القاهرة 30 يونيو 2022 الساعة 01:36 م
تحول وزارة الثقافة المصرية من مفهوم الثقافة التقليدي باعتبارها "خدمة" إلى كونها نموذجا من نماذج الأعمال الجديدة التى ينطبق عليها شروط نماذج الأعمال، أي لها (مدخلات - مخرجات - عوائد)، ليس من قبيل الرفاهية الاجتماعية بل ضرورة للاستمرار وخدمة المجتمعات، وهو أمر تأخر كثيرا؛ وهو ما يعود إلى اتباع وزراء الثقافة المصريين المتعاقبين للمفهوم التقليدي للثقافة منذ تأسيسها في حكومة الوحدة الثانية في أكتوبر 1958، حين عين الدكتور ثروت عكاشة كأول وزير للثقافة والإرشاد القومي حتى عام 1961، في وقت كانت تتبنى فيه الدولة المصرية نهجا اشتراكيا على المستوى الاقتصادي، وهو ما ظل يتناقله ويتبعه وزراء الثقافة المصريين إلى وقت قريب، رغم انتهاج الدولة المصرية نهجا اقتصاديا مغايرا، سواء بالانتقال من الاشتراكية إلى اقتصاد الانفتاح، أو الانتقال من اقتصاد الانفتاح إلى اقتصاد الرأسمالي في ظل ثورة معرفية وتكنولوجية ألقت بظلالها على المنظومة الاقتصادية حول العالم؛ الأمر الذي كان يستدعى أن ينتهج وزراء الثقافة في مصر النهج الاقتصادى الجديد في الثقافة وإدارتها، حتى لا تصبح المؤسسة الثقافية فى مصر عبئا على الدولة في يوم من الأيام، وتلتهم الأجور والمرتبات نصيب المنتجات والصناعات الثقافية المقدمة الى المواطنين؛ ولكن وللأسف تأخرنا كثيرا في ذلك.
ما المطلوب حتى تتحول وزارة الثقافة المصرية الى وزارة ذكية؟!..
أولا يجب أن تتحرر الوزارة من المفهوم التقليدي للثقافة إلى النموذج الربحي Business Model، والقيادية المؤثرة على إنتاجية وسلوك الموظفين وثقافة العمل في المنظمات، فبالنظر إلى استحداث بعض المجالس والمؤسسات المصاحبة للتحول الرقمي والتكنولوجي في مصر، والاستفادة منها في تعظيم العمل الثقافي، مثل المجلس الوطني للذكاء الاصنطاعي الذي تأسس عام 2019 والذي يتبنى استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، وهو ما سيكون له من التأثير الكبير على أداء وزارة الثقافة المصرية إذا تم توقيع بروتوكول تعاون معه، وإحداث شراكة لوجستية في تطوير أداء قطاعات وزارة الثقافة المصرية والتحول نحو تقديم خدمات ثقافية عبر تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي سينعكس بالإيجاب على أداء الوزارة وقطاعاتها، وتقديم خدمات أقل تكلفة للجمهور، على أن تصل بسرعة لكل مواطن على أرض مصر المحروسة.
أيضا يجب أن تتوجه وزارة الثقافة المصرية نحو إطلاق حاضنات أعمال للفائزين بجوائز الدولة للمبدع الصغير من أجل تبني مشروعات هؤلاء في مجالات الإبداع كافة، ومتابعتها في المستقبل، باعتبارهم رواد أعمال الزمن المقبل، على أن يتم الاستعانة بهم في تطوير خدمات الوزارة رقميا ومعرفيا في المستقبل، وهو ما يعد في حال تحقيقه من آليات تحول الوزارة إلى وزارة ثقافة ذكية؛ وللحديث بقية.
|