القاهرة 17 مايو 2022 الساعة 11:02 ص
قصة: خوليو تورىّ (المكسيك 1889 - 1970)
ترجمة: أسامة الزغبي
منذ وقت ليس ببعيد، كان يعمل بسيرك صغير بإمكانات متواضعة، بهلوان، متواضع وخجول مثل أشخاص كثيرين من ذوي الجدارة.
في نهاية عرض يوم أحد بقرية صغيرة، حان وقت رجلنا لأداء فقرته المفضلة التي يحاول بها جذب انتباه جمهور السكان المحليين وضمان النجاح المادي لهذا الموسم. علاوة على مهاراته -التي يمكن أن نعتبرها غير لافتة- كان يمتلك قدرة غير معتادة على مقاومة الشقاء والبؤس. ومع ذلك، كان يخشى في هذه اللحظات أن تُعاد المضايقات المعتادة. النزاع مع صاحب الخان، سرقة ملابسه، الطقس السيئ والترحال الحزين والمؤلم.
كانت الفقرة التي بصدد أن يقوم بها عبارة عن أن يقوم بوضع نفسه في كيس، يربط فتحته بقوة أكثر المتفرجين مكرا. وفي غضون ثوان معدودة يصبح الكيس فارغا.
بناء على دعوته، صعد للمنصة شابان قويان بحوزتهما حبال خشنة. دخل في الكيس وسرعان ما شعر بسحب وشد الرباط على رأسه. في الظلام الذي وجد نفسه فيه هاجمته الرغبة القوية في الهروب حقا من كل منغصات حياته المتنقلة. أغلق عينيه واستعد للاختفاء وسط هذا المزاج الغريب للروح.
بعد لحظات تم التأكد -دون أن يندهش أحد- أن الكيس كان فارغا وأن الأربطة بقيت دون استخدام.
ما أثار قدرا من الدهشة كان عدم ظهور البهلوان أثناء الفقرة. بعد برهة من الانتظار غير المجدي أدرك الحاضرون أن العرض كان قد انتهى وعادوا لمنازلهم.
لم يُشاهد بهلواننا أيضا في القرية. والمثير في الحكاية أن أحدا لم يكترث لحقيبته الموجودة على خشبة المسرح.
بعد مرور بضعة أيام نُسيت الواقعة تماما. فمن ذا الذي كان ليكترث لأمر متشرد!
|