القاهرة 09 اغسطس 2022 الساعة 08:36 ص

بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
ها هي الأيام تمر، واكتب لك مجددًا.
هذا الأسبوع لم يكن حافلا بالأحداث على غير العادة، اللهم من بعض المنغصات الحياتية التي متوقع حدوثها، والتي تحدث باستمرار أيضًا..
فكرت لوهلة أن ألقي عليك السلام وأذهب، لكني تذكرت أن هناك من يحُبك مثلي، وينتظر لقاءنا الأسبوعي.. فتراجعت!
عزيزي عمر خورشيد..
تضعنا الحياة أمام اختيارات قاسية -ندرك نتيجتها مسبقًا- ولمن تحسم لكننا نأمل أن يكون مشهد النهاية غير معتاد لذا نصاب بخيبة أمل عندما تتكرر المشاهد نفسها -بل الحكاية نفسها- لا سيما معي أنا بشكل خاص.!
ربما لأنني أفضل أن أعيش في الخيال، على أن أتمزق على أرض الواقع.!
أتساءل دومًا لماذا لم نوجد في عالم مواز، نتلافى فيه مثل هذه المواقف، وتلك الاختيارات؟! لماذا لا نوجد في عالم بديل حتى لو كان خياليا نتجنب فيه وضعنا موضع الاختيار الحاسم الذي لابد منه؟!
لا أخفي عليك أني اكتشفت أن الخيال نفسه أصبح مقيدًا، لذا قررت الذهاب.!
لا أظنك تعي ما أقصد.. في كل الأحوال لا تكترث، واعتبر ما كتبته نوعًا من الثرثرة غير المفهومة..
عزيزي عمر خورشيد..
يظل الإنسان يبحث عن مصدر سعادته طوال أيام حياته، فسعادتنا تقترن بوجود من نحُب، ومن نحُب تقترن سعادته بمن يحُب، لذا نجدنا نسخًا مكررة من بعضنا البعض!
سلسلة تصلنا ببعض على ظهر هذا الكوكب، عدوى السعادة تنتقل من حلقة لأخرى.. وهذا سر آخر، من أسرار استمرار الحياة على هذه الأرض.
أنت ذاتك سر سعادة أبدية تمامًا كلحنك الذي أعشق، وقد أكون أنا سببًا في سعادة البعض، وكذلك البعض مصدرًا لسعادة حلقة أخرى وهكذا وهكذا..
النتيجة واحدة سعادة تؤدي لأمل جديد، لحلم أكبر وأبعد.!
سعادة المصريين في متابعة مباريات كرة القدم، كم أترقب ما بعد المباراة بشغف أكثر من المباراة نفسها، لا سيما إذا كانت المباراة بين قطبي الكرة المصرية فريقي الأهلي والزمالك..
أمازح رفاقي ممن يشجعون نادي الزمالك، وأخبرهم أن أكثر ما يميزهم هو كونهم أوفياء.!
وأخبرهم في حالة الفوز أن هذه مناسبة نادرة للاحتفال قد لا يجود علينا الزمن بمثلها.. وهكذا.!
تشتعل منصات التواصل الاجتماعي بالتهاني والتبريكات المشوبة بالفكاهة، لتستمر الحياة ويتجدد اللقاء كلقاءاتنا التي لن تنتهي!
عزيزي عمر خورشيد..
عايشت منذ أيام قليلة حدثا خاصا ومهما، لعل أهميته ترتبط بكونه خطوة في طريق الأحلام لابني الشاب، فقد اجتاز اختبارا مهيبًا أمام لجنة محكمين رفيعة المستوى، مهيبة الشكل، حاسمة القرار..
لا أخفي عليك أني كنت أدعو له دوما أن يكون النجاح حليفًا له، لعلمي وليقيني بأهمية هذه الخطوة بالنسبة له.. هناك خيط رفيع بين النجاح والحلم.. النجاح يسهل تحقيقه ببذل المزيد من الجهد، أما الحلم فيصعب تحقيقه كونه بعيد المنال، لكن هذا ما كنت أظنه في السابق، فقد أثبتت التجارب الحياتية أن الأحلام ليست بعيدة أو صعبة المنال كما كنا نتوهم!
ما يحدث حقًا، هو أن يتأخر الحلم، لكنه يحدث ويتحقق.!
بدأ اليوم بوصول المشاركين وذويهم والداعمين لهم.. منافسة رياضية في مسابقة مهمة يتحدد بناء عليها مصير أبطالنا.. منافسة انتظرها الجميع على مدار عام كامل..
وبدأ الاختبار، واعتلى ابني فرسه، واعتليت أنا السور، لأراه بوضوح، وتبادلنا النظرات من فوق الجميع، نظرات لا يفهم سوانا مغزاها.. نظراتي إليه كلها حُب وثقة ويقين في فوزه، ونظرته إلي يفصل بها توتره عما حوله، أشرت إليه أنه يمكنك فعلها، فبادلني الابتسام والإشارة بالمثل، وبدأ الأمر وسط دعوات الصديقات المخلصات، وحرص صديقة الممر على توثيق اللحظة، وسط حالة من الصمت والترقب الشديد..
فور أن انتهى صفق له قلبي بحماس، قبل أن تصفق له يداي.. وهكذا تابعنا بشغف رفاقه ورفيقاته.. وكم كانت لحظات احتفالية فور إعلان النتيجة!
كان يومًا من الأيام النادرة في العمر، وكنا نتمنى ألا ينتهي، أو أن يعاد عشرات المرات بل الآلاف، فهنا توج النجاح بالوصول إلى خطوات الحلم، نجاح أثلج قلبه وقلوبنا معه.
عزيزي عمر خورشيد..
بيينا نماذج عديدة ناجحة استطاعت الوصول لحلمها بعيدًا عن تخصصها أو مجال دراستها، ولنا في محمد صلاح خير مثال، وثيقة عبور مصر للعالمية تلخصت في شخص صلاح، اجتهد وحقق حلمه وحافظ على مكانته بالالتزام والإصرار والأخلاق واليقين بالله، كان حلم طفولته أن يكون لاعًبا، فأصبح رمزًا.
ما أجمل أن تصل لحلمك وتتمسك به، وتحافظ عليه لتصبح أيقونة للنجاح والأحلام، تمامًا مثلك ومثل لحنك الذي أحُب ويحُبه من يحُبك.
على ذكر الأحلام يختصر البعض الحلم في مارثون الثانوية العامة، لا يدرون أنها مجرد عتبة نختتم بها مرحلة من عمرنا، ونبدأ بها صفحة جديدة من حياتنا التعليمية، مرحلة جديدة، ومشوار جديد، أكبر وأشمل، الثانوية العامة ما هي إلا وهم كبير!
وهم توارثناه عبر الأجيال، فعن طريقة خيل إلينا أننا نستطيع تحقيق أحلام من سبقونا، أحلام آبائنا لا أحلامنا الخاصة وشتان بينهما!
لك أن توقن أن الحلم سمي حلما، لأنه لا يشمل أشخاصا بأنفسهم، وإنما يعد حلما لأنه لا حدود له.. الحلم لا يرتبط فقط بمجال دراستي أو مؤهلي العلمي، كم من عملاق كان متواضع التعليم، لكنه طور نفسه، وركز على موهبته، ومجال تميزه حتى أصبح أكثر تميزًا وأكثر إقبالًا وقدرة على التغير و تحقيق الحلم!
وكم ممن يحملون أعلى المؤهلات ويحصدون الألقاب العلمية وداخلهم أجوف، مجرد رقم في تعداد البشرية، لا وجود لهم لأنه لا تأثير لهم في الآخرين.!
علموا أولادكم أن يكونوا شخوصا مؤثرة، وليسوا أرقام مثلهم مثل الآلاف غيرهم ..
لا أنكر أنه قد يحالفني الحظ وألتحق بمجال أعشقه، فأتميز به، مثل دكتور مجدي يعقوب ودكتور أحمد زويل وغيرهم من رموز الوطن الذين نفتخر بهم على طول الخط.
وقد تكون مثل صديقي الفيلسوف، الذي التحق بمجال عمل يبتعد تماما عن ميوله وهواياته، لكنه لم يستسلم ولم يجلس مكانه باكيا على ما فات، بل تميز في مجاله، وطور من نفسه بالمزيد من العلم والثقافة، فلا العلم ينضب ولا الطموح يقل!
كونوا أشخاصًا لا ترضى بالقليل، بل تسعى للأفضل، للتميز دومًا، ببساطة كونوا مختلفين.!
كونوا أشخاصًا تسعى كي يحفر اسمها في ذاكرة الزمن.. كونوا مؤثرين.. كونوا متميزين.. تكونوا مخلدين.
عزيزي عمر خورشيد..
مر الكثير من الوقت ولم أخبرك عن صديقة الممر، يتساءل الجميع من تكون؟ وما سر تعلقي بها؟ أخبرهم أن القلوب تنجذب لشبيهتها، وهي ذات قلب جميل، بل الأجمل على الإطلاق، فهي صاحبة آراء سديدة، تخبرني بكلمات قليلة تفسيرًا لبعض الأمور، فأقتنع ببساطة.
تروقني طريقتها في التفكير كثيرًا، ولعل أكثر ما يميزها
انها تسير برفقة أميرتين، أراها ملكة، تسير برفقة صاحبات السمو "حلا" و"لانا".
"حلا" نسخة مصغرة منها جميلة قلبًا وقالبًا، أغبطها كون لديها أم مميزة مثل صديقة الممر، ولأنها تملك رجاحة عقل أمها رغم حداثة سنها، أما "لانا" فهي أسطورة بحد ذاتها، سندريلا العصر الحديث، جميلة وكلها دعة، عصفور يطير من غصن لغصن ينشر الحُب والخير والسلام، أحبهم كثيرا، وكم أود لو كنت على قيد الحياة و تقابلنا، مجرد التخيل أمر مذهل.. ربما أكتبه يوما وأخبرك كيف تصورته..
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير دوما.. وإلى لقاء.
|