القاهرة 02 اغسطس 2022 الساعة 10:05 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
مر أسبوع آخر من عمرنا وتجدد اللقاء،
لا أخفي عليك أنه كان أسبوعا حافلا بالأحداث، مزدحما بالعديد من الأمور المزعجة، ورغم ذلك استطعت أن اقتطع بضع ساعات من السعادة الخالصة، أجمل ما في تلك اللحظات أنها تأتي دون ترتيب وبصفه عابرة، يحالفنا الحظ ونقتنص بضع لحظات كلها سعادة وحُب.
لا أخفي عليك، أنت بطل هذه اللحظات بصفة إجبارية ومحببة، لأنك سر كل شيء بل أصبحت كل شيء. أغار منك ويغار منك الجميع، وأغار عليك ويغار عليك وعلينا الجميع. وضع ملتبس!
قد يبدو كذلك للوهلة الأولى، لكن إن شئت الحقيقة هو وضع مميز، وسر تميزه كونه متعلقًا ومرتبطا بك بشكل جذري، لذا تجدنا في منتهى السعادة رغم كل شيء.
عزيزي عمر خورشيد..
بدأ يهتم الآخرون بك وبأخبارك، وقاموا بتجميع أجمل مشاهدك عبر تاريخك الفني في مقطع فيديو، ولك أن تتصور أن خلفية تاريخك الفني يزينه لحنك الذي أحُب والذي يحُبه من يحُبك مثلي، لحن رصاصتك التي انطلقت واستقريت في قلبي وقلب من يحُبك.
عندما أسمع لحن رصاصتك أجدني أسترسل في الحديث وأترك للقلم، والحُب زمام الأمور، لأنك أصبحت بالنسبة لنا، عنوانا للحُب والحياة والنجاح والأحلام.
أتساءل دوما..
هل كنت تعلم أن لحن رصاصتك الذي أحُب ويحُبه من يحُبك سيكون له هذا التأثير الخلاب في النفوس؟!
هل كنت تعتقد أنه بسبب هذا التحفة الفنية تجمع عشاق من مشارق الأرض ومغاربها!
هل كنت تعلم أن حُبك وحُب لحنك الملحمي سيكون الرابط الأبدي بين هذين العاشقين!
عزيزي عمر خورشيد..
يعتقد البعض أن للحب عمرًا محدًدا أما أنا فلا أظن!
لأن الحُب شعور والمشاعر لا تحكم لنا بها، الحب موجات عاتية من عاطفة ظننا أنها دفنت تحت ركام الأيام تجاهد للوصول للسطح ولاستنشاق عبير الحياة والحرية فتجتاح قلوبنا الآمنة فتزيدها أمنا أو تحيلها لجحيم!
الحًب كالسحر نتلقى تعويذته التي تسلط على القلوب فيملؤها بفيض جارف من العواطف، فتسحر العيون، فلا نرى إلا من نحُب ويرضخ العقل لسطوة القلب، فلا يفكر إلا فيمن يحُب..
هكذا أراه شعورا رقيقا تهفو إليه الروح مهما كان عمرها.
فلا عمر محدد للحُب!
الحُب حياة مشاركة ووفاء
اعتقد أن أحد الطرفين قد يكون أكثر تمسكًاً أكثر حُبًا بل الأكثر غيرة.. ربما هذا سر تميز قصص الحب هل سينتصر هو أم ستنتصر مشاعرنا المتضاربة الفطرية وغيرتنا ؟! كذلك الحُب يا سادة يلغي العقل لكنه يقوي القلب. إنه
يمدنا بكل الدماء وكل الحياة..
أكثر ما يميز الحًب هو تلك اللحظات الخاطفة التي نقتنصها من اليوم، من الحياة، للتنعم بقرب الحبيب. فالحب وحده يكفي للبقاء حيًا.
هناك من يوافقني الرأي وهناك من لا يوافقني. لأنه يرفض فكرة وجوده من الأساس. لا ألومهم فيما يعتقدون أو يؤمنون!
فهم لم يسعدهم الحظ بعد ودق قلبهم بشكل حقيقي، فور أن يدق قلبهم ستتغير بوصلة قلبهم تجاه قلب الحبيب.
لذا أوقن أن في الحًب حياة. وأن الحب ذاته حياة. ميلاد جديد، فالإنسان دون حُب شخص، وبعد أن يتذوق حلاوة الحُب شخص آخر!
أتمنى أن يتذوق الجميع حلاوة الحُب وعذوبته وألا يفيقون من غيبوبته أبدا.
فحياة يملؤها حُب أفضل كثيرًا، من حياة دون مشاعر، دون حُب، دونك أنت ذاتك..
عزيزي عمر خورشيد..
يعتقد البعض أن الحب قاصر على حب الرجل للمرأة، لا يدرون أن هناك حبا من نوع آخر،
حُب نادر!
قصة حُب تاريخية أبدية، حُب رجل لرجل صدقه عندما كذبه الجميع، آمن به عندما خذله الجميع،
رافقه مضحيا بحياته من أجله دون أدنى لحظة تردد!
قصة حب ووفاء ضربها لنا الرسول الكريم وصاحبه.
سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- وسيدنا أبو بكر الصديق.. كل عام وكلنا بخير، فنحن نحتفل هذه الأيام ببداية عام هجري جديد، نسأل الله أن يجعله عامًا كله نجاح وفلاح ورضا ومغفرة من الرحمن..
لا أخفي عليك، دائما ما أتوقف أمام قصة الهجرة وأتساءل.. كيف تحمل الرسول الكريم فراق وطنه الذي يحب وهاجر برفقة صاحبة للمدينة؟!
كيف كان يشعر؟!
حتما كان يتألم..!
فالارتباط بالوطن يولد بالفطرة داخلنا، تمامًا كارتباطنا بالأم، لا تفسير منطقي لحبنا تجاهها رغم تحفظاتنا على ما تفعله بنا!
هكذا الوطن نولد على أرضه، نتغذى على خيره، نبتعد ونقترب، نعود بقوة لأننا كالنبات جذورنا تربطنا بالأرض، تعيدنا جذورنا إليه، فنجده يحتضننا ويغفر لنا زلاتنا..
لذا الأوطان يصعب الانفصال عنها أو هدمها، يمكن أن تمزقها خلافاتنا.. لكن لا يمكن هدمها.. لأن وسط الظلام يوجد النور، الذي يعيد إحياء ما مات، فتبقى الأوطان ويذهب الجميع..
وهذا ما حدث في الهجرة، ذهب الجميع وبقيت أطهر بقاع الأرض "مكة المكرمة والمدينة المنورة".
وكذلك بقيت قصة الوفاء العظيم والصداقة النادرة بين الرسول الكريم وأبو بكر الصديق..
يعتقد البعض أنه لا وجود للخير بيننا.. ولا وجود لمثل هذا النوع النادر من الصداقة!
حقيقة لا أوافقهم الرأي!
اعتقد أن من يبحث جيدا سيجد ما يبحث عنه وما يثلج صدره!
قد تواجهنا صعوبة في العثور عليه، لكن ليس من المحال العثور على مثل هذا الصديق.
أنا شخصيًا وجدت صديقًا أحسبه صديقًا ومضحيًا ومتفانًيا، لأنني مثله، أثق بحدسي أنظر للمرآة فأجده أمامي.. وجهان لعملة واحدة لدينا نفس كل شيء، متشابهان حد التطابق، ربما كنا روحا واحدة في جسدين، أفعالنا واحدة تصرفاتنا ذاتها، معالجتنا للمشاكل نفسها، أحاديثنا وقناعتنا واحدة، مواقف الحياة التي تسبق تعارفنا واحدة وتعاملنا معها نفس الشيء.. حقا أندهش وكذلك هو وربما هذا سر تمسكنا وصمودنا أمام عواصف الحياة ..
عزيزي عمر خورشيد..
الآن فقط صدقت مقولة الحكماء "الطيور على أشكالها تقع".. ممتنة للظروف التي ذللت العقبات وكانت سببًا في تلاقينا، قد أكون قد عانيت الأمرين حتى عثرت عليه لكني وجدته وكذلك هو..!
عزيزي عمر خورشيد..
أتمنى أن يكون الجميع بخير دومًا حتى نلتقي، وإلى لقاء.
|