القاهرة 16 اغسطس 2022 الساعة 08:48 ص
قلم: سماح ممدوح حسن
لم تكن محاولة اغتيال سلمان رشدي يوم الجمعة 12 أغسطس 2022، المحاولة الأولى منذ صدور فتوى المرشد الإيراني الخميني، بإهدار دمه في عام 1988 والفتوى لايزال معمولا بها دون تعديل حتى الآن، وذلك بعد نشر روايته الأشهر "آيات شيطانية". الرواية التي اعتبرت كفرا وإهانة للإسلام، وحينها رصدت الحكومة الإيرانية مبلغ مكافأة لمن يقتل "رشدي" 3 مليون دولار، وذلك بحسب ما ورد في صحيفة الجارديان البريطانية.
وعلى الرغم من المآسي التي تعيشها الدولة الإيرانية، من فقر وبطالة وقمع وإرهاب، إلا أنه لا يزال الشغل الشاغل للبعض هو اغتيال كاتب نشر رواية خالفت الناموس.
وعلى الرغم من عيّش الكاتب طوال سنين تحت التهديد بالقتل، ورغم حراسة قاعة المحاضرات التى كان من المقرر أن يلقى بها الكاتب محاضرة، في نيويورك، إلا أن شخصا استطاع الوصول لمنصة القاعة حيث يجلس رشدي وطعنه في رقبته وسط صدمة الحضور، طعنة نُقل على إثرها للمستشفى.
لم تكن المرة الأولى، وللآسف لن تكون الأخيرة التي يتعرض فيها كاتب للطعن أو محاولة اغتيال. فقمع الكتّاب قديم قَدم المعرفة. فكما تعرّض رشدي اليوم للاغتيال تعرض له نجيب محفوظ في مصر، وفي الغالب، ورغم عدم ثبوت أي معلومات حتى تاريخ كتابة هذا المقال، إلا أن القاتل دائما ما يكون جاهلا لم يقرأ حرفا مما كتبه مَن تقاضى أجرا ليقتله.
لكن لماذ الآن؟ فإيران ليست وحدها الغارقة في المأساة، جوع وبطالة وتدهور اقتصادي في ظل حرب دائرة وأخرى مرتقبة، وأوبئة، وحالة مناخ كارثية ونقص في الأغدية والمحاصيل، لكن ربما تكون من الأكثر معاناة، فمن الذي يجعل شغله الشاغل وسط كل هذا الخراب فقط اغتيال كاتب، وكأنما ستنتهي كل المآسي بموته؟ هذا ماستجيب عنه الأيام القادمة.
سلمان رشدي، الروائي البالغ من العمر 75 عامًا، هو ابن رجل أعمال مسلم هندي، وتلقى تعليمه في إنجلترا، وحصل على درجة الماجستير في التاريخ جامعة كامبريدج.
|