القاهرة 21 يونيو 2022 الساعة 10:35 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كيف حالك حتمًا لست بخير..!
يشارف شهر الصيف على القدوم.. أعلم أنك مخلوق شتوي مثلي.
لا يمكن أن يكون هناك مبدع وعاشق لفصل الصيف..!
كم أتعجب حقًا ممن يحُب فصل الصيف.؟!
يحاولون تعديد مزاياه وإقناعي بأنه الأفضل، لكن هيهات أن يفعلوا..!
لا يوجد مبرر، لدي لحُب هذه الأجواء الخانقة الحارقة...!
يا إلهي..! كم أود الهجرة للقطبين طوال فترة فصل الصيف. أو فليعتبروني في بيات صيفي مثل بعض الكائنات.. أصبح الأمر أقرب لأزمة نفسية ليس لأنني أعاني من حساسية ضوئية فقط، بل وصل حد العقدة..!!
أغير خلفية سطح الأجهزة الإلكترونية والشات إلى الأجواء الشتوية لأتلاشى الشعور بالرطوبة والحر..!!
يبدو أنني سأهاجر للقطبين حقًا، فهل ستأتي معي؟!
أنت ومن يحبك أم تراكم ستتمسكون بالبقاء ها هنا..!
لأن لا وطن لنا إلا هذه الأرض الغالية بكل ما بها من أحزان وانكسارات وأفراح وأحلام..!
على كل، قد تبدو هذه نيتي، لكن قلبي ما يزال متعلقًا بها، يربطني بها حب راسخ، تولد مع مشاهد العبور في فيلمك الذي أحُب، ودومًا ما يتردد لحنك الملحمي في خلفية حياتي بكل ما بها من مفاجآت سعيدة أو ما شابه، وكأنك عندما لحنته، لحنته ليكون عنوانا للسعادة، والانتصارات في كل شيء، وليس لأبطال فيلمك فقط..
لحنته لي ولكل من يعشق فيلمك ورصاصتك التي ما تزال تزين قلوب المصريين ومن يحبك مثلي.!!
عزيزي عمر خورشيد..
بالرغم من كل الصعوبات ما يزال هناك شعاع من النور يشق سماء حياتي، يضيء دربي. يحرص على مدي بكل طاقات الكون يشعرني بالسعادة وينثر علي قطرات من الحب والورود..
لون أيامي وداوي قلبي الحزين الذي استوطن الحزن به لسنوات.
كم أود أن يظل موجودًا، أن يستمر بإضاءة أيامي للأبد.
لا أريد لشمسه أن تغيب عن حياتي.
عزيزي عمر خورشيد..
يمر علي فترات أشعر فيها بالانطفاء. يعيد توهج روحي لحنك الملحمي الذي أحُب، ويحبه من يحبك، لست أدري لماذا لم تكن سخيًا وأمتعتنا بالمزيد من الألحان الخالدة على شاكلة لحن رصاصتك الأزلية، الذي أحُب.!!
كلما شعرت بالضيق أبحث عبر موقع يوتيوب على مشهد للفارس أحمد مظهر وهو يراقص نبيلة عبيد على أنغام لحنك الملحمي في فيلم "العمر لحظة"، فأنسى ما يؤرقني أو يثير حفيظتي أو يضايقني.
إن شئت الحقيقة أود أن يتم وصفه كعلاج من قبل الأطباء لما له من تأثير السحر في القلوب والروح!!
عزيزي عمر خورشيد..
منذ أيام غادرت أرض الوطن وتركت روحي ها هنا. تجربة جديدة ثرية كم أود تكرارها. ففيها كنت وحدي تمامًا، لعل ما جعلها تجربة ثرية كونها جاءت في توقيت حرج قليلًا، توقيت شهد العديد من الالتزامات الأسرية والمفارقات القدرية، جميعها تعد اختبارات حياتية تدرس مدى قوة الترابط الأسري..
هل ستبتلعك طاحونة الحياة وتشغلك عن أولوياتك أم ستتمكن من موائمة الظروف وتذليل العقبات حتى ولو كانت جغرافية!!
هذه التجربة أثبتت أن البُعد أحيانًا له فوائد عدة، لعل أبرزها نبرة السعادة أو الفرح من مجرد اقتراب موعد رسو سفينتك علي شاطئ الحياة!!
نبرة الصوت السعيدة لمستها بأذني واستساغها قلبي.!
لم أكن أتوقع أن لوجودي هذا التأثير الملموس.. السعيد في قلوب الآخرين لاسيما من أحُب.!
عزيزي عمر خورشيد..
هاتفتني أحداهن لتخبرني أن مجرد رؤية اسمي كل يوم دون أن تقرأ فحوى المكتوب تشعر بالطمأنينة والإيجابية يبدو أن لكل منا نصيب من اسمه حقا.!
أسعدتني كلماتها. لا أخفي عليك..
هي تري أنني مصدر للسعادة لا تدري أنك أنت السر ...!
وحدك السبب في كل شيء، وحدك من استمد منه كل شيء!
أنت عنوان للحُب، للخير، للسلام، للنور!
أنت ورصاصتك سر كبير سكن القلوب وسيظل.
أشياء صغيرة، تلون يومي، وتسعد روحي، وتشرق ملامحي.
كم أود اختراع عقار للسعادة.!
أجبر الجميع على تعاطيه ليختفي الحزن والتوتر، والقلق من الحياة، ومن حولنا.
أريد أن أعطي منه جرعات مكثفة للمحيطين، لا سيما أمي.
أريدها سعيدة حقًا، لا أذكر أن رأيتها سعيدة أو تبتسم أو تسلل إلى قلبي بوادر سعادة خفية شعرت بها يومًا ..!
لست أدري، لماذا تعيش هكذا؟!
رغم أن التجربة أثبتت أن السعادة قرار..!
من السهل تحقيقها بأبسط الأشياء.. !
كل ما عليك هو الغوص داخل ذاتك والبحث عما يشعرك بالسعادة والظفر بها.
كم تظلمون أنفسكم معشر البشر..!
لي صديقة مرت بالعديد في حياتها لم تنل قسطًا وفيرًا من التعليم، لكنها تملك الكثير من خبرات الحياة رغم حداثة سنها،
دائمة العطاء وهم دائمين الأخذ.
لو تجرأت وصرحت بنيتها في أي شيء ضد ما هو معتاد مع من تعيش معهم، ينسي الجميع كل ما أعطت واتهموها بالتقصير!!
أحُب أن أتحدث معها لأسري عنها.
تخبرني وتخبر أخوتها أنها لا تبتهج إلا لرؤيتي وكذا أولادها. وأنها تتنظر زيارتي حتى ولو كانت خاطفة، حتى ولو لم نتمكن من التحدث خلالها بحرية، لآن أحاديثنا تزعج من تعيش معهم، يزعجهم كوننا نبتسم خلسة أو نتبادل الضحكات .. أخبرتها أن ما يزعجهم أكثر جهلهم لماذا نضحك ونشعر ببقايا سعادة وهم لا يفعلون.. هيهات أن نخبرهم بسرنا الصغير..!
قررت مدها بخيوط سعادة.. قررت تهريب مصادر سعادتي إليها.
فتارة أشاركها مغامراتي المجنونة التي لا تنتهي.
تخبرني أنها تتذكر حديثي وتبتسم بينها وبين ذاتها. فتنسى ما يثير ضيقها ممن حولها.!
وتارة أسمعها تعليقًا من صديقة الممر علي موقف ساخر عايشناه.
لتخبرني أن أثناء تأزم الموقف، والأجواء مشتعلة كالمعتاد دون سبباً فعليًا.
تجلس في زاوية منزلها تخفي وجهها وتتذكر ما سمعته وتبتسم وقلبها برقص فرحًا. عازلة نفسها عن كل طاقات الكون السلبية. التي يحاولون جذبها إليها وربط أقدامها بها للأبد وكأن قد كتب عليها الشقاء دوما.
أخبرها أنني سأواظب علي تهريب مصادر السعادة إليها كلما استطعت.
فتطلبها برجاء.. أرجوكِ افعلي..!
أخبرتني أن نباتاتها بُهت لونها، وأن السمكة الزينة التي تربيها منذ أكثر من عام قد ماتت.!!
أخبرتها أن هذا طبيعيًا ومتوقع وسط كل هذه الأجواء الخانقة، والطاقات السلبية المحاطة بها!
ابحثوا عن السعادة تجدوها، لا تتركوا الأيام تتحكم بكم، تغلبوا على منغصات الحياة ، أبحثوا عما يسعدكم حتى ولو كان كلمة في أغنية أو مشهد في فيلم أو لحن مثل لحن رصاصتك الذي أعشق.. فله مفعول السحر -يذيب جدران الزمن- يعيدني طفلة، تارة أراني في بيتنا أشاهد الفيلم في ذكرى انتصارات أكتوبر العزيزة برفقة أسرتي التي أحب لا أسرتي التي اكتشفتها واكتشفت كم لوثتها الحياة..!
وتارة طالبة، يُعزف اللحن في مدرستي، فيبث في الحماسة والأمل والحلم.. أبدأ يومي الدراسي ونصب عيني حلم كبير أركض تجاهه بكل ثقة وتحد..!
ابحثوا عن مصادر السعادة حولكم حققوا سعادتكم باللعب مع أليفكم أو احتضان طفل أو في القراءة أو إعداد وجبة أو تعلم جملة من لغة جديدة، أو حتى في تغير أغطية المنزل، أو في الصلاة، والإطالة في السجود، والدعاء همسا، قد تبدو لكم أشياء بسيطة، إلا أن تأثيرها يكون كبيرًا وسعيدًا، تستحقون السعادة، فلماذا تحصرون أنفسكم في دوائر لا تليق بكم..!!
عزيزي عمر خورشيد..
تحدثت وصديقي الفيلسوف عن رؤية الآخرين لمفهوم الحب!
أخبرني أن للحب قواعد خمسة.!
سر تميزه هو إدراك أطرافه لهذه القواعد الخمسة..
أخبرني أن الحُب أنت ولحنك الملحمي الذي نعشق..
أخبرني أن الحُب لا مفهوم محدد له وإنما هو كيمياء خاصة تربط شخصين، وأن هذه الكيمياء نادرة الوجود، نادرة الصدق، نادرة التأثير.!
أخبرني أن الحُب هو أن تتنظر فتاة أحلامك..!
تنتظر من لا وجود له..!
تختلق شخص بأوصاف، ومقاييس خيالية، بينك وبين ذاتك، شخص مقرب منك وسر تميزه أن درجة قرابته منك أنها تصل حد الالتحام.. تستدعيه كلما أردت ووقتما تشاء، ثم تعيده لصندوق الذكريات َمرة أخرى..
حتى لا يطاله غبار الأيام و حطام الحياة.
ليظل جميلًا بهيًا.
كم تكون محظوظًا عندما تهديك الحياة ما حلمت دومًا به.
حقا أنه الحُب..!
نوع نادر من المشاعر يهبط علينا، يظلل حياتنا بظله الذي يحتوي ويشمل الجميع
أجمل ما فيه، أنك طرف أصيل فيه.
بسببك عثر كلانا على حلمه..!
جمعتنا الذكرى، والصدفة، ولحنك الأبدي لا سيما رصاصتك التي ما تزال في قلوبنا وستظل للأبد.
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير حتى نلتقي..
لك مني كل الحب وكل الألق.
وإلى لقاء..
|