومدير المهرجان، إلى أن بعض تلك الأفلام استهدف استلهام وتوظيف الأراجوز وهو حق أصيل لكافة الفنانين كيفما أرادوا، بينما الاستعادة وتقديم التراث حق الكنز البشري فقط، والخلط بين تلك المفاهيم تعدي على حقوق "الكنز البشري".
وجاء العرض المسرحي لليوم الثالث كنموذج عملي وتطبيقي على مفاهيم التوظيف والاستلهام حيث قدم من خلال الراوي والأراجوز وخيال الظل لغة مسرحية تقف بقدم في التراث والأخرى في الواقع، والعرض بطولة لاعب الأراجوز صابر شيكو، والفنانين محمود سيد حنفي، ومصطفى الصباغ، وعلي أبو زيد، وصلاح بهجت، والجدير بالذكر أن اللاعب صابر شيكو من أقدم الفنانين الممارسين لفن الأراجوز حتى الآن.
وفي الختام ألقى الدكتور نبيل بهجت عددا من التوصيات التي توصلت إليها حلقات النقاش المختلفة وذلك على النحو الآتي
أولا: ضرورة تدريس فلسفة واستراتيجيات الفنون الشعبية كمقرر اساسي في الكليات والمعاهد المهتمة بالتمثيل والفنون الشعبية.
ثانيا: التنبيه على خطورة الخلط بين مصطلحات التوظيف والاستلهام والاستعادة والتأكيد على معنى ودور كل من تلك المصطلحات حال التعامل مع التراث وتقديمه.
ثالثا: ضرورة العمل على خلق كنوز بشرية جديدة بمنطق الأسطى والصبي الذي يعتمد على نظام المعايشة التي تمتد لعقود لصناعة الكنز البشري.
رابعا: التأكيد على خطر الرواة المزيفين على فن الأراجوز والتراث الشعبي بشكل عام، وضرورة الوعي بالفرق بين الراوي الأصلي /الكنز البشري والراوي المزيف.
خامسا: دعوة شركات الإنتاج وصناع المحتوى للاستثمار في الأراجوز وغيره من الفنون الشعبية.
سادسا: فتح آفاق للشركات العالمية والإقليمية مع الفنون المماثلة للأراجوز في مختلف دول.




|