القاهرة 05 يونيو 2022 الساعة 02:18 م
تعلمت أن الدرس الذي تُعطيه الحياة لي هو الأغلى والأثمن خلال رحلة العُمر، لا سيما أنه لا يقدر بمال، ولا أستطيع أن أبتاعه بالمقايضة، ولكن الثمن وكل الثمن "تلك الأيام" التي أبدُرها ثواني ودقائق وساعات في تلقي الصفعات والسقوط، ومحاولة النهوض مرة أخرى، ربما لا أدري في كل مرة كنت اسقط فيها مغشي علي، متى وكيف أنهض من غفوتي، ولكن كل ما أذكره هو أني كنت أعود واقفًا بكل قوة وإصرار على التعلم، وكل هذا من أجل نتيجة واحدة قد تحمل وجهان، أما أن أنتصر أو أن أحصل على الهزيمة بكل شرف.
دروس الحياة كثيرة، ولكنها شديدة الصعوبة في تحصيلها وفهمها، والأصعب هو أن تدرك في بادئ الأمر أنك تلميذ في مدرسة الحياة، وقتها عليك أن تحمل بين ضلوعك قلب لا يعرف الضعف أوالخضوع، ولا يقبل بالهزيمة ولا يميل إلى الإنكسار، بل يجب عليك أن تكون ذو قلب لين، وعقل مدرك لأهمية التوقيت واتخاذ القرار في الوقت المناسب، تلك هي المعادلة، وهذا هو سبب تعقيدها.
أسير في دروبٍ لا أعرف بداية لها، ولا أرى نهايتها، ولكن قدماي ساقتني إليها، فمشيت وملئ ضلوعي أمل أن أصل إلى شئ يبهج القلب ويريح العقل، وكلما قطعت في محيط تلك الدروب أمتارًا، أشعر وكأني أنزف من عُمري أيام، "تلك الأيام" التي لا أعرف كم قضيت فيها، وكم نزفت منها، وكم يتبق لي، ربما هذا هو مغزى الدرس، وحكمة الحياة، وسر الرحلة.
أن تأخذ قرار الاستمرار في السير دون وجهةٍ تقصدها، وليس لديك سبيل تسعي نحوه، فحتمًا أنت تلهو في دوامة الشرود، قد تظن أنك تسير إلى الأمام وأنت في محلك، وربما يكون سيرك إلى الخلف، لا يهمك هذا اللاشئ، وجل ما يهمك هو الشعور بالمقاومة والتصدي، حتى وإن كنت تواجه الوهم، فهذه طبيعة بشرية لا تستطيع التخلي عنها أو العزوف عن ممارستها لأيام، حتى وإن كانت "تلك الأيام" التي يضعف فيها قلبك ويحب عقلك ضياع الزمن.
لا تقف، فلن يفيدك النظر إلى الخلف في شئ، ولن يضيف إلى دربك جديد، ولن ينقص مما قطعته شبر واحد، ربما لو نظرت قد ترى كم من الأخطاء والكوارث، وقتها يصيبك الندم على ما فات، ويفقدك لذة المغامرة مع المجهول، لا تقف حتى لا تسحقك "تلك الأيام".
|