القاهرة 26 يونيو 2022 الساعة 09:19 م

كتبت: إنجي عبد المنعم
• هالة فؤاد: جابر عصفور كان منحازا للشعر بشكل خاص
• الروائية المغربية زهور الكرام: أعجبت بمشروع الاستمرارية الثقافية لعصفور واهتمامه بالتنمية المستدامة
أقام المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مؤسسة سلطان بن على العويس، الملتقى الدولي "جابر عصفور الإنجاز والتنوير"، واستكمالا لفعاليات اليوم الأول من الملتقى عقدت الجلسة الأولى في الساعة الثانية ظهرا تحت عنوان: "جابر عصفور أستاذًا وناقدًا"، وأدارها الكاتب السعودي عبد العزيز السبيل، وشاركت بها من المغرب الروائية زهور الكرام، ومن مصر شارك الدكتور طارق النعمان؛ أستاذ البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة.
تحدث الدكتور طارق النعمان قائلا: إن تراث جابر عصفور ممتد وسيمتد إلى ما شاء الله، فجابر عصفور متعدد الوجوه، متعدد المرايا، متعدد الأسئلة، لديه بركان من الأسئلة ظلت تراوده وتتردد بداخله منذ كان في الجامعة التي كان يؤمل من خلالها تحقيق أحلامه في التنوير، وفي حقيقة الأمر فرض مناخ الجامعة على عصفور أن يتخذ مساره الخاص، والخاص جدا، وموقفه قد يبدو للكثيرين غير عادي، بل إشكالي، وكثيرون من أدانوا عصفور، ومع ذلك ظل له حضوره الطاغي كمثقف.
وحين تولى أمانة المجلس الأعلى للثقافة استطاع من خلال دوره أن يعيد إلى مصر مكانتها بين شقيقاتها من الدول.
وأوصى "النعمان" أن تكون الدورة المقبلة من ملتقى الرواية العربية وجائزتها باسم جابر عصفور، فجاءه الرد الفوري من الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، أن ذلك قد تم إقراره بالفعل.
ثم تطرق "النعمان" إلى ذلك الصراع بين مبدأ الرغبة ومبدأ الواقع لدى عصفور، مشيرا إلى أنه قد أفرد له مساحة في كتابه الذي صدر فور رحيل عصفور.
فيما أوضحت الروائية المغربية زهور الكرام أن الدكتور جابر عصفور لم يكن يعتبر النظريات الغربية هي المركزية، وكان دائما ما ينادى بعودة المركزية الثقافية العربية، وأشارت إلى أن تاريخية المفهوم تُعد أبرز الرؤى التي اعتمدها عصفور، كما أنه طرح على الواقع الثقافي العربي العديد من الأطروحات والتساؤلات الجريئة، ولابد أن نستكمل هذا الطرح وما يحمله من رؤى ترتبط بواقعنا الآن، وفي مختتم كلمتها أكدت إعجابها بمشروع عصفور حول الاستمرارية الثقافية، والاهتمام بالتنمية المستدامة.
وتقدمت الدكتورة هالة فؤاد بمداخلة حول نوع آخر من الصراع لدى الراحل الكبير، فقد أبدت ملاحظتها أن عصفور كان منحازًا للشعر بشكل خاص، وأنه ممن أدخلوا شعراء بأسمائهم إلى الحياة الثقافية، ومع ذلك فهو من صك مصطلح "زمن الرواية"، فهل كان ذلك نوعًا من الصراع الخفي بداخله؟
مشيرة إلى أن عصفور كان ثري المخيلة، ويبدو أنه كان يخشى من جموح الرغبة، فيفتتها من خلال مصطلح الرواية، فإلى أي مدى كان يشكل الشعراء "صلاح عبد الصبور، وأمل دنقل، وأدونيس، ومحمد عفيفي مطر" نمطًا حقيقيًّا من الوعي الحداثي؟
فهل كان مأزق عصفور أن الرواية تغطي مجالًا أرحب من المشروع الشعري؟
وقد ألمحت إلى مصطلح "رؤى العالم"، وكيف أن عصفور عندما حاول أن يصك ذلك المصطلح في الشعر فقد كساه صبغة تاريخية، وبالتالي فقد قدم رؤية خاصة مثلما فعل مع مصطلح "التنوير".
واختتمت مداخلتها بأن عصفور في كتابه: "تحديات النقد المعاصر"، قد وصف علاقة الناقد بالتيارات الغربية، وكيف ينبغي أن تكون، مؤكدة ان عصفور كان رجلا مستقبليًّا بامتياز.
يذكر أن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر تقام غدا الاثنين 27 يونيو، وتبدأ الجلسة الثالثة في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرًا تحت عنوان: "جابر عصفور وقضايا الترجمة"، ويشارك بها كل من: أمين الزاوي – الجزائر، أنور مغيث – مصر، ثائر ديب – سوريا، محمد حمدي إبراهيم – مصر، مكارم الغمري – مصر، ويرأس الجلسة: محمد شاهين – الأردن.
وتستأنف الفعاليات مع الجلسة الرابعة في تمام الساعة الثانية عشرة وحتى الثانية ظهرًا بعنوان: "جابر عصفور ومؤسسات العمل الثقافي"، ويشارك بها كل من: بنسالم حميش – المغرب، خالد زيادة – لبنان، طالب الرفاعي – الكويت، عماد أبو غازي – مصر، ويرأس الجلسة: سعيد المصري – مصر.
وتختتم فعاليات المؤتمر مع حلقة نقاشية في تمام الساعة الرابعة وحتى السادسة مساء، تحت عنوان: "المشروع الثقافي لجابر عصفور"، ويشارك بها كل من: خيري دومة – مصر، رشا سمير – مصر، عبد الرحيم الكردي – مصر، فريدريك معتوق – لبنان، مجذوب عيدروس – السودان، هشام زغلول – مصر، ناجي الناجي – فلسطين، ويرأس الجلسة: حلمي النمنم – مصر.
كما يصاحب الملتقى معرض للكتاب بمشاركة هيئات النشر التابعة لوزارة الثقافة المصرية وبعض دور النشر الخاصة؛ يتضمن بعض مؤلفات الدكتور جابر عصفور والأعمال الصادرة عنه.


|