القاهرة 19 مايو 2022 الساعة 09:48 ص
تقول إليف شافاق "لقد أنقذتني الكتابة"..
قالتها في سياق مختلف غير السؤال المباشر، وهو تعبير دقيق، الكتابة لمن يعيش مع القلم سنوات طويلة هي فعل إنقاذ، هي الترياق ولو كان مُرًا.
لكنك تصطدم الآن بالعقبات في الطريق، بأن الكتابة لم تعد تقنيات وفنون وحذف وإضافة ونحت الحروف والكلمات…
بل أحال الزمان المسألة ولعب في ملامحها كما فعل مع كل المفاهيم، لتصبح الكتابة مسألة أخرى، لم يعد الكاتب هو الطاهي والمخرج الخالق المبدع خلف الكاميرات وفي المعمل، بل أصبح الكاتب هو النجم، جلسات تصوير وحوارات ولقاءات تلفزيونية وإذاعية وبودكاستينج وخلافه…
بينما الكتابة نفسها تراجعت لصالح تلك السلوكيات، أصبحت آخر الهم، البدلة والساعة وخلفية التصوير أهم من جودة القلم، والمتابعين أهم الأدوات وأهم من الأدوات، وبناء على ذلك تم إزاحة كل الكتاب أصحاب المنطق الكلاسيكي للكاتب، الكاتب الخالق المخرج صاحب الرؤية المتكاملة، ووجهة النظر الذي يشيد العالم صباحًا ويهدمه في المساء…
لصالح الكاتب الخفاش مخرج الكليبات الذي يجيد القفز كما قال "الضيف أحمد" في الأغنية "وأنط أحبال وأركب مراجيح" بالإضافة لتكوين الصداقات والارتماء في أحضان الشلل الثقافية وجروبات الكتب المدجنة صاحبة الهواء العفن والأجواء المعلبة، وتشابه أحمد والحج أحمد…
|